سورية

برلين لا تريده أن يشكل خروجاً من «عملية فيينا لمكافحة الإرهاب» … واشنطن ترحب بتحالف الرياض وموسكو تتريث

| وكالات

تباينت مواقف القوى الدولية من التحالف الذي أعلنته الرياض أمس. فبينما تريثت موسكو معتبرةً أنه من المبكر إبداء موقف من التحالف الناشئ حتى تعلم بدقة أهدافه وطريقته في مكافحة الإرهاب، على حين سارعت واشنطن وبرلين إلى الترحيب بالتحالف، إلا أن الأخيرة طالبت هذا التحالف بأن يكون جزءاً من «عملية فيينا» لمكافحة الإرهاب.
ودعت منظمة التعاون الإسلامي والجامع الأزهر الدول الإسلامية كافة إلى الانضمام إلى التحالف.
في موسكو علق المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، على إعلان الرياض تشكيل التحالف الإسلامي، قائلاً: إن «توحيد الجهود في مكافحة الإرهاب أمر إيجابي بكل تأكيد».
إلا أن بيسكوف أوضح، وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، أن الكرملين يحتاج إلى بعض الوقت لتحليل التفاصيل المتعلقة بأهداف هذا التحالف وقوام المشاركين فيه وأنشطته المحتملة.
ومن قاعدة إنجرليك التركية، رحب وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر بتحالف الرياض. وقال كارتر للصحفيين، رداً على سؤال بشأن المبادرة التي أعلنتها السعودية، وفق وكالة «رويترز» للأنباء: «نتطلع إلى معرفة المزيد عما يدور في ذهن السعودية بخصوص هذا التحالف». وأضاف: «لكنه يتماشى بشكل عام على ما يبدو مع ما نحث عليه منذ فترة وهو اضطلاع الدول العربية السنية بدور أكبر في حملة محاربة داعش».
في برلين رحبت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين بإعلان السعودية. وقالت للقناة التلفزيونية الألمانية «زد. دي. إف»، وفق «رويترز»: إن التحالف سيكون ذا فائدة إذا انضم للدول الأخرى التي تقاتل تنظيم داعش. وأضافت: إن التنظيم استفاد من الخلافات بين أطراف كثيرة تعارضها.
وقالت دير ليين: «أعتقد أن من الصحيح أن تشكل المعارضة (لداعش) مجموعة لكنها تحتاج إلى أن تكون -وهذا مهم- جزءاً من عملية فيينا (لمكافحة الإرهاب) التي تضم جميع الدول التي تقاتل الدولة الإسلامية مثل الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا وتركيا والسعودية بل إيران والصين».
وفي وقت سابق من الشهر الحالي أقر البرلمان الألماني خطة للانضمام إلى حملة قصف التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، على داعش في سورية، من خلال إرسال طائرات تجسس عسكرية من طراز تورنادو وفرقاطة تساعد في حماية حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول وكذلك إعادة تزويد الطائرات بالوقود وما يصل إلى 1200 من العسكريين.
لكن ألمانيا لن تنضم إلى دول مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا في شن ضربات جوية.
في غضون ذلك قدمت منظمة التعاون الإسلامي مرافعة تؤيد تحالف الرياض. وأشار الأمين العام للمنظمة إياد مدني، إلى أن الدول الأعضاء في المنظمة هي من بين أكثر الدول تضررا من الإرهاب، حيث يعاني المسلمون ويلات تلك الجماعات التي رهنت الإسلام بقراءاتها الخاطئة للنصوص الدينية.
وأضاف مدني في بيان نقلته وكالة «سبوتنيك»: إن المسلمين يتعرضون للاتهامات المؤدلجة، من جانب الأحزاب والتيارات اليمينية المتطرفة، ولأصوات الإسلاموفوبيا التي ترمي إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين.
ورحب بالإعلان عن تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب، مشدداً على الموقف الثابت المتمثل في أن الإرهاب لا دين له ولا هوية، وأكد أن التصدي للإرهاب يجب أن يأخذ بالحسبان، بجانب التدابير الأمنية والعسكرية، فهم وتحليل وتقصي ومواجهة الأبعاد المتعددة لهذه الظاهرة، مثل الإقصاء والتهميش، والتفكيك القسري للمؤسسات السياسية. إضافة إلى ضرورة بحث الأسباب الكامنة وراء العنف الطائفي ومحاولات تسييس الخلافات المذهبية والتركيز على الانتماء الطائفي باعتباره جوهر الهوية، واختراق جهات خارجية للجماعات الإرهابية والمتطرفة بهدف خدمة أجنداتها السياسية الخاصة.
في القاهرة دعا الأزهر الشريف «الدول الإسلامية كافة» إلى الانضمام إلى التحالف الإسلامي، معرباً عن الأمل في أن تنجح جهوده في «دحر الإرهاب وتخليص العالم من شروره».
وقال الأزهر في بيان: إن تشكيل هذا التحالف الإسلامي «كان مطلباً ملحاً لشعوب الدول الإسلامية التي عانت أكثر غيرها من الإرهاب الأسود الذي يرتكب جرائمه البشعة دون تفريق بين دين أو مذهب أو عرق».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن