«مسد» تروج لتشكيل هيئة تقود الحل السياسي وتفرضه من خلال المجتمع الدولي! … الهدوء الحذر يتواصل شمالاً.. وأنقرة: هدفنا «المنطقة الآمنة» وطلبنا من الروس الدعم
| دمشق - الوطن - وكالات
مع تواصل الهدوء الحذر في جميع مناطق شمال وشمال شرق سورية، التي تهدد الإدارة التركية بشن عدوان بري جديد على بعضها، واصل الجيش العربي السوري جهوزيته على خطوط التماس في الشمال الغربي.
ورغم انخفاض حدة الاستهدافات شمالاً بشكل كبير والقصف البري لقوات الاحتلال التركي على مناطق وأرياف حلب والرقة والحسكة، عادت تصريحات رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان حول إقامة ما يسمى بـ«المنطقة الآمنة» إلى الظهور مجدداً.
وقال أردوغان للصحفيين أمس قبيل التوجه إلى تركمانستان: «أقول دائماً إن أماكن ومواعيد مثل هذه العمليات لا تعلن عنها»، وأضاف: «في الوقت ذاته الأهداف معروفة انطلاقا من مذكرة سوتشي والاتفاقات التي توصلنا إليها مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، وأنا ذكّرته بذلك»، مشيراً إلى المكالمة الهاتفية الأخيرة مع بوتين بالقول: «طلبنا من الروس دعماً في ما يتعلق بإمكانية اتخاذ قرارات مشتركة وربما تنفيذها».
وأضاف: «هدفنا معروف، وهو إقامة منطقة آمنة بعرض 30 كلم، التي يصدر منها الخطر الإرهابي، وقد تصاعد في الفترة الأخيرة، ولا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي في مثل هذا الوضع»، زاعماً أن أي حل وسط في ما يتعلق بـ«الخطر الإرهابي» غير ممكن، وأن أنقرة لا تنوي طلب إذن من أحد للتصدي لهذا الخطر.
في الأثناء عكس إعلان ما يسمى «مجلس سورية الديمقراطية- مسد»، الغطاء السياسي لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، سعيه لتشكيل «هيئة سياسية تقود الحل السياسي»، و«تفرضه» من خلال المجتمع الدولي والدول الفاعلة، على الحكومة السورية والدول الإقليمية المتدخلة بالشأن السوري، عكس جهوده إلى تكثيف التدخل الخارجي في سورية من الدول المعادية لها.
ومع استمرار «قسد» برفض المساعي الروسية لتفادي عدوان بري تهدد به الإدارة التركية تجتاح عبره مناطق تسيطر عليها، جددت الأخيرة تهديداتها بأنها لن تسمح أبداً باستمرار وجود ميليشيات «وحدات حماية الشعب» التابعة لـ«قسد» والتي تصفها بـ«الإرهابية» و«حزب العمال الكردستاني- PKK» في سورية والعراق، وأنها ستفعل ما يلزم لاقتلاع هؤلاء من الدولتين.
ونقلت وكالة «نورث برس» التابعة لـ»قسد» عما يسمى عضواً في «الهيئة الرئاسية في مسد» المدعو علي رحمون: إن التدخلات والتهديدات التركية تطيل الأزمة السورية، وتمنع الوصول إلى حل سياسي، خاصة إذا ما نفذت تركيا تهديداتها بشن عملية عسكرية في الشمال السوري، قائلاً: إن «ذلك سيتسبب بزعزعة الاستقرار في المنطقة وستعود الأزمة إلى نقطة الصفر».
وأشار إلى أن أردوغان استغل تفجير إسطنبول الإرهابي في 13 الشهر الماضي، للقيام بعملية عسكرية في الشمال السوري، لـتصدير أزمات اجتماعية واقتصادية داخلية.
وشدد رحمون على أن الحل العسكري في سورية مستبعد بالمطلق، ولا سبيل لإنهاء الأزمة السورية سوى بالحل السياسي ووفق القرارات الدولية، مدعياً أن «مسد» يعمل على ذلك.