بالتوازي مع تكثيف تصريحات مسؤولي الإدارة التركية مؤخراً بشأن التقارب الحاصل بين تلك الإدارة والدولة السورية، سرعت قوات «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا من محاولاتها لتقويض هذا التقارب، من خلال تحركاتها في المناطق التي تحتلها في شمال وشمال شرق البلاد وإعادة تجهيز المزيد من القواعد العسكرية غير الشرعية هناك.
ونقلت وكالة أنباء «آسيا» عن مصدر كردي في محافظة الرقة تأكيده أمس، تجهيز قوات «التحالف» لقاعدة عسكرية جديدة في مدينة الرقة.
وتقع القاعدة الجديدة حسب المصدر، بين الجسرين القديم والجديد (الرشيد) في مدخل المدينة الجنوبي، مشيراً إلى أن قوات «التحالف» استقدمت مواد لوجستية وكتلاً إسمنتية، لتعزيز حمايتها.
وجاءت هذه الخطوة، عقب تجهيز قوات «التحالف» مؤخراً القاعدة العسكرية في مقر الفرقة 17 في مدينة الرقة.
وفي منتصف الشهر الماضي أكدت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال الأميركي بدأت إعادة تفعيل قاعدتين عسكريتين كانت قد أخلتهما قبل وقت قصير من بدء العدوان العسكري الذي شنته قوات الاحتلال التركي والذي أطلقت عليه تسمية عملية «نبع السلام» في تشرين الأول 2019.
وحينها أوضحت المصادر، أن روسيا تسعى إلى تعزيز وجودها في محافظة الرقة، ما أشعر قوات الاحتلال الأميركي بعدم الارتياح ودفعها للبدء بإرسال تعزيزات عسكرية إلى «الفرقة 17» على بعد 7 كم عن مدينة الرقة، و«مطار الطبقة» على بعد 50 كم من المدينة.
وأفادت بأن قوات الاحتلال الأميركي أرسلت عدداً كبيراً من المدرعات و9 عربات من المدرعة المقاتلة «برادلي»، وعشرات الجنود إلى هذين الموقعين، تمهيداً لإعادة استخدامهما كقاعدتين ثابتتين.
كما شرعت تلك القوات في إرسال تعزيزات عسكرية إلى مطار الطبقة عبر طائرات شحن، حسب المصادر.
وفي الـ 19 من تشرين الثاني الماضي، عملت قوات الاحتلال الأميركي على إنشاء مراكز لها في الرقة، داخل «الفرقة 17» التي أخلتها قوات الجيش العربي السوري قبل سنوات، حسب ما نقلت وكالة «آسيا» عن مصادر أشارت إلى أن قوات الاحتلال أشرفت على إنهاء مهبط للطائرات المروحية ومركز عسكري داخل «الفرقة» التي تتمركز داخله ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد».
وأكدت المصادر، أن قوات الاحتلال تعمل بسرية تامة، حيث أزالت علم الولايات المتحدة الأميركية بعد أن رفعته داخل الثكنة العسكرية، لأسباب مجهولة.
ويأتي تكثيف قوات الاحتلال الأميركي من تحركاتها في شمال شرق البلاد وإنشاء قواعد لها هناك، في إطار مواصلتها بث رسائل «الطمأنة» لحليفتها «قسد» لناحية عدم التخلي عنها في ظل تهديدات الإدارة التركية بتنفيذ عدوان بري جديد ضد مناطق سيطرة الأخيرة ومحاولاتها أيضاً التشويش على خطوتي التقارب السوري التركي والتطبيع الذي أصبح، وفق مراقبين، قريب التحقيق.
وتنتشر قوات «التحالف الدولي» المزعوم وقوات الاحتلال الأميركي الداعمة لميليشيات «قسد» في 28 موقعاً وقاعدة شرق سورية ضمن محافظتي الحسكة ودير الزور في مناطق سيطرة «قسد» وتتموضع في محيط وداخل وبالقرب من آبار النفط والغاز حصراً، وتضم هذه القواعد أكثر من ألفي جندي أميركي.