تركيا أعلنت ترحيل 124 ألفاً و441 مهاجراً غير نظامي العام الماضي … لبنان يقر إستراتيجيات جديدة للتعامل مع اللاجئين السوريين
| وكالات
أقرت حكومة تصريف الأعمال في لبنان مجموعة إستراتيجيات جديدة للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، بما فيها عمل المنظمات الإنسانية داخل المخيمات، وتوزيع المساعدات والتعليم، على حين أعلنت السلطات التركية ترحيل 124 ألفاً و441 مهاجراً غير نظامي العام الماضي.
ونقل موقع «تلفزيون سورية» المعارضة عن «المؤسسة اللبنانية للإرسال» إنه بعد إخفاق الجهود السياسية في إقناع الدول المانحة بتسهيل العودة الطوعية للسوريين، ونشر أجواء معادية حول العودة من جانب هذه الدول، دخل لبنان مرحلة تنظيم عمل المنظمات الدولية العاملة في مخيمات اللجوء، مضيفة إن هذه الإستراتيجيات جاءت حتى لا تصبح الخدمات دافعاً للإقامة الدائمة في لبنان.
وذكرت «المؤسسة» أنه وفق الخطة التي وضعتها وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية بالتنسيق مع مخابرات الجيش، فإنه لا يُسمح لأي جمعية بدخول مخيم للاجئين من دون العودة إلى المحافظ المختص الذي سيحيل الأمر بعد ذلك إلى وزارة الشؤون للتصديق عليه.
كما وضعت وزارة الشؤون الاجتماعية شرطاً للموافقة على دخول الجمعيات الإنسانية إلى مخيمات اللاجئين ينص على أن يكون «مشروع أي جمعية عادلاً ومنصفاً، أي أن يكون في مصلحة اللبنانيين وليس السوريين فقط».
وأشارت «المؤسسة» إلى أن الدولة اللبنانية تخشى فرض أمر واقع يبقي اللاجئين السوريين في لبنان من خلال تركيز المساعدات في البلدات المضيفة التي تستقبل أكبر عدد منهم، وتحديداً في عكار وسهل البقاع، مضيفة إنه «لهذا السبب، يتم إعداد خريطة تحدد نطاق عمل مراكز الخدمة للتحقق مرة أخرى من وجهة المساعدات».
وذكرت أنه في حال اتضح لوزارة الشؤون الاجتماعية أن المساعدات تتركز في مناطق دون غيرها، ففي هذه الحالة سيطلب تحويلها في اتجاه آخر لضمان التنمية المتوازنة بين المناطق، ولن تسمح بمساعدة ضخمة، ولكن الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية.
وفيما يتعلق بتعليم الأطفال السوريين في لبنان، أوقفت وزارة الشؤون الاجتماعية مشروع دمج الطلاب السوريين في المدارس اللبنانية، الذي تم اقتراحه مقابل تقديم الدعم للمدارس الخاصة والمدارس شبه المجانية، وكذلك مقابل دعم الطلاب الذين يعانون الانقطاع عن الدراسة.
وأشارت «المؤسسة» إلى أنه في موازاة ذلك، يتواصل العمل الدبلوماسي لتنظيم العودة، سواء عبر قناة وزير الخارجية الأميركي، أم اجتماع وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، المزمع عقده قريباً في قطر.
في الأثناء، ذكرت وكالة «الأناضول» التركية الرسمية أن اللاجئين في مخيم «حوش تل صفية» الذي يضم 100 عائلة سورية في قضاء بعلبك، يشكون من قلة المساعدات هذا العام، وخاصة أنه مرّت سنوات من دون تجديد أو صيانة شوادر الخيام التي لا تقوى أصلاً على مواجهة المطر والثلوج والصمود بوجه أي عاصفة.
وأوضحت اللاجئة مريم الملك (45 عاماً)، أن المنظمات الدولية لم تقدم المساعدات لهم هذا العام وخاصة مادة المازوت التي ارتفع سعرها كثيراً، إضافة إلى عدم وجود الكهرباء.
أما اللاجئ محمد الموسى (60 عاماً)، فيشكو من اهتراء خيمته، وفشل كل محاولاته للحصول على أخرى جديدة.
وفي الشهر الماضي، أطلقت الأمم المتحدة نداءً لتقديم تبرعات لملايين النازحين جرّاء الصراعات في أوكرانيا وأفغانستان والشرق الأوسط، ومساعدتهم على تخطي الشتاء وسط «صعوبة كبيرة» في تأمين التدفئة.
وأعلنت في 16 الشهر ذاته منظمات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، أن 90 بالمئة من اللاجئين السوريين في لبنان يحتاجون إلى مساعدة إنسانية للتمكن من البقاء على قيد الحياة في ظلّ أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ عقود.
في غضون ذلك أعلنت السلطات التركية ترحيل 124 ألفاً و441 مهاجراً غير نظامي العام الماضي، وقالت إن 58 ألفاً و758 لاجئاً سورياً عادوا إلى شمال سورية.
ونقلت «الأناضول» عن وزارة الشؤون الداخلية وإدارة الهجرة التركية، إنه تم منع 280 ألفاً و206 مهاجرين غير نظاميين من دخول البلاد العام الماضي.
وفق البيانات الرسمية التركية، بلغ عدد المهاجرين الخالين من الازدواجية 236 ألفاً و572مهاجراً، في حين بلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين تم ترحيلهم العام الماضي 124 ألفاً و441 مهاجراً.
وعلى الرغم من مواصلة دول غربية وإقليمية عرقلة عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم لاستخدامهم ورقة ضغط على الحكومة السورية، تعمل دمشق جاهدة على إعادتهم وهيأت الظروف المناسبة لذلك خاصة أن اللاجئين السوريين في الدول التي وصلوا إليها يعانون صعوبات جمة.