رام الله: تحدٍّ خطير وندعو للتصدي.. فصائل المقاومة: هوية الأقصى ستبقى إسلامية … بن غفير يقتحم باحات المسجد الأقصى وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال
| وكالات
اقتحم وزير «الأمن الداخلي» في الكيان الإسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير باحات المسجد الأقصى المبارك وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال أمس الثلاثاء، على حين حملت رام الله رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مسؤولية الاعتداء مشيرة إلى أنه يشكل تحدياً خطيراً لمشاعر جميع أبناء الشعب الفلسطيني، على حين وصفت المقاومة الفلسطينية ما قام به بن غفير بـ«صب الزيت على النار»، محذرة أنها لن تتخلى عن دورها في الدفاع عن الأقصى وأن على الاحتلال تذكر معركة سيف القدس.
وحسب وكالة «وفا» قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتيه إن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى المبارك يشكل تحدياً خطيراً لمشاعر جميع أبناء الشعب الفلسطيني.
ودعا أشتيه في مستهل جلسة الحكومة أمس، أبناء الشعب الفلسطيني الذين أحبطوا مؤامرة البوابات إلى التصدي لمثل هذه الاقتحامات، التي تستهدف جعل المسجد الأقصى معبداً يهودياً، ما يشكل انتهاكاً لكل الأعراف والقيم، والاتفاقيات، والقوانين الدولية، وتعهدات إسرائيل للرئيس الأميركي.
وأكد أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة تتحمل كامل المسؤولية عن كل ما سيترتب على عدوانها بحق المدن والبلدات والقرى والمخيمات الفلسطينية، وما يرافق تلك الاقتحامات من عمليات قتل وهدم واعتقال، كان آخرها فجر أمس باستشهاد الطفل آدم عياد، وفجر أول من أمس باستشهاد الشابين محمد حوشية، وفؤاد عابد، إضافة لعشرات الإصابات، وتفجير ثلاثة منازل، في إطار سياسة ممنهجة تستهدف الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني لن يتوقف عن مواصلة نضاله المشروع، حتى نيل حقوقه بإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس.
بدورها أعلنت الرئاسة الفلسطينية أن استمرار الاستفزازات بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية سيؤدي إلى المزيد من التوتر والعنف وتفجر الأوضاع، ودانت بشدة اقتحام بن غفير، المسجد الأقصى.
وحسب «وفا» اعتبرت الخارجية الفلسطينية ما حصل استفزازاً غير مسبوق، وتهديداً خطراً لساحة الصراع، واستخفافاً بالمطالبات بوقفها، وشرعنة لمزيد من الاقتحامات واستباحة الأقصى من غلاة المستوطنين، وتشجيعاً لهم وحماية لارتكاب أبشع الجرائم والاعتداءات على الأقصى.
وحمّلت الخارجية رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المسؤولية عن هذا الاعتداء الصارخ على الأقصى، وقالت إنها ستتابعه على المستويات كافة بالتنسيق مع الأردن.
من جهته، قال الناطق باسم حركة «حماس» حازم قاسم، إنّ جريمة اقتحام بن غفير المسجد الأقصى هي استمرار لعدوان الاحتلال الصهيوني على المقدسات الفلسطينية، وحربه على هويتها العربية، مشيراً إلى أنّ المسجد الأقصى كان وسيبقى فلسطينياً عربياً إسلامياً، ولا يمكن لأي قوة أو شخص فاشي أن يغير هذه الحقيقة.
وشدّد على أنّ الشعب الفلسطيني سيواصل دفاعه عن مقدساته ومسجده الأقصى، وسيواصل أيضاً القتال من أجل تطهيره من دنس الاحتلال، ولن تتوقف هذه المعركة إلا بعد الانتصار وطرد المحتل عن كامل الأراضي الفلسطينية.
الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، اعتبرت أنّ المتطرف بن غفير يصب الزيت على النار، ويتحدّى إرادة الشعب الفلسطيني باقتحام المسجد الأقصى.
وأوضحت الجبهة الشعبية أن الشعب الفلسطيني ومقاومته لن يلتزموا الصمت إزاء هذه الجرائم، والكلمة الأخيرة ستكون لشعبنا وسواعده المقاوِمة، مضيفةً إنّ حكومة الاحتلال بتشكيلتها الحاليّة تنذر بعدوانٍ أوسع على الشعب الفلسطيني قائلة: لذلك علينا الاستعداد جيداً، وبشكلٍ موحّد، للتصدي لهذا العدوان.
ودعت الجبهة الشعبية المجتمع الدولي إلى التدخّل قبل فوات الأوان وإيقاف هذا العدوان الذي قد يؤدّي إلى انفجار المنطقة كلها.
من جانبها، قالت لجان المقاومة في فلسطين إنّ جريمة اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى عدوان سافر لا بد من أن يُواجَه من كل مكونات الأمة.
ولفتت لجان المقاومة إلى أنّ مواجهة إرهاب حكومة العدو الصهيوني الجديدة وفاشيتها والدفاع عن المسجد الأقصى يتطلبان وحدة الشعب الفلسطيني والتمسك بنهج المقاومة سبيلاً للخلاص من المحتلين الغاصبين وكنسهم عن فلسطين ومقدساتها.
ودعت الشعب الفلسطيني إلى النفير العام وتصعيد المقاومة وإشعال ثورة غضب في وجه الاحتلال على كل محاور الاشتباك، رداً على جريمة اقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه من المجرم بن غفير.
من جهته قال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي إنّ اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى هو عدوانٌ على الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين جميعاً.
وأضاف إنّ حكومة التطرف والفاشية الصهيونية تتحمل مسؤولية دفع الأوضاع نحو الانفجار والمواجهة، وإن الشعب الفلسطيني المقاوم لن يستسلم ولن يتهاون في حماية مقدساته.
وأكّدت الحركة أنّ المقاومة على استعداد تام ويقظة، وهي تجري تقييماً مستمراً لكل ما يجري، ويدها على زناد الفعل، وأن رصاص المقاتلين الذي يدوي في جنين ونابلس سيصل حتماً إلى القدس.
بدوره قال المتحدث باسم حركة فتح منذر الحايك إنّ اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى خلسةً والظهور كأنه بطل لن يُغيّر من الواقع شيئاً.
وأشار إلى أنّ هوية الأقصى ستبقى إسلامية، والقدس العربية عاصمة دولة فلسطين، وبالتأكيد الشعب الفلسطيني سيواجه المخططات الصهيونية في المدينة المقدسة.
إلى ذلك، اعتبرت حركة المجاهدين الفلسطينية أنّ تسلل بن غفير إلى ساحات المسجد الأقصى إجرام صهيوني خبيث بحق أرض الإسراء والمعراج ومهبط الرسالات وقبلة الأنبياء والمرسلين.
وأضافت إنّ الاقتحامات والاعتداءات الصهيونية في المسجد الأقصى لن تفلح في شرعنة وجود هذه الشرذمة على هذه الأرض المباركة، ولن تثبت أن لهم حقاً فيها.
واقتحم صباح أمس، وزير «الأمن الداخلي» لكيان الاحتلال الإسرائيلي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى مع حراسةٍ مشددة من شرطة الاحتلال وحرس الحدود.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية: رغم التهديدات، صعد بن غفير إلى الحرم القدسي.
في غضون ذلك اقتحم آلاف المستوطنين الإسرائيليين أمس المقدسات الإسلامية في بلدة كفل حارس شمال مدينة سلفيت بالضفة الغربية.
ونقلت وكالة «وفا» عن رئيس بلدية كفل حارس أسامة صالح أن 11 ألف مستوطن اقتحموا المقدسات الإسلامية في البلدة بحماية قوات الاحتلال التي كثفت وجودها وتشديداتها العسكرية على المدخل الرئيسي للبلدة منذ ساعات الصباح الباكر، وأجبرت الفلسطينيين على إغلاق المحال التجارية، ومنعتهم من التنقل في عدة طرق لتأمين اقتحام المستوطنين.