سورية

قصف مواقع «قسد» في تل رفعت وعين عيسى وتل تمر … الاحتلال التركي يواصل «حرب المسيّرات» مع العام الجديد

| حلب- خالد زنكلو - حماه- محمد أحمد خبازي - دمشق - الوطن- وكالات

واصل جيش الاحتلال التركي ما اصطلح على تسميته «حرب المسيّرات» كتكتيك حربي مع مطلع العام الجديد، لاستهداف متزعمي ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» في مناطق هيمنتها شمال وشمال شرق سورية، على حين دكت مدفعيته مواقعها في تل رفعت شمال حلب وعين عيسى شمال الرقة وتل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي.

وأفادت مصادر محلية في الحسكة لـ«الوطن»، بأن طائرة مسيرة تابعة لجيش الاحتلال التركي قصفت أمس أحد مواقع «قسد» في بلدة تل طويل حيث مدخل الحسكة الشمالي، ما أدى إلى مقتل مسلحين اثنين من الميليشيات وجرح اثنين آخرين نقلا إلى مشفى المدينة، حالة أحدهما حرجة.

في ناحية تل تمر شمال غرب الحسكة، ذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن»، أن مسلحين اثنين من «قسد» أصيبا بجروح أمس بقصف لطائرة مسيرة لجيش الاحتلال التركي في قرية عوجة بريف الناحية الذي يتعرض لقصف متقطع منذ بدء العدوان الجوي التركي في 20 تشرين الثاني الفائت، في إطار عملية «المخلب- السيف».

كما فارقت سيدة ثلاثينية الحياة أمس أيضاً من قرية تل هامان بريف الحسكة الشمالي، جراء إصابتها في وقت سابق بجروح من طائرة مسيرة لجيش الاحتلال التركي استهدفت نقطة لـ«قسد» في قرية خزيموك شمال شرق القحطانية.

وفي 12 الشهر الماضي كشفت مصادر متابعة للواقع الميداني شمال وشمال شرق سورية، لـ«الوطن»، أن إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ارتأت بعد عدم حصولها على ضوء أخضر روسي وأميركي لتنفيذ عملية غزو برية باتجاه مناطق نفوذ «قسد» أن تواصل في المرحلة المقبلة اتباع تكتيك اغتيال متزعمي «قسد» الفاعلين في الأزمة الحالية، التي أعقبت تفجيرات اسطنبول الأخيرة، مع استمرار استهداف مواقعها وتدمير البنية التحتية في مناطق نفوذها، كما حدث لدى قصف محطات وآبار النفط والغاز شمال شرق البلاد، وذلك لحرمان الميليشيات من مواردها المالية اللازمة لمواصلة صمودها في وجه آلة الحرب التركية.

ووثق مصدر معارض تنفيذ طائرات جيش الاحتلال التركي المسيّرة 99 استهدافاً على الأراضي السورية ضد «قسد» وما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية خلال عام 2022، أدت لقتل 15 مدنياً و83 مسلحاً من الميليشيات وجرح 25 آخرين.

في ريف الرقة الشمالي، بينت مصادر محلية لـ«الوطن»، أن جيش الاحتلال التركي استعمل أسلحته الثقيلة في قصف بلدة صيدا ومقطع طريق M4 المار من ناحية عين عيسى لجهة الشرق، دون ورود أنباء عن سقوط قتلى في صفوف المدنيين.

أما شمال حلب، فشهد محيط مدينة تل رفعت، المهددة بغزو بري من جيش الاحتلال التركي مع منبج وعين العرب شمال شرق المحافظة، قصفاً مدفعياً متقطعاً من جيش الاحتلال نحو مواقع «قسد» دون معرفة نتائج القصف.

جاء ذلك، في حين اندلعت اشتباكات عنيفة فجر أمس، بين وحدات الجيش العربي السوري المتمركزة قرب بلدة تادف في ريف منطقة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، ومسلحي الميليشيات الموالية للاحتلال التركي المسيطرين على معظم أرجاء المنطقة، حسبما نقل موقع «أثر برس» الإلكتروني أمس عن مصادر ميدانية.

وأوضحت المصادر، أن مسلحي تلك الميليشيات، نفذوا تحركات معادية باتجاه نقاط الجيش، وحاولوا استهدافها بالقذائف والتقدم باتجاهها، قبل أن تسارع وحدات الجيش إلى التعامل مع تلك التحركات وتستهدفها.

وأضافت: إنه إثر تلك التحركات، تقدم مسلحو الميليشيات نحو النقاط العسكرية للجيش، لتدور نتيجة ذلك اشتباكات عنيفة بين الجانبين، استخدما فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة، واستمرت ما يقارب الساعة، تزامناً مع سماع أصوات انفجارات ضخمة صادرة من محيط موقع الاشتباك، تبين لاحقاً أنها ناجمة عن استهداف الجيش للنقاط التي تقدم منها المسلحون.

وأكدت المصادر، أن الاشتباكات لم تُسفر عن أي تغير يذكر على خريطة السيطرة في ريف منطقة الباب، مشيرة إلى تسجيل مقتل وإصابة عدد من مسلحي تلك الميليشيات في حين لم تُسجل أي خسائر بشرية أو إصابات بين صفوف الجيش.

إلى شمال غرب بالبلاد، حيث أكد مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بريف إدلب استهدفت بالمدفعية الثقيلة، تحركات ومواقع لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه في ريف إدلب الجنوبي والشرقي، موضحاً أن وحدات الجيش دكت بمدفعيتها تحركات الإرهابيين في محيط الفطيرة بريف إدلب الجنوبي، وفي آفس بالريف الشرقي، مؤكداً أن الرمايات المدفعية حققت أهدافها، حيث أردت العديد من الإرهابيين ودمرت آلياتهم.

ولفت المصدر إلى أن مجموعات إرهابية اعتدت فجر أمس، بقذائف صاروخية على نقاط عسكرية بمحور كفربطيخ في ريف إدلب الشرقي، بخرق جديد ومتكرر لاتفاق وقف إطلاق النار بقطاع ريف إدلب من منطقة «خفض التصعيد»، الأمر الذي دفع الجيش للرد عليها باستهداف تحركاتها ومواقعها.

شرقاً، كشف مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العربي السوري، فرضت الهدوء الحذر وشبه التام – حتى ساعة إعداد هذه المادة ليل أمس في مختلف قطاعات البادية الشرقية التي تمشطها من تنظيم داعش الإرهابي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن