شؤون محلية

تداعيات نهايات الأعوام!

| يونس خلف

كالعادة مع نهاية كل عام وبداية عام جديد نحاول أن نتأمل الأشياء والوقائع التي مرت، نقف أمام مرآة الحياة لعل وعسى أن تكون محطة للتقويم والمراجعة.. أين نحن.. وأين كان يجب أن نكون.. وكيف يمكن أن نكون الأفضل؟ ثمة كلام يتكرر مع وقائع العام الجديد، نتحدث عن منغصات الحياة ولاسيما نقص الخدمات والكهرباء والمازوت والخبز ومحاربة الفساد وعن تطبيق التوصيف والتقويم الدوري سواء للفرد أم المؤسسة وأيضاً تطبيق مبدأ العقاب والثواب… وسنلاحظ أن المشكلة ليست في الكتابة وإنما في جدوى الكتابة.

لقد قيل الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك والمعنى هو أن الزمن الذي يمضي هو أيام تنقضي من عمرنا فإذا كانت بلا ثمن ولا قيمة ولا أثر فيذهب هذا الزمن خسارة ولذلك علينا نحن أن نقطع الزمن ولا نتركه يمضي من دون عطاء.

الأهم والأجمل والأبرز في وداع عام واستقبال آخر ما سجلته الأيام في ذاكرتنا وفي قلوبنا من بطولات وانتصارات الجيش العربي السوري الذي أصبح مدرسة للعالم كله في الصمود والبطولة والمقاومة والانتصارات، فمنذ أن بدأت الحرب العدوانية الظالمة على سورية وأخذت أشكالاً مختلفة بدءاً من القتل والتشريد وتدمير البنى التحتية مروراً بالتضليل وطمس الحقائق وصولاً إلى حرب التجويع لكن رغم كل ذلك فشلت إدارة الحرب التي تتزعمها الولايات المتحدة الأميركية ودول الغرب وكل من ارتهن لهذه الإدارة في تحقيق الأهداف والأطماع.

ومن غير المجدي أن نخدع أنفسنا، ففي داخلنا تشاؤم لا يطاق وقلق له مبرراته، لكن مشكلتنا أن بعضنا يتحدث ويشكو من أزمات وأخطاء وتجاوزات وهو يساهم في إنتاجها.

تعددت وتلونت الأنماط في التفكير والعادات الذهنية تلعب دورها المؤثر في منطقية الآراء والقضايا كما هو الحال بالنسبة لنزعة التسرع في الأحكام المتسرعة حتى غدا البعض على استعداد للحكم والبت في قضايا وأمور بالغة الحساسية تقتضي المزيد من الاطلاع والتريث وتستدعي وقوفاً طويلاً أمام جوانب الموضوع وشموله، فمن الصورة الجزئية أحياناً نحكم قبل التثبت ومن نبأ فاسق نلقي بآرائنا جزافاً ونحن لم نطلع بعد على باقي الجوانب ولا نحاول أن نرسخ في عادات تفكيرنا ليرتكز على العمق وسعة الاطلاع قبل أن نلقي بالأحكام السريعة حتى ولو كانت مجرد كلام.

عام جديد ربما تتسع فيه دائرة التفاؤل أكثر نتيجة انتصار الإرادة ومؤشرات واضحة لموعد ليس ببعيد مع النصر النهائي لسورية والشعب السوري. ولذلك التحية والشكر دائماً لمن يستحقون الشكر وهم صناع الانتصارات فمن خلالها أثبتت سورية شعباً وجيشاً وقائداً أنها الرقم الصعب في كل المعادلات الدولية التي تستهدفها وأن الهزيمة تنتظر كل أصحاب الحسابات الخاطئة وأن من يقرأ التاريخ يعرف ذلك بسهولة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن