رياضة

في الأسبوع السابع من ذهاب الدوري الكروي الممتاز … ثقافة البطولة غائبة والشغب أطل برأسه من جديد .. الجزيرة (حردان).. والفتوة كسب الرهان

| ناصر النجار

ابتسمت مباريات الأسبوع السابع من ذهاب الدوري الكروي الممتاز للفتوة التي جاءت كل النتائج لمصلحته تماماً ففاز على أبرز منافسيه جبلة على أرضه، وخسر بقية منافسيه بالتعادل الذي كان سمة بقية المباريات، أما الأهلي ففوزه (المنتظر) على الجزيرة لا يقدم ولا يؤخر على صعيد الترتيب أو المنافسة لأن جميع الفرق المتصارعة على مراكز القمة فازت عليه ويوم السبت انسحب الجزيرة ولا ندري إن كان انسحابه عن المباراة هذه أم من الدوري؟

توقف الدوري لم يكن مناسباً لجبلة والوثبة وقد كانا قبل التوقف على أحسن حال وجاهزية وروح معنوية عالية، وعلى ما يبدو أن الملل قد تسرب إلى اللاعبين من طول التوقف بينما استفادت منه بعض الفرق فجبرت كسرها وعوضت نقص جاهزيتها وأحسنت ترتيب أوراقها فظهرت بشكل جيد يوحي أنها عائدة إلى الدوري بقوة يعكس البداية الفاترة في المباريات السابقة.

الأداء الذي قدمته الفرق يوم الجمعة والملامح الجديدة التي ظهرت، والنتائج التي تحققت تشير إلى أن الدوري قادم على تحول كبير سواء على صعيد المقدمة أم على صعيد المؤخرة وهذا الكلام لا يأتي من فراغ بل هو نتيجة قراءة مبسطة للمباريات التي جرت وللمباريات القادمة وما ستؤول إليه.

الخطر القادم

نستطيع القول إن الخطر يداهم الوثبة وجبلة وهما المتصدر ووصيفه قبل مباريات الجمعة، والرؤيا الفنية والرقمية قد تشير إلى أنهما قد يتنازلان عن مركزي القمة إلى ما دون ذلك إن لم يتداركا وضعهما الذي بات خطراً.

الخطوة الأولى في السير نحو اللقب تقول: يجب أن تفوز على خصمك المباشر أو أن تتعادل على أقل تقدير، في عملية تبادلية بفوز وتعادل، لكن الوثبة وجبلة لم يحققا هاتين المعادلتين أولاً، وثانياً: إن المباريات المتبقية أصعب من التي مضت وهي مشكلة كبيرة ستواجههما معاً.

الوثبة تعادل مع جبلة ومع تشرين على أرضه، جبلة خصم مباشر للوثبة، وتشرين خارج الحسابات حالياً، وهذا يؤدي إلى أن الوثبة يحتاج إلى قفزة أخرى ليحقق الفوز على الكبار، ووقوعه بالتعادل بمثل هذه النوعية من المباريات لا يوصله إلى البطولة، وإذا نظرنا إلى المباريات المتبقية للوثبة لوجدنا أن نوعيتها عالية الشدة فسيواجه أهلي حلب في حلب ثم الكرامة بديربي المدينة ليحل ضيفاً على الفتوة ويختتم مبارياته بلقاء الجيش في حمص.

هذا الجدول الصعب من المباريات يؤكد أن صدارة الوثبة في خطر وعلى المعسعس أن يدرك ذلك وأن يجد الحلول الكفيلة لبقاء فريقه في القمة، مع الإشارة إلى أن الوثبة لم يقدم العرض المنتظر وشاهدنا الفريق في الشوط الثاني في حالة يرثى لها وهو عاجز عن القيام بأي هجمة فضلاً عن دفاعه المخترق وخصوصاً بعد طرد العبد الله، ولو كان مهاجمو تشرين موفقين لانتهت المباراة للبحارة الذين كانوا أفضل.

وضع جبلة قريب نوعاً ما من الوثبة، فجبلة لم يحقق الفوز على خصومه، فتعادل مع الوثبة بحمص وهي نقطة إيجابية له، لكن تعادله مع أهلي حلب بجبلة وخسارته على الملعب ذاته أمام الفتوة نقطة سلبية تجعل الشكوك تحوم حول أهلية جبلة بالفوز باللقب هذا الموسم وخصوصاً أن جبلة كان ضيفاً على الفتوة في المباراة من حيث الأداء لا من حيث المكان، فأدار الضيف المباراة كما يجب بينما كان صاحب الضيافة عصبياً وربما قضية الحكم الأردني وما أثير حولها من زوبعات أثرت نفسياً على الفريق ككل!

مباريات جبلة القادمة صعبة وإن كانت أقل بدرجة من صعوبة مباريات الوثبة، جبلة سيواجه تشرين في اللاذقية ثم يستقبل الجيش وهو أحد المنافسين ويلعب بعدها مع الكرامة بحمص ويودع الذهاب على أرضه مع الوحدة.

الخسارة مع الفتوة لا تعني نهاية الدوري، لكنها درس يجب ألا يمر مرور الكرام، مع التذكير أن فرق المقدمة ستقع كلها بمطبات والمحظوظ الذي ينجو ويحقق ما يصبو إليه، والتنوع بالنتائج قد يمنح الفرق التي أحبطت اليوم نفساً وأملاً في مباريات الغد والعكس صحيح. وخصوصاً إذا علمنا أن المفاجآت علامة فارقة في كرة القدم.

ثقافة البطولة

ولأننا في الحديث عن القمة وفرقها وحساسيتها فإن ما حدث في مباراة الوثبة مع تشرين من شطط وشغب كان غير مبرر بكل الأعراف والقوانين، وبالتأكيد فإن خسارة نقطتين أفضل بكثير من خسائر معنوية وعقوبات كثيرة قد تعرقل مسيرة الفريق في المباريات القادمة، وهذا الكلام يجب أن يكون بذهن كل الفرق التي تتوق إلى المنافسة والتتويج فالبطل (وهذه الفكرة نذكر الجميع بها) هو أقل الفرق شغباً وتعرضاً للعقوبات.

اللوم والعقاب يستحقهما لاعباً الوثبة إبراهيم العبد الله الذي (نطح) لاعباً منافساً ومحمد كرومه الذي اعتدى على الحكم بعد المباراة، الأول لاعب خبير ويعرف مآل فعلته والثاني لاعب دولي يعرف ما سيجنيه من تصرفه الأرعن، ولأن لاعبي الوثبة فقدوا أعصابهم سمحوا لمن هب ودبّ بالدخول إلى أرض الملعب والنيل من الحكم ركلاً ورفساً وهذا أمر مثبت بالصور وتداولته وسائل التواصل الاجتماعي، وأعتقد أن هذا الشغب جاء بغير وقته لأن الفريق ينافس على اللقب، وسيضعف ما حدث من عزيمة الفريق، وهذه الصورة الضبابية تؤكد أن لاعبينا وفرقنا لا يملكون ثقافة البطولة وفكرها.

ديربي التعادل

في دمشق انتهى الديربي إلى التعادل بهدف لمثله وهي نتيجة بلا شك في مصلحة الوحدة، الجيش خسر الرهان لأنه افتقد الدكة القوية كما قال مدربه حسين عفش في ظل غياب عدد من الأساسيين لأسباب مختلفة، ولم يزج المدرب لاعبين شباباً في المباراة لأنهم لم (يختمروا) حسب وصف المدرب، بينما غامر مدرب الوحدة عمار الشمالي بعدد من اللاعبين الشبان وأحدهم سجل هدف التعادل وهي خطوة جيدة تحسب لإدارة النادي التي أعلنت عن بدء خطتها الجديدة بالاعتماد على أبناء النادي.

بمثل هذه الذهنية فإن الجيش سيبتعد عن المنافسة مباراة بعد أخرى فكرة القدم تتطلب الشجاعة، والرهان يجب أن يكون على الشباب في الكثير من المباريات وخصوصاً في ظل النقص.

والمطب نفسه وقع به مدرب الكرامة أحمد عزام فتشكيلته ضمت في أغلبها لاعبي الخبرة الذين عجزوا عن اختراق شباك الطليعة، ولم نر في المباراة النقلة النوعية في شكل فريق الكرامة أو في أدائه ومستواه، وكنا نتوقع من العزام أفضل مما كان.

الطليعة لعب بواقعية ونال ما تمنى وسط ظروف صعبة يعاني منها الفريق ككل، لكن اللاعبين تناسوا همومهم ولعبوا لقميص النادي ونجحوا والنقطة مكسب لفريق الطليعة أمام فريق أكثر تحضيراً وأكبر إمكانيات.

فبقي الفريقان بالموقعين ذاتهما وبالرصيد نفسه من النقاط ولم يستطع أحدهما التقدم على الآخر بسلم الترتيب.

إثارة كبيرة

المباراة المثيرة والجميلة كانت مباراة اللاذقية بين حطين والمجد وقد فاجأ الضيف الجميع بمبادرته الهجومية التي أثمرت عن هدفين تقدم بهما ثم عادله حطين بهدفين ليتقدم المجد ثانية لكن حطين حفظ ماء وجهه بهدف التعادل المتأخر.

أهداف المباراة الستة جملت المباراة وأشعلتها ومستوى المجد المنافس جعل المراقبين يرفعون قبعاتهم احتراماً لتصميم الفريق على أداء مباراة جيدة وتحقيق نتيجة طيبة ما يدل على تعافي الفريق من أزماته السابقة.

مصعب محمد مدرب المجد الجديد استثمر معرفته اللصيقة بلاعبي حطين وإمكانياتهم وأسلوب لعبهم فكانت ملاحظاته للاعبي فريق المجد بمحلها.

حطين نال تعادلاً متأخراً ففرح بنقطة بعد أن لازمته الخسارة طوال مجريات المباراة والمجد حزن على فوز ضاع بغمضة عين بعد أن كان بمتناول اليد.

بين مطرقتين

فريق الجزيرة سيسبب مشكلة للدوري ولاتحاد كرة القدم بانسحابه من مباراة أهلي حلب وهذه المرة الثانية التي ينسحب بها الفريق من الدوري ثم يعود بقرار من المكتب التنفيذي عندما تبرع للفريق ببعض التكاليف، وسارت الأمور بعدها طبيعية من خلال التزام الجزيرة بجدول المباريات وقد لعب أزود من غيره مباراتين.

فريق الجزيرة على ما يبدو أنه يريد المشاركة بالدوري الممتاز إنما على شروطه، ففي المرة الأولى اشترط اللعب بالحسكة وطلب المال وغير ذلك.

فاستجاب المكتب التنفيذي وتبرع بكل مصاريف فريق الجزيرة في الدوري.

الجزيرة لعب ثماني مباريات خسرها جميعاً، وأداؤه في هذه المباريات يدل على أنه راض بالواقع، لكن أن يعتذر من اتحاد كرة القدم ليلعب بالوقت الذي يشاء وبالمكان الذي يرغب، فهذا أمر غير معقول، لذلك رفض اتحاد الكرة تأجيل مباراة السبت (أول من أمس) مع أهلي حلب.

لا نعرف هنا شكل هذه الحالة، هل هو تغيب عن هذه المباراة لأسباب معللة سيقدرها المكتب التنفيذي بعد أن رفضها اتحاد كرة القدم.

بالمحصلة العامة فريق الجزيرة ليس له أي حق عند أحد ما دام المكتب التنفيذي تكفّل بكل مصاريفه، وموضوع التقصير إن حدث تتم معالجته بهدوء ومن دون أي تهديد.

اتحاد كرة القدم إن بقي راضياً بالضغوط التي تأتيه من هنا وهناك فإنه سيفقد هيبته وسيفقد الدوري قدسيته مع الإشارة إلى أن نادي الجزيرة بقي سنوات يلعب في الدرجة الأولى كالجهاد، فهل وجود الجزيرة في الدرجة الأولى يعني أنه خارج المنظمة الرياضية.

بالأصل تأهل فريق الجزيرة إلى الدرجة الممتازة خاطئ لأنه لا يملك مقومات الاحتراف ونفقات الدوري، ودائماً حجة الجزيرة المال، فلو أعطي الفريق من المال مثلما طلب لما انسحب، وهذه المشكلة ستبقى قائمة ليس عند فريق الجزيرة فقط، بل عند كل ناد لا يملك مقومات الاحتراف ويتأهل إلى الدرجة الأعلى وهذا ما حدث مع أندية كثيرة نذكر منها حرفيي حلب وعفرين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن