سورية

السفارة الإيرانية بدمشق أحيت الذكرى الثالثة لاستشهاد سليماني ورفاقه … الخليل: كان قائداً استثنائياً.. سبحاني لـ«الوطن»: علاقاتنا إستراتيجية وتتحسن يومياً

| منذر عيد

أكد ممثل الرئيس بشار الأسد في فعالية إحياء الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الفريق قاسم سليماني ورفاقه، وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية محمد سامر الخليل، أن سورية استحوذت على مساحة واسعة من اهتماماته، في كل موقع من مواقع العمل التي كان يشغلها طوال فترة حياته، مشدداً على أن الشهيد سليماني كان قائداً استثنائياً، دأب على أن يكون في الصفوف الأولى في أي عمل، عسكرياً كان أم إنسانياً، على حين شدد السفير الإيراني بدمشق مهدي سبحاني أن العلاقات الإيرانية- السورية جيدة وإستراتيجية رغم العقوبات المفروضة على كلا البلدين، وأن تلك العلاقات تتحسن وتتطور يوما بعد يوم، مشيراً إلى الدور الكبير للشهيد سليماني ولنهضة المقاومة التي نظمها في إحباط المشاريع الأميركية والصهيونية وتغيير معادلة القوى لمصلحة شعوب المنطقة ومحور المقاومة.

وقال الخليل في كلمة له في الفعالية التي أقامتها السفارة الإيرانية بدمشق تحت عنوان: «سيبقى خالداً»، في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق: «سورية لن تنسى هذا الرجل المعطاء، وستبقى محطات حياته ملهمة لجميع الطامحين لإعلاء شأن أوطانهم، ولن تزول بصماته التي طبعها خلال مسيرة عمله على كل ركن من أركان العمل الحر المقاوم».

الخليل أعرب عن عميق الامتنان للشهيد سليماني الذي استحوذت سورية على مساحة واسعة من اهتماماته، في كل موقع من مواقع العمل التي كان يشغلها طوال فترة حياته، مضيفاً: «كان قائداً استثنائياً، دأب على أن يكون في الصفوف الأولى في أي عمل، عسكرياً كان أم إنسانياً، يضاف إلى ذلك تواضعه الذي عُرف به، ودبلوماسيته التي يُشهد لها بها، حيث كان يؤمن بأهمية السعي لمد جسور العلاقات الطيبة والتقارب بين دول وشعوب المنطقة».

وأوضح أن استشهاد سليماني جاء تتويجاً للمبادئ التي عاش وعمل لأجلها، وإيماناً منه بقضايا وطنه، وصوابية النهج الذي اختاره في مواجهة قوى الظلم والاستكبار العالمي، مشيراً إلى أنه حقق إنجازات نوعية قضّت مضاجع الأعداء، وطبعت قلوبهم بالرعب ونفوسهم بالقلق، حتى باتت الرغبة باغتياله هدفاً أساسياً لهم.

من جهته أكد سبحاني في كلمة له أن إحياء ذكرى استشهاد سليماني هو إحياء لمدرسته وفكره ومبدئه، لكون نهجه مصباحاً يهتدي به جميع المناضلين الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل تحقيق الحرية والشرف والاستقلال لأوطانهم، مؤكداً أن اغتيال الشهيد سليماني لن يقضي على أهدافه ومبادئه السامية مهما طال الزمن.

وأشار سبحاني إلى الدور الكبير لسليماني ولنهضة المقاومة التي نظمها في إحباط المشاريع الأميركية والصهيونية وتغيير معادلة القوى لمصلحة شعوب المنطقة ومحور المقاومة.

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» على هامش الفعالية أكد سبحاني، أن العلاقات الإيرانية السورية جيدة وإستراتيجية رغم العقوبات المفروضة على كلا البلدين، وأن تلك العلاقات تتحسن وتتطور يوما بعد يوم، منوهاً بأن الأمن الذي تشهده سورية هو نتاج تضحيات المجاهدين أمثال سليماني الذين ناضلوا ضد الإرهاب وبذلوا الغالي والنفيس لأجل ذلك.

وقال: «نحن اليوم واقفون هنا نتيجة الدماء الطاهرة للشهيد ودماء شهداء الجيش العربي السوري، وبفضل جهود الشهيد سليماني ورفاقه وجهود الجيش العربي السوري نحن نشهد اليوم الأمان والسلم في سورية».

وشدد على أن العلاقات بين إيران وسورية جيدة وإستراتيجية رغم العقوبات المفروضة على كلا البلدين، وهناك مشاورات سياسية جيدة بين البلدين، وطهران رسمت إطاراً جيداً بشأن العلاقات في كل المجالات، مشيراً إلى أن هناك بعض العقبات في تلك العلاقات وطهران تسعى من أجل تذليلها.

بدوره الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة طلال ناجي قدم لمحة عن حياة ومسيرة سليماني وصفاته وفكره، مؤكداً بقاء المقاومة على نهجه حتى النصر وتحرير الأرض، وأن دماءه الطاهرة الزكية لن تذهب هدراً.

السفير اليمني في سورية عبدالله علي صبري قال في تصريح خاص لـ«الوطن» على هامش الفعالية: «كان أداء ودور الشهيد سليماني مفصلياً في محور المقاومة ومحاربة الجماعات الإرهابية والتكفيرية وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي، وكانت بصمته في سورية كما في العراق وفلسطين ولبنان واليمن واضحة».

وبشأن الوضع في اليمن شدد صبري على أن قوى العدوان تسعى إلى تمديد الهدنة في اليمن بشروط مجحفة بحق الشعب اليمني، حيث تريد تلك القوى الوصول إلى مفاوضات سياسية فيما يبقى الحصار على الشعب اليمني قائماً والملف الإنساني مفتوحاً، وقال: «نحن طالبنا وما زلنا متمسكين بضرورة الفصل بين الملف الإنساني والملفات السياسية والعسكرية».

وأوضح أن الأزمة الإنسانية في اليمن تنعكس ضرراً على نحو 3 ملايين نسمة، والإجراءات التي تستهدف الاقتصاد اليمني هي عقاب جماعي بحق الشعب اليمني.

وتابع: «مطالبنا رفع الحصار كلياً عن الموانئ والمطارات اليمنية التابعة لحكومة الإنقاذ ومعالجة مرتبات موظفي الدولة من خلال الاستفادة من ثروات النفط بحيث تكون الثروة للشعب، وتدفع منها مرتبات الموظفين عوضاً أن يسرقها اللصوص في حكومة ما تسمى الشرعية».

وشدد صبري على أنه من دون حل ملف المرتبات وفك الحصار لن تفضي الأمور إلى هدنة طويلة المدى، « ونحن منفتحون على الحلول السياسية والشراكة الوطنية مستقبلاً».

حضر الفعالية نائب وزير الدفاع العماد محمود شوا وممثل الإمام الخامنئي في سورية حميد صفار الهرندي ومدير الإدارة القنصلية والمغتربين في وزارة الخارجية والمغتربين تمام سليمان ورئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني صابر فلحوط، ومدير عام مؤسسة القدس الدولية-سورية خلف المفتاح، وعدد من سفراء وأعضاء البعثات الدبلوماسية المعتمدين بدمشق، وقادة وممثلي الفصائل الفلسطينية، ولجان وهيئات الدفاع عن الأسرى، وممثلي الأحزاب الوطنية السورية والعربية، وفعاليات دينية وثقافية واجتماعية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن