أنقرة: يمكننا تسيير دوريات مشتركة مع الروس في الشمال بالاتفاق مع دمشق … مباحثات بين دمشق وموسكو بما يتوافق مع وحدة وسلامة الأراضي السورية وسيادتها
| وكالات
بينما بحثت دمشق وموسكو أمس «مجمل الأوضاع في سورية ومحيطها، بما يتوافق مع مبادئ وحدة سورية وسلامة أراضيها وسيادتها»، أكدت الإدارة التركية أن المحادثات الثلاثية بين وزارات دفاع تركيا وروسيا وسورية ستستمر، وأعلنت أن توسيع الدوريات المشتركة في الشمال السوري مع روسيا يمكن أن يجري بالاتفاق مع دمشق.
ونقلت وكالة «سانا» عن الخارجية الروسية قولها في بيان: إن الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، بحث مع سفير سورية في موسكو بشار الجعفري تطورات الأوضاع في سورية.
وأوضح البيان، أنه تم خلال اللقاء «مناقشة مسهبة لمجمل الأوضاع في سورية ومحيطها، بما يتوافق مع مبادئ وحدة سورية وسلامة أراضيها وسيادتها».
على خطٍّ موازٍ، نقلت وكالة «الأناضول» عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إعلانه أمس قبيل مشاركته في اجتماع الكتلة النيابية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم، في مقر البرلمان بالعاصمة أنقرة، أنه من الممكن تسيير دوريات مشتركة بين قوات بلاده وروسيا في الشمال السوري.
بدوره نقل موقع قناة «الميادين» الإلكتروني عن أكار قوله: إنه «من الممكن أن يطوّر ويوسع جيش بلاده الدوريات المشتركة التركية- الروسية في الشمال السوري، بناء على المحادثات المباشرة مع الجانب السوري».
وفيما يخص الاجتماع الثلاثي الذي احتضنته موسكو الأربعاء الفائت، وضم أكار ورئيس الاستخبارات التركي، ونظرائهم في سورية وروسيا، أكد أكار وفق «الأناضول» أن بلاده لا تقدم على خطوات من شأنها أن تلحق الضرر بـ«إخواننا السوريين».
وشدد على احترام تركيا لوحدة وسيادة أراضي دول الجوار، وفي مقدمتها سورية والعراق.
وأشار أكار إلى أن الاجتماعات الثلاثية كتلك التي جرت في موسكو ستتواصل في المرحلة المقبلة، مبيناً وجود إجماع بين الأطراف بهذا الخصوص، وأعرب عن أمله في أن تتواصل المباحثات الثلاثية بين أنقرة وموسكو ودمشق، «بشكل معقول ومنطقي وناجح».
وفي السياق نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن بلاده لم تخذل المعارضة السورية «إطلاقاً حتى اليوم».
وأوضح قالن في لقاء تلفزيوني أن الهدف من لقاء وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أول من أمس مع قيادات من المعارضة هو طمأنتهم مجدداً بهذا الخصوص.
وعن اللقاء الثلاثي الروسي والسوري والتركي الذي عقد في موسكو يوم 28 الشهر الماضي، قال إنه كان الأول وستتبعه لقاءات أخرى، منوهاً إلى أن المقاربة الرئيسة لتركيا تجاه المسألة السورية، هي «مواصلة المسار الدستوري والمفاوضات السياسية في ضوء قرار الأمم المتحدة ذات الصلة».
وأشار قالن إلى أنه قد تعقد بعض اللقاءات المتممة استكمالاً للقاء الأول، وأنه سيكون هناك اجتماع لوزير الخارجية لكن لم يتحدد موعده بعد، لافتاً إلى أنه من الممكن أن تكون هناك لقاءات جديدة في هذا السياق خلال الأشهر المقبلة.
في غضون ذلك جددت الولايات المتّحدة دعوتها دول العالم إلى عدم تطبيع علاقاتها مع الحكومة السورية!.
ونقلت وكالة «أ ف ب» عن المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أن بلاده لا تدعم الدول التي تعزّز علاقاتها أو تعرب عن دعمها للدولة السورية.
تصريح برايس، جاء بعد ساعات من تصريح لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أول من أمس، قال فيه: «الولايات المتحدة الأميركية ضد خطوة تطبيع العلاقات مع الدولة السورية، لكنها لم تنتقد تركيا حول مشروع تقاربها معها».
وفي 28 الشهر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن وزراء دفاع روسيا وسورية وتركيا، أجروا محادثات ثلاثية في موسكو لبحث سبل حل الأزمة السورية، وضرورة مواصلة الحوار لتحقيق الاستقرار في سورية.
وحينها أكدت مصادر متابعة في دمشق لـ«الوطن» أن أجواء اللقاء الثلاثي كانت ثمرة عدة اجتماعات عقدت من قبل بين أجهزة الاستخبارات في تركيا وسورية وأن هذا اللقاء ما كان ليتم من دون أن يكون هناك عدة نقاط تم الاتفاق عليها بين الجانبين وبما يلبي مصلحة دمشق وشروطها ومن أهمها انسحاب القوات التركية من كل الأراضي السورية.
وقالت المصادر: إن مخرجات الاجتماع الثلاثي الذي عقد في موسكو وجمع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار والعماد علي محمود عباس بحضور وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلص إلى موافقة تركيا على الانسحاب الكامل من الأراضي السورية التي تحتلها في الشمال إضافة إلى تأكيد أنقرة احترام سيادة وسلامة الأراضي السورية، كما تم البحث في تنفيذ الاتفاق الذي تم عام ٢٠٢٠ بخصوص افتتاح طريق الـM4.
وذكرت، أن الأطراف المجتمعة أكدت على أن ميليشيات الـPKK هي ميليشيات عميلة لأميركا وإسرائيل وتشكل الخطر الأكبر على سورية وتركيا.