انتقادات لبريطانيا لمعاملتها المختلفة للاجئين … مقتل شاب سوري طعناً بالسكين من مجهولين في أزمير التركية
| وكالات
مع سقوط المزيد منهم ضحايا في تركيا بسبب استمرار العنف وحّدة التصرفات العنصرية ضدهم، تعرضت الحكومة البريطانية لانتقادات على خلفية عدم تعاملها مع ملف اللاجئين ومنهم السوريون كما تعامل نظراءهم الأوكرانيين الذين تم إنشاء نظام تأشيرة لهم ويحصلون على الدعم والأمان.
وفي التفاصيل، فقد لقي شاب سوري في تركيا يدعى سمير جاويش (18 عاماً) حتفه بظروف غامضة، إثر تعرضه للطعن بسكين من مجهولين، في منطقة بورنوفا مولانا بمدينة أزمير التركية، وذلك حسب ما نقلت مواقع إلكترونية معارضة أمس عن صحيفة «حريت» التركية.
ووقع الحادث صباح الخميس في شارع مولانا محلسي، حيث أبلغ سكان الحي مركز نداء الطوارئ 112 بأن شاباً ملقى ومضرج بالدماء في الشارع، وقد تم إرسال الشرطة والمسعفين إلى مكان الحادث بناء على الإخطار.
وذكرت الصحيفة أنه وأثناء اتخاذ فرق الشرطة الإجراءات الأمنية في الجوار، قدمت الفرق الطبية الإسعافات الأولية للشاب الذي فارق الحياة بعد لحظات وتم نقل جثته إلى مشرحة معهد الطب الشرعي بأزمير، حيث تبين أنه مصاب بطعنة نافذة في الصدر.
وأشارت المواقع إلى أن المدّعي العام بأزمير أمر بفتح تحقيق واسع النطاق للاشتباه بارتكاب جريمة قتل، فيما ذكر شهود موجودون بالمنطقة أن المهاجمين المجهولين تمكّنوا من الفرار وأن عائلة الشاب المقتول أصيبت بالصدمة الكبيرة لدى إخطارها بمقتل ابنها.
وفي الآونة الأخيرة، شهدت الولايات التركية تصاعداً في حدة التصرفات العنصرية وخطابات الكراهية ضد اللاجئين السوريين في البلاد، حيث سجلت في تلك الولايات خلال الأشهر الماضية زيادة كبيرة في معدل الجرائم التي استهدفت اللاجئين السوريين، قُتل خلالها عدد من الشبان في حوادث عنصرية، فيما طالت حوادث الاعتداء أيضاً محال ومتاجر السوريين في عدد من الولايات أبرزها أنقرة وإسطنبول.
وتقوم الحكومة السورية بجهود حثيثة لإعادة هؤلاء اللاجئين في دول الجوار والدول الغربية إلى وطنهم، حيث أكد المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين، الذي عقد في تشرين الثاني 2020 بدمشق في بيانه الختامي، مواصلة الحكومة جهودها لتأمين عودة اللاجئين من الخارج وتأمين حياة كريمة لهم، واستعدادها ليس لإعادة مواطنيها إلى أرض الوطن فحسب، بل مواصلة جميع الجهود لتوفير عيش كريم لهم، لكن دولاً إقليمية وغربية داعمة للإرهاب في سورية تعرقل عودة هؤلاء اللاجئين بهدف الضغط على الحكومة السورية من خلال هذا الملف في المفاوضات السياسية.
بموازاة ذلك، انتقد مجلس اللاجئين في بريطانيا حكومة بلاده، بسبب معاملتها اللاجئين القادمين بطريقة محفوفة بالمخاطر، بخلاف الطريقة ذاتها التي تعامل بها العائلات الفارة من الحرب في أوكرانيا، مشيداً بإصدار لندن مئات آلاف التأشيرات منذ بدء الأزمة في الأخيرة، وذلك حسب ما ذكرت المواقع المعارضة أمس.
ورحب المجلس، وهو مؤسسة غير حكومية تعنى بقضايا اللاجئين في بريطانيا، بالدعم الحكومي لخطة الرعاية الأوكرانية، وتوفير الأمان لأولئك الفارين من الحرب.
ونقل تقرير المجلس عن رئيسه التنفيذي إنور سولومون، قوله بعد الإشادة بتعامل الحكومة البريطانية مع ملف اللاجئين الأوكرانيين: إن «الأمر المخيب للآمال هو أن الحكومة لا تفعل الشيء نفسه للآخرين الذين يواجهون تحديات مماثلة».
وأوضح سولومون أنه لا يصل الأشخاص من أوكرانيا إلى بريطانيا على متن قوارب صغيرة لأن هناك طريقاً آمناً، ولكن إذا كانوا يواجهون الحرب في دول أخرى ومنها سورية، فلا يوجد نظام تأشيرة لهم، كالذي تم إنشاؤه من أجل لأوكرانيين.
وتعرضت دول أوروبية لانتقادات في طريقة التعامل والتمييز بين اللاجئين الأوكرانيين، وبين الوافدين من دول أخرى بما في ذلك سورية.
وسبق أن انتقد وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن، في آذار الماضي، تمييز سلطات بعض الدول الأوروبية بين اللاجئين الأوكرانيين واللاجئين من دول أخرى ومنهم السوريون، ورفض معاملة الناس في أوروبا على أساس اللون أو اللغة أو الدين.
وفي آب من العام ذاته، أكد مسؤول إغاثي أممي، أن السلطات الهولندية تمارس ازداوجية تجاه اللاجئين في مراكز الاستقبال خلال رحلتهم إلى أوروبا، إذ تقوم البلديات بتأمين المنازل للاجئين من أوكرانيا، وعندما يتصل الأمر باللاجئين من غير الأوكرانيين، ومعظمهم قدم من سورية أو تركيا أو أفغانستان، فإن تلك البلديات تتجاهل الأمر.