مركز زراعي طرطوس بلا غراس زيتون والفلاحون يشتكون … يونس: بعنا 40 ألف غرسة في شهر وهناك إقبال شديد بسبب ارتفاع أسعار الزيت
| طرطوس- هيثم يحيى محمد
منذ أكثر من شهر وعشرة أيام ومشتل غراس الزيتون في طرطوس التابع لمديرية الزراعة لا توجد فيه غرسة واحدة للبيع رغم الطلب الكبير على شراء الغراس من الفلاحين في معظم أنحاء المحافظة ما دفع بعض المزارعين للسؤال والاتهام والمطالبة، من بينهم المزارع وعضو مجلس المحافظة يونس حمدوش الذي أخبرنا أنه عندما راجع المشتل لشراء غراس في الوقت الذي تم فيه فتح عملية البيع قيل له إن جميع الغراس قد بيعت ولم يبق غراس وقد عاين ذلك بنفسه وعليه فهو يتساءل مستغرباً ومتهماً: متى تم بيع هذه الغراس ولمن بيعت؟ هل للأفراد أم للجمعيات الفلاحية أم لأصحاب المشاتل الخاصة؟
ويتابع: إذا كان الجواب للأفراد فهذا مستحيل لأن غرس الأشجار لم يبدأ بعد عند الفلاحين وإذا كان الجواب للجمعيات الفلاحية فيجب معرفة هذه الجمعيات والاطلاع على مبيعاتها للفلاحين، أما إذا كان الجواب للمشاتل الخاصة فهناك ألف سؤال وسؤال يطرح!
وختم شكواه لنا بالقول: لقد أفادت المشرفة على المشتل بأنه سيتم توريد الغراس من جديد من مشاتل اللاذقية أو حمص وهنا نسأل من سيتحمل أجور النقل هل المديرية أم الفلاح؟ وهل نوعية الغراس تناسب طرطوس؟
بدوره مدير زراعة طرطوس علي يونس بين لـ«الوطن» أنه تم تحديد موعد بيع الغراس المثمرة للموسم الزراعي 2022-2023 في بداية شهر تشرين الثاني لعام 2022 بواقع 25 غرسة مثمرة وفق البطاقة الأسرية لكل مزارع يرغب في ترقيع بساتينه وبموجب تنظيم زراعي في الوحدة الإرشادية لإنشاء بستان أشجار مثمرة جديد لكامل المساحة المراد إنشاؤها وفق احتياجات كل دونم وللأعضاء التعاونيين في الجمعيات الفلاحية وفق الطلبات المقدمة في الجمعيات الفلاحية بالأعداد المحددة وبالأسعار المحددة من وزارة الزراعة، وبسبب ارتفاع أسعار زيت الزيتون للموسم الحالي كان الإقبال شديداً لشراء غراس الزيتون وزراعتها ونفدت الكمية المخصصة للبيع البالغة 40 ألف غرسة مع بداية شهر كانون الأول الماضي.
وأضاف: مع بداية عام2023 تم تخصيصنا بكمية 25000 غرسة زيتون من محافظة اللاذقية ليتم بيعها في مراكزنا الزراعية وفق السعر المحدد في وزارة الزراعة البالغ 2500 ل.س من دون أي تعديل على هذا السعر وتتحمل مديرية زراعة طرطوس تكاليف نقل الغراس من اللاذقية وإيصالها إلى مركز البيت الزجاجي.
وبعد أن ناقشنا هذا الجواب مع الشاكي عدنا وقلنا لمدير الزراعة: لكن البيع كما علمنا من عضو مجلس محافظة تم على الهوية وبمعدل 100 شجرة ومن دون تنظيم زراعي ولا أدل على ذلك سوى بيع 40 ألف شجرة خلال شهر واحد!
ثم سألناه: لماذا انتهت كميات غراس طرطوس وبقية المحافظات بقي لديها فائض لتبيعه بطرطوس؟ ولماذا لم تنتج طرطوس مثلاً 100 ألف غرسة وليس 40 ألفاً فحاجة المحافظة تفوق 150 ألف غرسة كل عام ومن المسؤول عن ذلك؟
وحول ذلك يجيب رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية زراعة طرطوس أن بيع الغراس المثمرة الجاهزة يتم في مراكز مديرية الزراعة وفق تعليمات الوزارة على البطاقة الأسرية والتنظيم الزراعي وطلبات الجمعيات الفلاحية ولم يتم البيع على البطاقة الشخصية وأن الإقبال على نوع نباتي يحدده سعر المنتج وقت الحصاد وهذا لا يمكن التنبؤ به.
وأضاف: إن خطة إنتاج الغراس مركزية على مستوى القطر حسب الأعداد المطلوبة من وزارة الزراعة وإمكانيات المراكز في كل محافظة ويخصص لكل محافظة عدد من الأنواع لإنتاجه ولا يتم الإنتاج عشوائياً وأكثر من الحاجة تجنباً لهدر المال العام ويتم تبديل وتوزيع الفائض بين المحافظات حسب حاجة كل محافظة والطلب فيها على البيع والأنواع.