أكد موقع «ذا إنترسبت» الأميركي، أن وقوف الرئيس الأميركي جو بايدن إلى جانب السعودية، في الحرب على اليمن يمكن أن يؤدّي إلى استئناف حربٍ شاملة.
وقال «ذا إنترسبت» في تقرير إن البيت الأبيض علّق على قرار السناتور الأميركي بيرني ساندرز بشأن سلطات الحرب بأنّه سيطيل أمد الحرب، لكن في الواقع، فإن جهود بايدن هي التي تُطيلها.
وأفاد الموقع في 28 من الشهر الماضي أن ساندرز يتجه إلى طرح التصويت على قرار سلطات الحرب في مجلس الشيوخ، الذي يهدف إلى منع دعم الولايات المتحدة الحرب التي تقودها السعودية في اليمن.
وبيّن التقرير أن الإدارة تُعارض بشدة قرار سلطات حرب اليمن لعددٍ من الأسباب، خلاصتها هي أن البيت الأبيض يعدّ هذا القرار غير ضروري، ومن شأنه أن يعقّد إلى حد كبير الدبلوماسية المكثفة والمستمرة لوضع حد حقيقي للصراع.
وأضاف إن مزاعم البيت الأبيض بأن دبلوماسيته تعمل بالشكل المطلوب، تقوّضها تحركاته السياسية والواقع على الأرض، لافتاً إلى أن مبعوث بايدن الخاص إلى اليمن تيم لينديركينغ، وقف باستمرار إلى جانب التحالف السعودي ضد حركة أنصار اللـه التي تسيطر على جزء كبير من البلاد.
وأشار الموقع إلى أن وقف إطلاق النار خلال فصلي الربيع والصيف وفّر فترة راحة في الخسائر في صفوف المدنيين بسبب القصف، إلا أن الحصار السعودي المستمر والحرب الاقتصادية ضد اليمنيين يديمان الأزمة الإنسانية في البلاد، والتي تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم.
وقال منتقدو السياسة الأميركية في الصراع إنه من دون اتباع نهج عادلٍ للحرب بحثاً عن حل سياسي، وتخفيف الأزمة الإنسانية، لا يمكن اعتبار مكائد إدارة بايدن جهوداً دبلوماسية حسنة النية، وفق «ذا إنترسبت».
ونقل الموقع عن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن حتى عام 2015، جمال بنعمر، قوله إنه يمكن استئناف حرب شاملة في أي وقت، لعدم التماس أي تقدم دبلوماسي على الإطلاق، ولعدم حدوث أي عملية سياسية أو مفاوضات، أو حتى احتمال حدوثها.
وأضاف بنعمر: إنه كان هناك هدوء في القتال، ولكن نظراً إلى عدم وجود جهود متضافرة لدفع العملية السياسية إلى الأمام، فإن الهدوء مؤقت وجميع الأطراف تستعد للأسوأ، ووصف الوضع في اليمن بأن «هشٌ للغاية»، ذلك لأن «اليمن قد تجزأ الآن».
وذكر «ذا إنترسبت» أن الدفع الدبلوماسي إلى حدٍ كبير، الذي استشهد به البيت الأبيض في معارضة قرار ساندرز بشأن سلطات الحرب، يمنح المملكة العربية السعودية مجالاً للمناورة.
وأورد، في السياق، أن الحكومة المدعومة من السعودية وغيرها من الميليشيات المتحالفة تواصل حصارها على اليمنيين، بسيطرتهم على المناطق الغنية بالنفط والموانئ في الجنوب، مشيرةً إلى أن بايدن أثار أسوأ أزمة وقود في تاريخ اليمن برفضه الدعوات إلى الضغط على السعودية لتخفيف الحصار.
وتابع التقرير: إنه بدلاً من ذلك، تجنّب مسؤولو إدارة بايدن تسمية السعوديين عندما علّقوا على هذه الأوضاع، ودعوا جميع الأطراف إلى السماح باستيراد الوقود من دون عوائق.
وبعد أن أصبح التهديد لإمدادات النفط العالمية واضحاً (عقب استهداف «أنصار الله» في آذار موقع تخزين تابع لشركة النفط الوطنية السعودية)، تمكّنت الأمم المتحدة، بدعمٍ أميركي، من جعل جميع الأطراف تتفق على هدنة من شأنها أن تسمح بإجراء محادثات حول تسوية للصراع المستمر منذ سنوات.
وقال التقرير: إن السعوديين قبلوا الهدنة بعد أن أدركوا متأخراً أنهم كانوا يخسرون في مستنقع مكلف.
وأكّد الموقع أن الوضع الراهن لا يترك حافزاً كبيراً لأنصار اللـه للحفاظ على هدنة تجلب البؤس للسكان، دون أي تنازلات جدية حول الحصار، أو تنفيذ مطلب سداد المدفوعات لموظفي الخدمة العامة.
وبالرغم من ذلك وفق «ذا إنترسبت»، « فإنّه من غير المرجح أن يتزحزح السعوديون والإماراتيون وحتى الآن، لم يمنح التحالف السعودي تنازلات إلا في مواجهة العنف الموجه إلى أبو ظبي وحقول النفط السعودية، ولكن ليس من خلال المفاوضات التي يقودها بايدن».
وختم الموقع، أنه كان يمكن للبيت الأبيض أن يضغط على السعوديين من أجل نهاية حقيقية للحرب، لكنّه اختار محاربة قرار ساندرز، وبالتالي إطالة أمد الحرب، مضيفاً إن دبلوماسية بايدن لن تؤدّي إلى شيء، ما يجعل عودة الحرب الآن تبدو حتمية.