سورية

«حرب المسيّرات» مستمرة والاحتلال التركي يستأنف التصعيد شمال حلب وفي عين عيسى … الجيش يدمر أنفاقاً للإرهابيين في تادف ويحبط تسللهم في كفر تعال بحلب

حلب - خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي

دمر الجيش العربي السوري أنفاقاً للإرهابيين في طرف مدينة تادف بريف حلب الشمالي الشرقي لمنع تسللهم وأحبط محاولة تسلل لهم في كفر تعال بريف المحافظة الغربي، في وقت استأنف جيش الاحتلال التركي تصعيده العسكري ضد مواقع ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في ريف حلب الشمالي وفي ناحية عين عيسى شمال الرقة، وذلك في إطار ما يسميه عملية «المخلب- السيف»، التي أطلق شرارتها في الـ 20 من تشرين الثاني الماضي.

وقال مصدر ميداني في ريف حلب الشمالي الشرقي، لـ«الوطن»: إن وحدات الجيش دمرت أنفاق وسواتر لمسلحين مما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكله الاحتلال التركي من مرتزقته في المناطق السورية التي يحتلها، عند خطوط التماس التي تفصله عن مناطق تمركزهم في محيط مدينة تادف، وذلك لمنع أي عملية تسلل للمسلحين باتجاه مناطق انتشار الجيش العربي السوري.

وفي ريف حلب الغربي، صرح مصدر ميداني لـ«الوطن»، بأن الجيش تصدى لمحاولة تسلل نفذها مسلحون مما تسمى «الجبهة الوطنية للتحرير» على محور كفرتعال وأفشلها بعد أن قتل وجرح عدداً من المسلحين خلال الاشتباكات معهم.

ولفت إلى أن محاولة التسلل تلك هي الرابعة في غضون الشهرين الأخيرين بريف حلب الشمالي، والتي نجحت وحدات الجيش في إحباطها جميعاً مع تكبيد مرتزقة الاحتلال خسائر بشرية وعسكرية كبيرة، ومعظمهم من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي.

وفي ظل تراجع حظوظ عملية الغزو البرية، التي كانت تعتزم الإدارة التركية تنفيذها بسبب «الفيتو» الروسي والأميركي، واصل الاحتلال التركي استهداف مواقع ومتزعمي «قسد» بطائرات «الدرون»، كتكتيك عسكري يراد منه تصفية المتزعمين الفاعلين في الحرب الدائرة رحاها بين الطرفين.

وبينت مصادر أهلية في ريف حلب الشمالي لـ«الوطن»، أن مدفعية الاحتلال قصفت بعد منتصف ليل الجمعة – السبت بوابل من القذائف نقاط لـ«قسد» بالقرب من بلدات الصوغانية وأبين ومياسة التابعة لعفرين، ما تسبب بدمار كبير في ممتلكات المدنيين.

وذكرت، أن اشتباكات دارت بين مسلحين من «قسد» من جهة والاحتلال التركي ومرتزقته من جهة أخرى، عقب القصف المدفعي التركي، من دون ورود معلومات عن حجم الخسائر البشرية في صفوف الطرفين.

ولفتت إلى أن طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال قصفت أحد المنازل، الذي يتوقع وجود مسلحين مما تسمى «قوات تحرير عفرين» التابعة ل «قسد» بداخله، من دون أن يتسنى الحصول على معلومات إضافية.

كذلك دارت اشتباكات أول من أمس بين «قسد» و«الوطنية للتحرير»، المنضوية في صفوف «الجيش الوطني»، وذلك على محوري بلدتي كفر نبو وكباشين التابعتين لعفرين بريف حلب الشمالي، على خلفية اتهامات من الثانية لمحاولة تقدم الأولى في المحورين، دون أن يذكر أي منهم حجم خسائر الطرف الآخر، وذلك وفق قول مصدر معارض مقرب من «الوطنية للتحرير» لـ«الوطن».

أما في عين عيسى شمال الرقة، فبينت مصادر محلية لـ«الوطن»، أن طائرة مسيرة تابعة للاحتلال، استهدفت أمس مقراً لـ«قسد» في بلدة الخالدية غرب الناحية، وأشارت إلى أن طفلاً بعمر 7 سنوات أصيب بجروح نتيجة الاستهداف.

وأوضحت، أن الاستهداف التركي هو الثالث من نوعه عبر المسيرات في العام الجديد، حيث قتل مسلحان اثنان من «قسد» وجرح اثنان آخران بقصف في الـ 4 من الشهر الجاري طال بلدة تل طويل عند المدخل الشمالي لمدينة الحسكة، كما أصيب مسلحان من «قسد» بقصف مماثل في اليوم ذاته لدى قصف مسيّرة للاحتلال موقعاً لها في قرية العوجة بريف ناحية تل تمر شمال غرب الحسكة.

إلى شمال غرب البلاد، حيث ذكر مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بريف إدلب، دكت بالمدفعية الثقيلة تحركات لـ«النصرة» وحلفائه، في محيط الرويحة والبارة بريف إدلب الجنوبي، موضحاً أن ذلك كان رداً على اعتداء مسلحين مما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين» التي يقودها «النصرة»، على نقاط عسكرية بقذائف صاروخية، في محور كفر بطيخ.

ولفت المصدر إلى أن بقية المحاور في ريفي إدلب وسهل الغاب الشمالي الغربي من منطقة «خفض التصعيد»، شهدت أمس هدوءاً حذراً، نتيجة الأمطار الغزيرة التي عمت المنطقة.

وأما في البادية الشرقية، فقد أوضح مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش تواصل عمليات تمشيطها قطاعات في بادية حمص الشرقية ودير الزور والرقة، من خلايا تنظيم داعش الإرهابي، مشيراً إلى أن الهدوء الحذر ساد مختلف القطاعات بسبب الحالة الجوية التي تعم البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن