أكدت أن التدابير المتخذة رداً على وضع سقف لسعر لنفطها جاءت نتيجة لمشاورات داخلية … روسيا: لا آفاق لاستئناف التعاون مع واشنطن ولا خطة سلام حالية مع أوكرانيا
| وكالات
أكدت موسكو أمس الأربعاء أن الرئيس فلاديمير بوتين لم يتشاور مع مجموعة «أوبك بلس» قبل توقيع مرسوم التدابير المتخذة رداً على إجراءات الدول الغربية بفرض سقف على أسعار النفط الروسي، واصفة دعوات كييف لطرد روسيا من الأمم المتحدة، بـ«القافلة تسير والكلاب تنبح»، وأكدت عدم وجود آفاق لاستئناف التعاون مع واشنطن بشأن مكافحة الإرهاب.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قوله للصحفيين أمس: إنه تم إجراء مشاورات داخلية روسية ودراسة للخبراء الروس قبل فرض هذه التدابير، لافتاً إلى أنه من حق روسيا السيادي الرد على مثل هذه الإجراءات غير المشروعة والعبثية تماماً.
وأشار بيسكوف إلى أن السلطات الروسية تعمل على تحليل الوضع في حال فرض الغرب سقفاً على أسعار الغاز، ومن السابق لأوانه الحديث عن خطوات أخرى لأن سوق الغاز له تفاصيله الخاصة وبعد اكتمال التحليل سيتم بالفعل صياغة بعض الخطوات الأخرى.
ووقع بوتين أول من أمس الثلاثاء مرسوماً رئاسياً يحظر بيع النفط الروسي للدول التي تحدد سقفاً على سعره، وتأتي هذه الخطوة رداً على إجراءات الدول الغربية بفرض سقف على أسعار النفط الروسي.
وسيدخل الحظر المفروض على توريد النفط والمنتجات البترولية من روسيا حيز التنفيذ اعتباراً من الـ 1 من شباط القادم حتى الـ 1 من تموز القادم.
من جهة ثانية قال بيسكوف: إنه حتى الآن لا توجد خطة سلام مع أوكرانيا لأن نظام كييف لا يأخذ في الاعتبار حقائق اليوم مع دخول أربع مناطق جديدة إلى روسيا، مضيفاً: أي خطة لا تأخذ هذه الحقائق في الاعتبار لا يمكن أن نسميها سلمية.
في غضون ذلك علقت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على دعوات كييف لطرد روسيا من الأمم المتحدة، وكيف ينبغي لروسيا أن ترد على مثل هذه التصريحات قائلة: لا شيء، ولا تأتي بحركة، هذا هو الحال مطابق تماماً للمقولة: «القافلة تسير والكلاب تنبح».
وأضافت قائلة: في السنوات والعقود الأخيرة، كان هناك الكثير من الأوغاد، لقد دمروا البلد تماماً، ودفعوه إلى حافة الهاوية، ينبغي ملاحظة واعتبار ذلك، وبناء سياستنا وفقاً لذلك، ولكن الاستماع إلى تلك التصريحات والعبارات المؤلمة، التي لا تحتوي جوهراً أو منطقاً تاريخياً، وحتى فهماً لما يمكن أن يؤدي إليه هذا، حتى مجرد التخيل، تلك التصريحات لا تستحق عناء التفكير فيها على الإطلاق.
ودعت وزارة الخارجية الأوكرانية، في بيان لها الإثنين الماضي، إلى طرد روسيا من الأمم المتحدة، على الرغم من حقيقة أن هذا مستحيل بموجب ميثاق المنظمة، حيث تتمتع روسيا بحق النقض (الفيتو) في الهيئة الرئيسية للمنظمة، مجلس الأمن.
من جانب آخر حذر نائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف من قيام حلف شمال الأطلسي «الناتو» بتزويد أوكرانيا بأسلحة رقمية بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن سيرومولوتوف قوله في تصريح صحفي أمس: من الضروري أن نفهم بوضوح أن التهديدات التي تشكلها أوكرانيا في مجال المعلومات ذات طبيعة عالمية، مشيراً إلى أن الناتو يقوم الآن بتوزيع للأسلحة الرقمية من دون مراقبة عبر هذا البلد.
وأوضح سيرومولوتوف أن هذا التصرف محفوف بعواقب لا يمكن التنبؤ بها لجميع أعضاء المجتمع الدولي، مضيفاً: إذا كانت روسيا اليوم هي الهدف فغداً أي دولة أخرى معارضة لواشنطن يمكن أن تكون في مكاننا.
وفي وقت سابق كشف سيرومولوتوف أن عدد الهجمات الإلكترونية ضد المراكز المعلوماتية الروسية زاد بعد بدء العملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس، مشيراً إلى أن هذه الهجمات مصدرها بشكل رئيسي بلدان أميركا الشمالية والاتحاد الأوروبي.
من جهة أخرى كشف سيرومولوتوف عدم وجود آفاق لاستئناف التعاون بين روسيا والولايات المتحدة بشأن مكافحة الإرهاب، وقال في هذا الصدد: تعتزم واشنطن من خلال إستراتيجيتها للأمن القومي الأميركي التعاون في مكافحة الإرهاب بشكل انتقائي للغاية فقط مع الذين تعتبرهم ضروريين، وهذا النهج يقلل بشكل كبير من احتمالات استئناف التعاون في هذا المجال.
وأضاف: حوار روسيا مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب في الفترة 2018 و2019 أثبت أهميته وفائدته ولكن تحت ذرائع واهية، توقف الجانب الأميركي عن الاستمرار فيه، لافتاً إلى أهمية التعاون العملي في مثل هذا الموضوع الحساس للأمن العالمي مع مجموعة واسعة من الشركاء المهتمين والمؤثرين بغض النظر عن الوضع الجيوسياسي.
إلى ذلك أعرب سيرومولوتوف عن قلق بلاده من إعادة انتشار المسلحين في عمق إفريقيا، قائلاً: ما يثير القلق هو الاتجاه الملاحظ اليوم لإعادة انتشار المسلحين من منطقة الشرق الأوسط في عمق إفريقيا، مشدداً على أن الحوار أصبح ضرورياً في هذا الوقت لكون المنظمات الإرهابية الدولية ليست في حالة تأهب وحسب، بل تستغل أيضاً بمهارة أي فرصة لتقوية نفوذها واستعادة إمكاناتها التدميرية.
وأوضح أن روسيا تتبنى حواراً بناء مع شركاء آخرين حقيقيين مثل الصين وغيرها من خلال رابطة الدول المستقلة ومنظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي حول هذا الموضوع المهم.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الأربعاء، مقتل أكثر من 350 جندياً أوكرانيا بينهم عشرات المرتزقة الأجانب، كما تم تدمير مراكز تحكم تابعة للقوات الأوكرانية خلال أول من أمس.
ونقلت «روسيا اليوم» عن المتحدث باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف، قوله إن القوات الروسية استهدفت مواقع الجيش الأوكراني في مقاطعة خاركوف وتم القضاء على 30 جندياً أوكرانيا وتدمير آليات عسكرية.
وفي اتجاه كراسنو-ليمان، قصفت القوات الروسية بالمدفعية 4 مجموعات تكتيكية سرية من الألوية الهجومية المحمولة جواً 25 و80 و95 للقوات المسلحة الأوكرانية، وكذلك لواء الدفاع الإقليمي 103 في مناطق نوفوليوبوفكا، ونيفسكوي في لوغانسك، ودونيتسك، ما أسفر عن القضاء على أكثر من 170 جندياً أوكرانيا وتدمير ناقلتي جند مصفحتين وأربع شاحنات صغيرة.
كذلك في اتجاه دونيتسك، تم القضاء على 80 جندياً أوكرانيا على الأقل، وتدمير دبابة واحدة و4 مركبات قتالية مدرعة و5 مركبات.
وفي اتجاه جنوب دونيتسك أشارت الدفاع الروسية أنه تم استهداف اللواء الميكانيكي 72 التابع للقوات الأوكرانية، وكذلك تجمعات للمرتزقة الأجانب ما أسفر عن مقتل أكثر من 70 من العسكريين والمرتزقة، وتدمير 5 مركبات قتالية مدرعة وشاحنتين بيك أب.
وقصفت القوات الصاروخية والمدفعية الروسية 5 مراكز قيادة تابعة للجيش الأوكراني في مقاطعة خاركوف، كما تم تدمير مستودع للأسلحة والمعدات العسكرية في منطقة زابوروجيه.