مطالبات بتقنين يومي بدل الساعي في حمص … مدير الكهرباء لـ«الوطن»: جديرٌ بالدراسة وستتم تجربته على أحد الخطوط إذا كان سيحسن الواقع
| حمص - نبال إبراهيم
ترد «الوطن» شكاوى بشكل يومي تقريباً من أهالي مدينة حمص تتحدث بمجملها عن تردي الواقع الكهربائي بالمدينة منذ دخول فصل الشتاء نتيجة كثرة الأعطال وتكرارها والانقطاع الطويل للتيار الكهربائي قد يصل لأيام متتالية، إضافة لفصل الكهرباء عن المنازل بعد دقائق من إيصال التيار وحدوث أعطال جديدة.
وأشار بعض المشتكين إلى عدم تطبيق برنامج التقنين الكهربائي في المحافظة بشكل جيد أو عادل فهناك خطوط تعفى من التقنين لعدة ساعات على حساب خطوط أخرى على حد «قولهم».
واقترح العديد من المواطنين أن يتم العمل على إلغاء برنامج التقنين الساعي المطبق حالياً الذي يعتمد على نحو 6 ساعات فصل وما بين نصف ساعة إلى ساعة وصل وتطبيق برنامج تقنين يومي أو نصف يومي بحيث يتم زيادة ساعات الفصل في كل يوم على سبيل المثال إلى نحو 20 ساعة وبالمقابل يتم إيصال التيار الكهربائي لمدة 3 أو 4 ساعات متتالية يومياً أو نصف يومي بما يعادل ساعتي وصل مقابل 12ساعة فصل بحيث يمكنهم من الاستفادة من الكهرباء بكل الاستخدامات المنزلية وإنجازها من دون انقطاع متكرر قد يتسبب بعطل يحتاج لأيام لإصلاحه وبالتالي غياب الكهرباء عنهم لأيام نتيجة ذلك.
من جهته بيّن مدير عام شركة كهرباء حمص محمود حديد لـ«الوطن» أن هناك احتياجات كبيرة للشبكة الكهربائية المغذية في المدينة، وهي بشكل عام ضعيفة وليست مثالية فنياً لكونها شبكة باتت قائمة على أمراس الألمنيوم بنسبة 90 بالمئة من أطوال شبكات التوتر المنخفض الهوائية.
وأوضح أن الأعطال التي تحدث نوعان إما على مراكز التحويل نتيجة الحمولات الزائدة والقصرية نتيجة الاعتماد على الكهرباء بكل الاستخدامات المنزلية من طبخ وتدفئة وتسخين المياه وغيرها، أو أعطال تحدث على الشبكة الكهربائية لكون كثافة وناقلية أمراس الألمنيوم ومتانتها أقل من النحاس وهذا ما يتسبب بحدوث تدلٍّ وقطع الأمراس وحدوث الأعطال وتكررها نتيجة الحمولات المضاعفة.
وأشار حديد إلى أن أغلبية الأعطال تكون متكررة في الأماكن نفسها التي يوجد فيها ضعف شبكة أو مراكز تحويل، مؤكداً حدوث نحو 300 عطل يومياً يتم إصلاحها والسيطرة عليها خلال مدة لا تتجاوز 24 ساعة، لافتاً إلى أنه وبهدف إدارة الأعطال تم إنشاء خلايا طوارئ في كل مراكز الطوارئ الخمسة المنتشرة بالمدينة مؤلفة من مدير مركزي بالشركة ومهندسين وفنيين مهمتها إدارة الأعطال على مدار الساعة وفق ورديات دورية في كل مركز.
ولفت إلى أنه تم وضع خطة إسعافية استعداداً لقدوم فصل الشتاء للتخفيف من كثرة الأعطال والانقطاعات المتكررة والمتواصلة التي قد تحدث وتستمر لما يزيد على 24 ساعة في بعض الأحيان والحد منها ما أمكن، مبيناً أنه تم إنجاز صيانة 71 مركزاً تحويلاً وتركيب وإضافة 12 مركزاً تحويلاً جديداً وتمت إعادة تأهيل وصيانة نحو 12 كم من الخطوط الأرضية المنخفضة وإنشاء ودعم مصادر جديدة بحدود 20 كم من الخطوط الهوائية، بالإضافة إلى استبدال ورفع استطاعة 25 مركزاً تحويلاً هوائياً و20 مركزاً تحويلاً أرضياً، واستبدال وإنشاء خطوط توتر متوسط أرضية جديدة للتخفيف عن المخارج القائمة بحدود 15 كم وخطوط متوسط هوائية ما بين 15 إلى 18 كم.. وأكد أن هذه الإجراءات عملت على تحسين الواقع الكهربائي والحد من الأعطال في المواقع التي تم إنجازها، مشيراً إلى أن مراكز التحويل الموجودة في مدينة حمص هي بواقع ما بين 485 إلى 500 مركز تحويل ومن خلال الدراسة الأولية لتلك المراكز تبين أنه بحاجة إلى إضافة ما بين 38 إلى 40 مركزاً تحويلاً كأقل تقدير بشكل إسعافي لدعم المراكز الموجودة حالياً ليصبح بالإمكان السيطرة على الشبكة الكهربائية ويتم تزويد المواطنين بالإمكانيات المتوافرة والمتاحة، بالإضافة إلى الحاجة إلى إجراء إعادة صيانة 92 مركزاً تحويلاً مع متمماته. وتمت إضافة 12 مركزاً تحويلاً جديداً فقط من أصل 38 مركزاً وبقي 26 مركزاً غير متوفر ولو كانت تلك المراكز متاحة وبالإمكان إضافتها لكان الواقع الكهربائي أفضل بكثير من الواقع الحالي وساهمت في تحسين الواقع الكهربائي والتخفيف من الأعطال وزمن استمراريتها.
وأشار إلى أن الكميات المخصصة من الكهرباء لمحافظة حمص ليست ثابتة وتتراوح ما بين 100 إلى 120 ميغا واط بشكل وسطي، وهذه الكمية لا تكفي سوى لبرنامج التقنين المطبق حالياً ما بين 30 إلى 45 دقيقة وصل مقابل 5 إلى 5. 5 ساعات فصل.
وحول مقترحات ومطالبات المواطنين بتطبيق التقنين اليومي أو نصف يومي، قال حديد: إن هذا الأمر جدير بالدراسة والأخذ بعين الاعتبار وسيتم إعداد دراسة جدية له بمختلف ايجابياته وسلبياته، وفي حال كان ذلك سيؤدي إلى تحسين الواقع الكهربائي وكانت الإيجابيات أكثر من السلبيات ودراسة الإمكانيات المتاحة للشركة ومدى إمكانياتها من السيطرة على الأعطال حينها، سيتم إعداد مذكرة إلى المؤسسة العامة واقتراح تطبيقه وإجراء تجربة على إحدى المناطق أو الخطوط لمعرفة ردة الفعل أو جدواه أو مدى قبوله، ولاسيما أن هذا الأمر سيخفف من كثرة الأعطال وضغط إصلاحها.
وحول الشكاوى التي تتحدث عن وجود خطوط معفاة أو عدم عدالة التقنين بالمحافظة، أشار حديد إلى أن الكميات التي تصل إلى المحافظة من الكهرباء تقوم الشركة بتوزيعها بين مختلف أنحاء المحافظة وفق برنامج التقنين المطبق بعدالة، مؤكداً أنه لا يوجد أي خط معفى من التقنين بشكل كامل في كل أنحاء المحافظة (مدينة وريفاً)، إلا أن هناك بعض الحالات والظروف الاستثنائية والإنسانية قد تستدعي وتستوجب تلبيتها بإعفاء أحد الخطوط لفترات محددة وقصيرة بحيث يتم تأمين التغذية الكهربائية لها لعدة ساعات لا أكثر وذلك لمواضيع مهمة تتعلق بالمياه والمشافي والأفران.