سورية

بوتين يلتقي وزير الخارجية الأميركي في موسكو لإيجاد «توافق» حول سورية … لافروف: التسوية السياسية في سورية تتطلب اهتمامنا الدائم.. كيري: الإرهاب خطر على الجميع ولا خيار إلا بالتعاون الدولي ضده

التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الكرملين بهدف التوصل إلى اتفاق لدفع جهود وقف الحرب في سورية وإيجاد حل سياسي للأزمة التي تمر بها البلاد منذ نحو خمس سنوات.
وواشنطن وموسكو هما المحركان الرئيسيان لعملية دبلوماسية دولية ترمي لإنهاء الأزمة في سورية، وذلك في إطار «المجموعة الدولية لدعم سورية». إلا أن البلدين يختلفان حول مستقبل الرئيس بشار الأسد وأفضل الطرق لقتال تنظيم داعش الإرهابي، ما يهدد بعرقلة العملية. وجاء كيري إلى موسكو أمس وهو لا يعلم حتى إذا ما كانت روسيا ستوافق على إجراء الجولة التالية من المحادثات الدولية بشأن الأزمة يوم الجمعة في نيويورك.
وحتى عندما جلس إلى الطاولة مع بوتين، ورغم الابتسامات العريضة، إلا أنه لم يتضح بعد إذا ما كان سيحدث انفراج.
وقال بوتين: «أنا سعيد جداً بأن أتيحت لي فرصة لقائك والتحدث إليك». وجلس لافروف بجانب بوتين، وكان التقى كيري في وقت سابق من يوم أمس.
وأضاف بوتين: «لقد أبلغني لافروف الآن اقتراحيك بالتفصيل وعدداً من القضايا التي تتطلب مزيداً من النقاش».
وأعرب كيري عن أمله في مناقشة الأزمة في سورية والأزمة في أوكرانيا. وتتهم واشنطن موسكو بدعم الانفصاليين الأوكرانيين وفرضت عقوبات عليها بسبب التدخل في هذا البلد. وقال كيري الذي كان يجلس قبالة بوتين على طاولة مؤتمرات في أحد صالونات الكرملين الأنيقة: «لقد أتيحت لك فرصة الحديث مع الرئيس (باراك) أوباما في نيويورك، وبعد ذلك في باريس».
وأضاف: «وقد تعهدت أنت والرئيس أوباما محاولة وضع مقاربة – من خلالي ومن خلال لافروف – لمعالجة الوضع في أوكرانيا وسورية».
وتابع: «ولذلك فإنني أتطلع إلى نقاشنا الآن، وأقدر جدية تخصيصك الوقت والتفكير في هاتين القضيتين». وبعد ذلك طلب من الصحفيين الخروج من القاعة لتبدأ المحادثات المغلقة.
ويرغب كيري ومبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية ستيفان دي ميستورا، في إجراء الجولة التالية من المحادثات بشأن سورية الجمعة في نيويورك، إلا أن موسكو ترفض حتى الآن تأكيد الموعد.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أن مسألة عقد لقاء في نيويورك حول الأزمة في سورية قد تقرر بعد استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوزير الخارجية الأميركي جون كيري.
وفي واشنطن أعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي أن «وزير الخارجية على عجلة من أمره كي يبحث مع المسؤولين الروس مشروع الاجتماع المقبل للمجموعة الدولية لدعم سورية في نيويورك الجمعة».
وأضاف: «لا أستطيع أن أقول إن الاجتماع سيحصل مئة بالمئة» ولكن «أعتقد أنه بإمكانكم التعويل على أن الاجتماع سوف يعقد»، مبدياً تردداً في التأكيد رسمياً على لقاء نيويورك بانتظار نتيجة محادثات كيري في موسكو. وعقب محادثاته مع لافروف رفض كيري تأكيد إذا ما كانت محادثات نيويورك ستجري.
وصرح للصحفيين أثناء جولة له وسط موسكو «يجب أن ألتقي الرئيس».
وفي مستهل لقائه وزير الخارجية الأميركي في موسكو أكد لافروف أن التسوية السياسية في سورية تتطلب الاهتمام الدائم في إطار الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في فيينا في جلستي مجموعة دعم سورية لافتاً إلى أن «قضية الإرهاب ليست مقتصرة على سورية فحسب». وقال: إن «مسألة الإرهاب أوسع من القضية السورية حيث يتوسع تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا وينشط في العراق وهناك ظواهر للنشاط الإرهابي في كل من اليمن وأفغانستان» موضحاً أنه ستتم مناقشة كل هذه المسائل مع كيري.
وأشار لافروف إلى أن بلاده تقيم هذه الفرصة لمواصلة التعاون مع الولايات المتحدة الأميركية في عدد من المواضيع الدولية مبيناً أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما ناقشا خلال الأشهر الماضية المسائل المتعلقة بضرورة مكافحة الإرهاب بشكل فعلي وأنه في هذا السبيل يتم الحفاظ على المواضيع التي يجب نقاشها اليوم في سياق عمل «مجموعة الدعم لسورية».
وأوضح لافروف أنه سيتم بحث مساهمة الولايات المتحدة في تسوية الأزمة الأوكرانية حيث يمكن لتأثير واشنطن على السلطات الأوكرانية إحداث أثر إيجابي في إطار نشاط رباعية النورماندي وأنه سيناقش مع كيري أي مسألة في العلاقات الثنائية بين موسكو وواشنطن.
بدوره أكد كيري «أن روسيا والولايات المتحدة متفقتان على أن تنظيم «داعش» الإرهابي خطر مشترك فلا يمكن التفاوض معه لأن عناصره إرهابيون يهاجمون الثقافات والتاريخ ولا يتركون أي خيار سوى القضاء عليهم ومكافحتهم».
ورأى كيري أن زيارته إلى موسكو «ستعطي الفرصة الجيدة لبلوغ تقدم بشأن الموضوعات الموجودة على أجندة الأعمال» مشيراً إلى أن «الرئيسين الأميركي والروسي خلال اجتماعهما في الولايات المتحدة تفاهما على أنهما يريدان إيجاد حل للأزمتين في سورية وأوكرانيا وقالا إنه يجب أن نلتقي لإيجاد نقاط مشتركة وتحديد كيفية إحراز التقدم».
ولفت كيري إلى وجود خلافات بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية وقال «لكن أظهرنا أنه يمكن العمل معاً بشكل فاعل حيث ساهمت روسيا بشكل كبير في التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي وأظهرت أنها شريك ذو أهمية كبيرة خلال مفاوضات فيينا وكانت تشرف على تلك الاجتماعات وسنواصل هذه الجهود في نيويورك».
وتعمل السعودية، حليفة الولايات المتحدة على تشكيل وفد من المعارضة والمجموعات المسلحة لمفاوضات محتملة مع وفد حكومي، بهدف الموافقة أولاً على وقف لإطلاق النار وبعد ذلك إطلاق حوار سياسي.
ويأمل كيري في أنه إذا اتفقت الحكومة والمسلحون على وقف لإطلاق النار، فبإمكان روسيا والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة التركيز على قتال داعش.
ووصف كيري لافروف بأنه «المنظم المشارك» للمحادثات، وشكره على جهوده «لقيادتنا حتى الآن للوصول إلى نيويورك والبناء على التقدم المحرز».
إلا أن المحادثات معرضة للخطر بعد أن انتقدت موسكو محادثات المعارضة في السعودية الأسبوع الماضي.
وقالت موسكو الاثنين: إن محادثات الجمعة يجب ألا تجري إلا إذا وافق جميع الأطراف على ممثلي المعارضة وعلى القائمة السوداء للمنظمات التي تعتبر إرهابية.
يشار إلى أن الأردن كلف وضع لائحة بالمجموعات المسلحة السورية التي تعتبر إرهابية لإبعادها عن عملية التفاوض، مع ما تنطوي عليه هذه المسألة من حساسيات في ضوء التقديرات المتباينة لمختلف الأطراف المعنيين بالملف السوري حول الطبيعة الإرهابية لمختلف المجموعات المقاتلة.
وانتقدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا الاثنين «الإرادة الأميركية في تصنيف الإرهابيين» بين «صالحين» و«أشرار» في سورية.
وقالت: إن موسكو ستستمر في مطالبة واشنطن بـ«مراجعة سياستها» في الشرق الأوسط و«التي لا تحترم دائماً القانون الدولي». ويندرج اجتماع نيويورك في إطار العملية المعروفة بعملية فيينا التي توصلت فيها 17 دولة ضمنها روسيا وإيران إلى اتفاق في تشرين الثاني، حول خريطة طريق سياسية لسورية.
(أ ف ب – سانا – روسيا اليوم)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن