ثقافة وفن

أوبريت «الحرية الحمراء» غناء للوطن والمقاومة … وزيرة الثقافة: هي رمز للتضحية في سبيل السيادة والحرية والمستقبل الأفضل .. عدنان فتح الله: هو تحية لشهداء الجيش العربي السوري الذين بذلوا الغالي والنفيس

| مايا سلامي - تصوير طارق السعدوني

تحت رعاية وزارة الثقافة وبالتعاون مع وزارة السياحة أقيم مساء الثلاثاء أوبريت «الحرية الحمراء» بمشاركة النجمين السوريين شادي جميل وليندا بيطار والنجم اللبناني معين شريف مع الأوركسترا بقيادة المايسترو عدنان فتح الله، وذلك على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق.

وجاء الأوبريت تخليداً ووفاءً لذكرى شهداء الجيش العربي السوري والأصدقاء الذين قدموا أروع معاني البسالة والشجاعة وضحوا بأرواحهم نصرةً للحق وإرساءً للأمن والسلام على هذه الأرض الطيبة، فكانوا حراس الفجر والأمل والحياة الذين بذلوا الغالي والنفيس في ساحات الشرف وميادين البطولة والفداء التي رويت بدمائهم الطاهرة لتخط مسيرة حافلة بالإيثار والتضحية والتي فيها الكثير من صور وقصص البطولات المشرفة والنصر المبين.

وبدأت الفنانة ليندا بيطار الحفل بأغنيتي «احكيلي عن بلدي» و«شام يا ذا السيف» للسيدة فيروز، وأطرب الفنان الحلبي الأصيل شادي جميل الحضور بأغنيتي «ياشام عزك قهار» و«اسمك يا شهبا»، أما الفنان اللبناني معين شريف فأشعل حماس المسرح بأغنيتي «هيهات منا الذل» و«بكتب اسمك يا بلادي»، وفاجأ الجمهور بديو لأغنية «وطني» جمعه بالفنانة ليندا بيطار.

كما قدمت الفرقة خلال الأمسية مجموعة من الأغاني الوطنية منها «صف العسكر»، «أطلق نيرانك لا ترحم»، «راياتك بالعالي يا سورية».

وختم الحفل بتقديم العرض الغنائي الأول لأوبريت «الحرية الحمراء» من تأليف الشاعر اللبناني نزار فرنسيس، وألحان الموسيقار السوري طاهر مامللي، وإخراج عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د. تامر العربيد.

رمز للتضحية

وفي تصريح لوسائل الإعلام قالت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوّح: «الحرية الحمراء هي رمز للتضحية في سبيل السيادة والحرية والمستقبل الأفضل، والحرية يمكن أن تنال بعدة طرق والشهادة أنبلها».

وأضافت: «شعبنا عانى من الاحتلال ومن حرب إرهابية طويلة الأمد حتى بات اليوم يقدّر أكثر من أي وقت مضى قيمة الشهادة والتضحية الجليلة التي يضحي بها المرء بحياته من أجل وطنه وأبنائه ومستقبله ولهذا نتشارك اليوم وكل الأشقاء والأصدقاء الذين امتزجت دماؤهم مع دمائنا على أرض سورية ودفعوا ثمناً باهظاً كما دفعنا لتطهير هذه الأرض من رجس الإرهاب».

صورة عن الوفاء

وبين المايسترو عدنان فتح الله أن أوبريت الحرية الحمراء هو تحية لشهداء الجيش العربي السوري الذين بذلوا الغالي والنفيس لكي نبقى موجودين حتى يومنا هذا نمارس عملنا ونؤدي رسالتنا وواجباتنا، فهذه التضحيات العظيمة هي التي مكنتنا اليوم من اعتلاء المسارح لنقيم الحفلات ونقول إن الموسيقا ما زالت موجودة.

وأضاف: «الوفاء هو واجب علينا جيلاً بعد جيل لأن ما قدمه الشهداء من تضحيات كبيرة لن ننساها ما حيينا، واليوم نحن كموسيقيين نقدم صورة عن هذا الوفاء على المسرح من خلال مجموعة من الأغاني الوطنية وأغنيات الشهيد إضافة إلى أوبريت «الحرية الحمراء».

وأكد أهمية الشراكات الفنية فكل فنان يضيف للآخر في مجال معين حتى ينتج عملاً فيه الكثير من المصداقية يصل إلى الناس بمختلف شرائحها ويؤدي الرسالة المرجوة منه كعمل فني وفكري، منوهاً بأن الأوبرا شهدت مؤخراً الكثير من هذه الشراكات والعديد من الفنانين اعتلوا مسرحها وكان آخرهم الفنان هاني شاكر الذي أضاف الكثير لهذا المسرح العريق.

مضمون جميل

كما رأى عميد المعهد العالي للفنون المسرحية د. تامر العربيد أنه من الجميل افتتاح فعاليات السنة الجديدة باحتفالية الحرية الحمراء وهي أوبريت يقدم برعاية وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة السياحة تحيةً لشهداء الجيش العربي السوري والأصدقاء، ويشارك فيه مجموعة من النجوم الذين لهم بصمة بالحضور على مستوى الأغنية العربية والوطنية.

وأشار إلى أهم مميزات هذا الحفل كمضمونه الجميل على صعيد اختيار الكلمة واللحن الجميلين كما أنه سيقدم في دار الأسد للثقافة والفنون التي لطالما كانت مجمعاً لكل الأعمال الفنية والإبداعية.

وأوضح أنه سيتضمن مجموعة من الأغاني التي يعرفها الناس والتي تمثل تحية للجيش العربي السوري أو للشهداء أو لأبطال المقاومة إضافة إلى العمل الجديد أوبريت الحرية الحمراء الموزع والملحن بشكل جميل وسيؤدى بأصوات نجوم لامعين من سورية ولبنان سيكونون حاضرين على خشبة مسرح الأوبرا.

قطعة غنائية

أما الفنانة ليندا بيطار فقالت في تصريح لها: «أتشرف بالمشاركة بهذا الحفل الذي يتضمن أوبريت من ألحان الموسيقار طاهر مامللي الذي يجمعني وإياه عمر طويل من الصداقة والعمل إلى جانب أسماء كبيرة كالأستاذين شادي جميل ومعين شريف، وكنت مستمتعة جداً بهذه التجربة وافتقدنا الفنانة كارلا رميا التي غابت لأسباب صحية وأتمنى لها الشفاء العاجل».

وأضافت: الأوبريت قطعة غنائية واحدة سنقدمها جميعاً وكل فنان سيؤدي أغنيتين بشكل مستقل وأنا سأغني للسيدة فيروز «احكيلي عن بلدي» و«شام يا ذا السيف»، وسنجتمع أنا والفنان معين شريف في ديو لأغنية «وطني».

وتابعت: «الأغنية العربية الوطنية ما زالت موجودة لكنها بحاجة إلى إعادة إحياء من خلال إقامة حفلات مخصصة لها وأنا أحب الأغاني الوطنية الغزلية التي تجعلني أشتاق لتفاصيل هذا البلد مثل أغنية «احكيلي» و«نسم» حيث اعتبرهما من أرقى ما قيل بالبلد».

حاضرون دائماً

وأشار الفنان اللبناني معين شريف إلى أن آخر تعاون له في مجال الأغنية الوطنية كان بينه وبين الفنان اللبناني رضا في أغنية «بدنا نعمرها» التي قدماها في أثناء تحرير منطقة ريف دمشق.

وقال: «نحن حاضرون دائماً لأي عمل مشترك ولكن الجهات الإنتاجية موجودة بمحور فقير ومنهوب من ثرواته وخيراته لذلك لا ننعم بالأموال التي ينعم بها أغلبية الفنانين أو «قطيع الفنانين» الذين نشاهدهم في التلفزيونات كل يوم ببلد جديد ومختلف وليس بعيداً عنهم أن يعودا إلى سورية لكن بعد فوات الأوان، لذلك أمنوا جهات إنتاجية ولكم علي أن أكون أول المشاركين».

أوبريت مميز

وأوضح الفنان شادي جميل أن هذا الأوبريت «تريو» لأغنية وطنية وليس لقصيدة غزل أو زجل وعنوانه «الراية الحمراء» التي ترمز إلى دم الشهداء الذين بذلوا أثمن ما عندهم واليوم نحن موجدون لتخليد تضحياتهم.

وقال: «هذا أول عمل أشارك فيه مع فنانين آخرين واستطعنا أن نكوّن مجموعة غنائية منسجمة بأصواتها وهذه لعبة الملحن الأستاذ طاهر مامللي الذي استطاع أن يحقق هذا التناغم».

وأضاف: «هذا العمل له قيمته ووزنه وسورية تستحق أكثر من ذلك، كما أن أهمية هذا الحفل تنبع من رمزية وأهمية دار الأسد للثقافة والفنون، فليس هناك مكان أعرق منه ليقدم فيه هذا الأوبريت المميز على صعيد اللحن والتوزيع».

وأعرب عن أمنياته بأن يكون هذا الأوبريت بادرة تفتح في المستقبل المزيد من الآفاق ليجتمع الفنانون ليس فقط لأداء أغنيات الحب والغزل وإنما ليقدموا أغنيات وطنية تتغنى ببلدانهم شرط انسجام أصواتهم بعضها مع بعضٍ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن