المقاومون يتصدون لاقتحامات القوات الإسرائيلية في جنين وطوباس والعيساوية … رام الله: لا نقايض على حريتنا وقرصنة الاحتلال لأموالنا هي لتقويض السلطة الفلسطينية
| وكالات
أكدت رام الله، أمس، أن الإجراءات التي اتخذتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي والمتعلقة بخصومات مالية جديدة وتجديد القديمة، ما هي إلا إجراء هدفه تقويض السلطة ودفعها إلى حافة الانهيار مالياً ومؤسساتياً، مؤكدة أنها لا تقايض حقها في تقرير المصير وحريتها بالأموال ولا بالامتيازات، على حين تصدى المقاومون الفلسطينيون لقوات الاحتلال في مناطق متفرقة داخل الضفة الغربية بعد اقتحامات في جنين وطوباس والعيساوية.
وفي التفاصيل، نقلت وكالة «وفا» عن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية قوله أمس: «إن أعمال القرصنة والنهب والانتقام التي تمارسها السلطة القائمة بالاحتلال لن تثني شعبنا وقيادتنا عن المضي قدماً في نضالها السياسي والدبلوماسي والقانوني، فنحن لا نقايض حقنا في تقرير المصير وحريتنا بالأموال ولا بالامتيازات».
وأوضح اشتية أن مجموع الاقتطاعات المتعلقة بمخصصات الأسرى والشهداء بلغ حوالي 2 مليار شيقل منذ بداية عام 2019 لغاية نهاية عام 2022، وبلغ مجموع الاقتطاعات المتعلقة بالصحة والكهرباء والمياه وغيره ما يقارب 1.6 مليار شيقل عن عام 2022 فقط.
وأشار إلى أن حكومة الاحتلال اقتطعت ما مجموعه 350 مليون شيقل سنوياً بدل عمولة لتحصيل أموال فلسطينية مستحقة من المقاصة وتحويلها للخزينة الفلسطينية، كما أنها تحتجز مستحقاتنا المرتبة على ضريبة المغادرة عبر الجسور والتي بلغت أكثر من مليار شيقل.
واعتبر اشتية هذه الإجراءات حرباً جديدة على الشعب الفلسطيني ومقدراته وأمواله، وحرباً على السلطة الوطنية وبقائها وإنجازاتها، وهي بذلك تستهدف المشروع الوطني الفلسطيني برمّته، مشدداً على أن هذه الاقتطاعات غير شرعية وغير قانونية، وهي إجراء أحادي الجانب ولا يخضع لإجراءات تدقيق من أي جهة فلسطينية أو دولية وهي مخالفة للاتفاقيات الموقعة معنا.
وأكد أن ما يصدر عن محاكم الاحتلال من قرارات خصم، كان آخرها خصم مبلغ 139 مليون شيقل تعويضاً لإسرائيليين قتلوا على يد فلسطينيين، غير قانونية وغير شرعية ولا نعترف به، وقال: «من المهم أن نذكر أنه يوجد عدة قضايا في المحاكم الإسرائيلية ضد السلطة الوطنية الفلسطينية تحملها مسؤولية أي عمل عسكري يقوم به أي فلسطيني ضد إسرائيل، ونحن نعلم أن المحاكم الإسرائيلية مسيسة ولذلك نتائجها معروفة مسبقاً وتكون دائماً ضدنا».
من جهتها حمّلت وزارة الخارجية الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج حربها المفتوحة على الشعب الفلسطيني وقيادته وحقوقه، وخاصة تداعياتها الخطيرة على ساحة الصراع والمنطقة برمتها.
ونقلت «وفا» عن الوزارة قولها في بيان أمس «إن مخططات حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة وإجراءاتها تندرج في إطار سباق إسرائيلي محموم مع الزمن لحسم مستقبل قضايا الصراع التفاوضية من جانب واحد وبقوة الاحتلال».
وأكدت أنه لم يعد مقبولاً من المجتمع الدولي الاستمرار في ممارسة ازدواجية المعايير الدولية وإعادة إنتاج النمطية التقليدية بالتعامل مع القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني والتي باتت الحكومة الإسرائيلية قادرة على التعايش معها ما دامت لا تؤثر في علاقات ومصالح إسرائيل مع الدول.
وفي السياق قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح: إن الحكومة الإسرائيلية وضعت نصب أعينها إنهاء الوجود الفلسطيني، حتى تستطيع تنفيذ مخططاتها بالقدس والسيطرة على الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية، وضم مناطق «ج» وتحويلها لكتل استيطانية.
وقال فتوح في بيان له، أمس الاثنين: إن هذه الحكومة المتطرفة تسعى لتحويل الصراع إلى صراع ديني يدخل المنطقة إلى دائرة من العنف، ودعا إلى وحدة الموقف الفلسطيني ولم الشمل ووضع الخلافات جانباً للتصدي للإجراءات الإسرائيلية التي تستهدف الوجود الفلسطيني.
من جهة ثانية تصدى مقاومون فلسطينيون لقوات الاحتلال الإسرائيلي في عدد من مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلة، ففي العيساوية اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خمسة شبّان بعد اقتحامها البلدة في القدس المحتلّة.
وذكرت «وفا» أن أهالي البلدة تصدّوا للقوات الإسرائيلية، وفي الإثر تمّ استدعاء مركبة المياه العادمة، قبل أنْ يطلق المستعربون النّار على شابّ فلسطيني حيثُ جرى اعتقاله بطريقة وحشيّة.
وفي الضفة الغربية، أصيب شابان فلسطينيان بالرصاص خلال التصدي لقوات الاحتلال في بلدة عقابا شمال طوباس، وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن شاباً أصيب بجراح متوسطة في منطقتي الكتف والفخذ، ونقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
بينما احتجزت قوات الاحتلال شاباً آخر لعدة ساعات في حاجز الجلمة العسكري، قبل أن ينقله الهلال الأحمر الفلسطيني إلى المستشفى.
وفي سياق مواز أطلق مقاومون النّار باتّجاه مستوطنة «كرمي تسور» المقامة على أراضي بيت أمر شمال الخليل، وفي جنين، وقعت اشتباكات مسلحة بين مقاومين وقوات للاحتلال حاولت اقتحام بلدة الزبابدة من دون وقوع إصابات.
إلى ذلك اقتحم عشرات المستوطنين، أمس الاثنين، باحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال.
وذكرت «وفا» أن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى، من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية، تركزت في الجزء الشرقي منه، وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته، تحت حراسة شرطة الاحتلال.