ثقافة وفن

«بالحب نلون واقعنا»… معرض تشكيلي لآراء وأفكار … سبعون لوحة بين الاحتراف والهواية وخبرات مميزة

| سارة سلامة

أقيم في مركز ثقافي كفر سوسة معرض فني لنتاج ورشات الرسم بإشراف سنا الصباغ وتنسيق الفنانين التشكيليين ديكارا الظاهر وفايزة الحلبي ورشيد حيدر، وحمل المعرض آراء وأفكاراً وجدلاً بين جيل شاب موهوب يشارك للمرة الأولى مع جيل آخر من المحترفين فتلاقى فيه طرح الروايات والحكايا وعرجوا على رسم الوطن والمرأة والحارات الدمشقية ورمزية المعاناة وجمال الطبيعة، وكل ذلك كان يستحق فعلا الإغراق أكثر في الاكتشاف وتعزيز الوجود والبحث دائماً في سورية عن مواهب وموهوبين وتقديمهم للمجتمع.

ودائما ما تبحث مؤسسة منبر أوغاريت عن الاكتشاف في مواهب وقدرات جديدة وتقدم مهرجانا سنوياً منوعاً من تكريم وحفلات ومعارض.

تبادل خبرات

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بينت سنا الصباغ من مؤسسة منبر أوغاريت الثقافي: «نحن مجموعة من الشبان والفتيات المثقفين، معاً تقريباً أكثر من سنتين، والآن نحن في المهرجان العاشر، ومازلنا مستمرين رغم كل الظروف الحالية، نتحدى ونشتغل بالوسط الثقافي قدر الإمكان ضمن الظروف المتاحة، عادة نعمل مهرجاناً وتكريمات لشخصيات فنية وثقافية لها بصمة مهمة بالوسط الثقافي، ولكن الآن قدمنا معرضاً مع ورشة عمل استمرت ثلاثة أيام في مركز ثقافي كفر سوسة بإشراف وزارة الثقافة، وكان الإقبال كبيراً جداً من المواهب الشابة كذلك انضم إلينا فنانون محترفون فأصبح هناك تبادل خبرات بين المواهب الشابة وبين الفنانين المحترفين».

وأضافت صباغ إن: «المعرض تجاوز السبعين لوحة بين محترفين ومواهب شابة وتفاوت بالمستويات تحت اسم «بالحب نلون واقعنا» أي رغم ضبابية الرؤية الموجودة ورغم كل الوضع الحالي الصعب نحن مصرون على تكملة مسيرتنا وسنغير الواقع المظلم من خلال الألوان.

حالة تعبيرية

رئيس مؤسسة «مبدعون من أجل الوطن» الدكتور بهجت عكروش: «هي ثقافة الحياة أولاً والأطفال والشبان هم عنوان الحياة ويفترض أنه دائماً يكون موجوداً، بقدر ما نحن نعطي أكثر لأطفالنا ولشبابنا هذا النبض الذي يجعل الحياة فعلاً مستمرة، فنحن نعطي لأنفسنا ولروحنا، ووجودي اليوم يعني أنني أشجع كل الحالات الإبداعية، وفي المؤسسة نحن نحاول اكتشاف الحالات الإبداعية لأنه لا يمكن أن يبني الوطن إلا مبدعوه في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية، نحتاج إلى فكر مبدع، ولا شك أن الرسم هو حالة تعبيرية جداً ورأينا من خلال اللوحات الكثير من الأفكار الجميلة التي تركز على موضوع التراث وعلى موضوع انطلاقة الحياة والانطلاق من الأرض باتجاه السلام باتجاه كل الأفق الواسعة، العرض حالة جميلة ومهمة في بناء المجتمع الثقافي لأن من الأساس أزمتنا أزمة ثقافة لذلك بقدر ما نعزز هذه الثقافة فإننا ندعم المبدعين الذين يقدمون أفكارهم».

ديكارا الظاهر: «قدمنا هذه الخطوة كي نشجع الناس الذين لا يمتلكون خبرة أنهم يمتلكون إبداعات ومواهب جديدة وتطورات جديدة، استفادوا من دورة فيها الكثير من المعلومات ويجب أن نحتك مع بعضنا لنأخذ ونعطي مع بعض أسئلة وأجوبة ونتعرف على المدارس اللونية والأدوات وكيفية صياغة اللوحات، وكيف نضع اللون الصحيح، هو مهرجان سنوي تتخلله فعاليات متعددة وليس بالضرورة معارضَ».

فرصة للشباب

شام طلس: «شاركت اليوم من خلال أربع لوحات بأحجام مختلفة منها حكاية عن الليل والهدوء ومنها طبيعة صامتة، وبالنسبة لي درست في معهد خاص ولديّ عدة مشاركات، ولاشك في أن المعارض هذه مهمة جداً بالنسبة لنا كي تعرف الناس على مواهبنا».

سهام محيسن فنانة تشكيلية ومهندسة: «شاركت اليوم بلوحتين تحكيان عن المرأة وإحساسها، وأركز على المرأة لأنها دائماً ما تكون تعابيرها تظهر من خلال عينيها، فهو انطباع بالوجه ومن الجميل أن الإنسان يلتقطها ويراها ويشعر بها دون أن تتحدث، وهذا الأسلوب الذي أحب أن اشتغل عليه وهو زيتي بتقنية السكين حلوٌ، وأنا خريجة معهد أدهم إسماعيل وشاركت في العديد من المعارض في المراكز الثقافية، وأعتبر هذه المشاركة فرصة جميلة كي نلتقي مع زملائنا وإخوتنا الفنانين والفنانات نجلس معاً ونتحدث عن كل شيء حتى عن المدارس الفنية ونستفيد من خبرة بعضنا، وفي الوقت نفسه هي فرصة للشباب والطامحين والصغار والمواهب واليافعين أن نرى أعمالهم التي هي بادرة فنية وإحساس فني رائع».

محمد زين كوكي: «مشاركتي من خلال لوحة قرطبة إسبانيا وهي تمثل أيضاً العمارة العربية فهي تشبه إلى حد كبير حاراتنا الدمشقية، وبالتأكيد أطمح لأقدم معرضي الخاص، وعادة ما أهتم بموضوع العمارة وأرسم الطبيعة والحارات الدمشقية والآثار وأشياء توثيقية قديمة».

المرأة الحديدية

كمال الشامي: «لدي عدة معارض محلية ودولية ومشاركتي اليوم من خلال لوحة تعبيرية أحكي فيها عن المرأة الحديدية المرأة الفلسطينية وهي تحمل شعار مفتاح العودة وتضع أيضاً خريطة فلسطين وغصن الزيتون، وكذلك في لوحة أخرى رسمت فتاة زنجية لأعبر فيها عن المعاناة».

أمورة سعد: «هذه المشاركة الثانية لي، رسمت البحر وهو من أهم مناظر الطبيعة ومنبع للتأمل والتفكر، كما رسمت طبيعة صامتة، ومحاكاة العناصر تجربة جميلة جداً حيث كانت الورشة ثلاثة أيام استفدنا خلالها واطلعنا على تجارب قيمة واستقينا معلومات مهمة من الفنانين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن