جمهرة الرياض.. مؤامرة في خدمة الإرهاب ليس إلا
| نعيم إبراهيم
انفض مؤتمر الرياض وقيل إنه نجح في تحقيق الإنجاز الأهم والمتمثل في تشكيل «الهيئة العليا للتفاوض» التي تضم أوسع طيف من المعارضة السياسية السورية منذ اندلاع الأزمة، وفشل في وضع لائحة بالمنظمات الإرهابية.
عدد من الفصائل المسلحة الإرهابية (منها ما هو مرتبط بتنظيم داعش الإرهابي) كان حاضراً بقوة في المؤتمر «العتيد». وبحث الجمع مستقبل سورية بكل ما أوتو من تسهيلات ودعم على الصعد كافة من الراعي السعودي وحلفائه.
السؤال الملحاح هنا مفاده، هل إن اجتماع الرياض يتماشى مع محادثات فيينا والدعوات الأخرى لحل الأزمة السورية سياسيا عبر حوار وطني جامع بين الدولة السورية والمعارضات بمختلف أيديولوجياتها وارتباطاتها و«عمقها» الشعبي؟.
لا شك أن ردود الفعل على الاجتماع تباينت. البعض اعتبره يمثل «بارقة أمل» للشعب السوري، في حين شكك آخرون في جدوى هذا الاجتماع.
القراءة الموضوعية لنتائج اللقاء تؤكد بشكل لا لبس فيه أن العدو الصهيوني هو المستفيد الأول من نتائج مؤتمر الرياض لأنه أعدم كل محاولات إرساء حل سياسي للأزمة بإصراره على رحيل الرئيس بشار الأسد في بداية المرحلة الانتقالية، وتشكيل معارضة على مقاس النظام السعودي ووفق أجنداته التي لا تصب إلا في خدمة أعداء سورية والمقاومة واستمرار الحرب من دون أفق، ومواصلة الرهان على الميدان، وتسليح المجموعات ‹الجهادية›، وتدمير سورية.
معلوم أن اجتماع الرياض جاء بعد اتفاق دول كبرى معنية بالملف السوري الشهر الماضي في فيينا على خطوات لإنهاء النزاع، تشمل تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات يشارك فيها سوريو الداخل والخارج. كما نص الاتفاق على السعي إلى عقد مباحثات بين الحكومة والمعارضة السوريتين بحلول كانون الثاني. غير أن مؤتمر الرياض نسف كل ذلك وأصر على تأجيج الحرب التدميرية التي لا تبقي ولا تذر، إذ كيف لدعاة التسوية والسلام يتوافقون ويتفقون مع دعاة الإرهاب في تحديد مصير سورية؟.
وبدل أن يطالب المؤتمر بقطع قنوات تمويل وتسليح الإرهابيين في سورية وإغلاق الحدود مع سورية فوراً، يصر هؤلاء ورعاتهم على استخدام الإرهابيين لتحقيق أهداف سياسية معينة مثل تغيير النظام الحاكم في دمشق، ومساعدة التنظيمات المتطرفة والإرهابية في استخدام انعدام الاستقرار في المنطقة لتحقيق مصالحها بمكر وخبث.
هنا ينبغي تأكيد ضرورة وضع الدول المعنية بالملف السوري جانبا أي طموحات وأي اعتبارات جيوسياسية أو آنية وتوحيد الصفوف من أجل تحقيق الهدف الأهم وهو القضاء على «داعش» وكل الفصائل المسلحة الإرهابية، وأنه على السوريين أن يأتوا إلى طاولة حوار شامل في دمشق بدل تسول المؤتمرات في العواصم، لأن مصير سورية يقرره الشعب السوري وقواه الحية. وفي التجارب التاريخية الكثير مما يدلل ويؤكد أن الشعوب والأمم تقرر مصيرها وتصنع مستقبلها بنفسها وليس بإرادات ومصالح الآخرين.