سورية

اتهمت واشنطن بمحاولة تقويض خطواتها … الإدارة التركية ماضية في مسار التقارب مع سورية

| وكالات

مع تزايد تصريحات الإدارة التركية حول التقرب من سورية ومضيها قدماً في هذا المسار، أعلن وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو أمس أن أنقرة تعمل مع موسكو على تحديد موعد المفاوضات المخطط لها لوزراء خارجية سورية وتركيا وروسيا، وقد واصلت أميركا محاولاتها التشويش على خطوة التطبيع التي أصبحت، وفق مراقبين، قريبة التحقيق، وذلك عبر تحركات تقوم بها واشنطن في شمال سورية.

ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن أوغلو قوله في تصريح صحفي: «اقترحت روسيا موعداً لعقد اجتماع بين وزراء الخارجية، لكنه لم يناسبنا. ونعمل على اقتراحات جديدة بشأن الموعد»، مضيفاً «قلت إن الاجتماعات الثلاثية يجب التحضير لها بشكل جيد، ويجب أن تهدف إلى تحقيق نتائج. يمكنك تحديد الموعد والخطوات التي سيتم اتخاذها قبل ذلك الموعد، وسنقوم بهذا التحضير.. ستعقد الاجتماعات على مستوى الخبراء».

وأضاف: «يتعين علينا القيام بعمل على تحويل المسائل التي تتم مناقشتها على مستوى الاستخبارات أو وزراء الدفاع إلى خطوات ملموسة. لن تكون هذه اجتماعات ليوم واحد أو اجتماعات لمرة واحدة تعقد على مستويات مختلفة. لا يمكن أن نتوقع أن تتخذ جميع القرارات بشأن سورية في اجتماع ثلاثي. كل هذه خطوات نحو بناء الثقة وتحديد شكل التعاون في القضايا الحساسة في الفترة المقبلة».

والأربعاء الماضي، عقدت في موسكو جلسة مباحثات ثلاثية بين وزراء دفاع سورية العماد علي عباس والروسي سيرغي شويغو، والتركي خلوصي أكار، وصفت بـ«البناءة»، إذ تم خلالها بحث سبل حل الأزمة في سورية ومسألة اللاجئين وجهود محاربة الإرهاب، وضرورة مواصلة الحوار لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

وفي الثاني عشر من الشهر المنصرم، قال رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان: إنه عرض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فكرة عقد اجتماع ثلاثي مع الرئيس بشار الأسد، لافتاً إلى أن بوتين رحّب بالفكرة.

وأول من أمس، أعلن المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، عمر جليك، أن لقاء أردوغان، والرئيس الأسد «على جدول الأعمال» وقال: «نعتبر أن الوقت قد حان لمد الجسور بين البلدين، وحان الوقت للحوار السياسي»، مضيفاً: «القضية التالية على جدول الأعمال ستكون إمكانية عقد اجتماع قمة. نحن راضون عن المستوى الذي تم تحقيقه حتى الآن»، وذلك وفق ما نقلت «روسيا اليوم».

وحول موقف الولايات المتحدة من التقارب بين سورية وتركيا وجلسة المباحثات الثلاثية التي عقدت في موسكو، قال جاويش أوغلو خلال تصريح أمس، إن «واشنطن لم تبلغنا رفضها اللقاءات بيننا وبين دمشق»، لكنه أشار إلى أن بلاده تفهمت من خلال تصريحات أميركا أنها تعارض تطبيع العلاقات مع دمشق.

وفي الرابع والعشرين من الشهر الماضي وفي إطار السياسة المعادية التي تنتهجها الولايات المتحدة ضد سورية، أعادت واشنطن مواقفها السابقة من دمشق وطلبت من الدول عدم السير قدماً في إعادة علاقاتها معها، حيث أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً تعليقاً على إعلان الإدارة التركية نيتها التقارب مع سورية وإمكانية عقد لقاء ثلاثي سوري – روسي – تركي، أشارت فيه إلى أن واشنطن لن تغير موقفها حيال سورية ولن تطور علاقاتها الدبلوماسية مع الدولة السورية، وأضافت: «نحن لا ندعم الدول الأخرى لتطوير علاقاتها (معها)».

في الأثناء، وبعد انعقاد اللقاء الثلاثي السوري الروسي التركي، سارعت الولايات المتحدة إلى العمل على محاولة تقويض ما تم التوصل إليه من تفاهمات من شأنها أن تقود إلى التقارب بين الإدارة التركية وسورية، حيث كشفت مصادر كردية معارضة وفق موقع «أثر برس» الإلكتروني عن عقد قوات الاحتلال الأميركي سلسلة من الاجتماعات مع قادة «فصائل» من المكونات العشائرية بهدف إعادة هيكلة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية-قسد» بشكل يتلاءم مع المطالب التركية، الأمر الذي تحاول من خلاله واشنطن أن تقدم لأنقرة ما قد يمنعها من الذهاب نحو التنسيق مع الحكومة السورية عبر وساطة روسية.

وحسب الموقع، فإن عملية إعادة تشكيل ما يسمى «لواء ثوار الرقة» الذي حلته واشنطن في العام 2019، بقيادة المدعو أحمد العلوش قد تبدأ خلال أسبوع من الآن باستقطاب شبان من مدينة الرقة، على أن يشكل «مجلس عسكري» للمحافظة بقيادة العلوش تحت مظلة «قسد»، على أن تنسحب الأخيرة من خطوط التماس بريف المحافظة الشمالي، ومن ثم إعلان سحب «قسد»، قواتها من بلدة عين عيسى شمال الرقة، ومن ثم من المدينة الرقة، ولو كان إعلاناً شكلياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن