سورية

خطة بديلة تتضمن تكثيف اغتيال متزعميها وتدمير البنية التحتية … توقعات بعدول التركي عن الغزو البري لمناطق «قسد».. وبوغدانوف: «هناك نجاحات»

| حلب - خالد زنكلو - دمشق - الوطن - وكالات

يبدو من المعطيات الميدانية والسياسية أن إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أرجأت أو ألغت عملية الغزو البري باتجاه مناطق سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في شمال سورية، لعدم الحصول على ضوء أخضر أميركي أو «تفاهمات» حول العملية مع روسيا.

وفي هذا الصدد، قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أمس: إن موسكو «تواصل إقناع الجانب التركي بعدم البدء في العملية البرية في سورية».

ولفت بوغدانوف في تصريح للصحفيين نقلته وكالة «سبوتنيك» إلى أن «الاتصالات مستمرة، حيث لم تبدأ العملية البرية، ما يعني أن هناك نجاحات، وسنواصل الاتصالات».

كما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «الميادين» عن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرينتييف، في وقت سابق أمس: أن هناك احتمالاً بعدول تركيا عن القيام بعملية برية في سورية، على الرغم من أن أنقرة لم تقدم مثل هذه التأكيدات.

وعلى الرغم من مواصلة أردوغان تهديداته بشن العدوان البري على الأراضي السورية وتأكيده أول من أمس خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده «ستقتلع شوكها بأيديها» وأنه من المهم «تطهير المناطق على طول الحدود مع شمال سورية من «قسد» بعمق 30 كم على الأقل»، إلا أن حسابات حقله لم تنطبق على حسابات بيدر «توافقات» الدول الفاعلة في الملف السورية، وفق قول مصادر مطلعة على تطورات الأوضاع في الشمال وتهديدات الإدارة التركية بشن عدون بري جديد لـ«الوطن».

ورجحت المصادر، إرجاء إدارة أردوغان عملية الغزو البرية لمناطق سورية في ظل الظروف الدولية الحالية غير المشجعة، وخصوصاً من واشنطن وموسكو، لتغيير خريطة السيطرة شمال وشمال شرق سورية، وإلى موعد غير معلوم، على الرغم من رفض «قسد» للمبادرات الروسية الساعية إلى إقناع نظام أردوغان بالعدول عن العدوان البري بعد بدء نظيره الجوي في 20 الشهر الجاري.

وتوقعت المصادر استمرار القصف الجوي والمدفعي لمناطق هيمنة «قسد»، ولاسيما تلك المرشحة للغزو البري مثل منبج وعين العرب وتل رفعت. ورأت أن إدارة أردوغان ارتأت أن تواصل في المرحلة الحالية تكتيك اغتيال متزعمي «قسد» الفاعلين في الأزمة الحالية، التي أعقبت تفجيرات اسطنبول الأخيرة، مع استمرار استهداف مواقعها وتدمير البنية التحتية في مناطق نفوذها، كما حدث عندما قصفت محطات وآبار النفط والغاز شمال شرق البلاد، الأمر الذي يحرم «قسد» من مواردها المالية اللازمة لمواصلة صمودها في وجه آلة الحرب التركية.

وفي هذا الصعيد، أحصت مصادر معارضة مقربة مما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكله جيش الاحتلال التركي في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق البلاد، مقتل أكثر من 10 متزعمين لـ«قسد» خلال الشهرين الأخيرين، وبخاصة عبر سلاح المسيّرات الذي نجح في اصطياد رؤوس مهمة لدى الميليشيا.

وقالت المصادر لـ«الوطن» إن جيش الاحتلال التركي نجح في 10 الشهر الجاري في قتل فهمي محمد واسمه الحركي «سورو جيا» متزعم ما يسمى «قوات تحرير عفرين»، التابعة لـ«قسد» والتي توجه ضربات صاروخية مستمرة لقواعد الاحتلال التركي شمال حلب، وهو ما اعترفت به «تحرير عفرين» في بيان لها.

وبينت المصادر أن طائرة «درون» انتحارية تابعة لجيش الاحتلال التركي تمكنت الأحد الماضي من قتل متزعم لـ«قسد» لم تسمه خلال انفجارها في موقع عسكري للميليشيات قرب قرية الدبس بريف الرقة الشمالي.

وذكرت أن من أهم المتزعمين الذين اغتيلوا أخيراً بالمسيّرات أو عبر التفجيرات، المتزعمة في ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية التابعة لـ«قسد» سهام مصلح المعروفة باسم «مزغين كوباني» في ريف الرقة الشمالي في 5 الشهر الجاري، وقبل ذلك بثلاثة أيام اغتيال خبير الصواريخ في «حزب العمال الكردستاني- PKK» محمد ناصر الملقب بـ«كمال بير» في ريف تل تمر شمال الحسكة، إلى جانب المسؤول في الحزب و«الوحدات» قيس برهو سوليف، ذي الجنسية العراقية والملقب باسم «آزاد» في 6 الشهر الماضي، بعد اغتيال مسؤولة عسكرية في « PKK» تدعى سرحان هارون والملقبة بـ«سيرديم بير» عند الحدود السورية العراقية مطلع الشهر ذاته.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن