موسكو وبكين جددتا رفضهما الهيمنة الأميركية.. وواشنطن اعترفت بتهيئة أوكرانيا للقتال منذ 2014 … بوتين يقدم للدوما مسودة قرار حول الخروج من اتفاقية مكافحة الفساد الأوروبية
| وكالات
قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نواب مجلس الدوما الروسي مشروع وثيقة حول خروج روسيا من الاتفاقية الأوروبية حول المسؤولية الجنائية عن الفساد، فيما أكدت موسكو أن إمدادات الأسلحة الغربية لأوكرانيا لن تكون قادرة على تغيير أي شيء، مؤكدة أنها ليست في حالة حرب مع أوكرانيا، ولا يمكن للروس أن يكرهوا الأوكرانيين العاديين، ونفت مزاعم بشأن إطلاق موجة جديدة من التعبئة الجزئية في البلاد.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أشار مشروع الوثيقة إلى أنه تم توقيع الاتفاقية في مدينة ستراسبورغ في 27 كانون الثاني 1999، وكان رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين قد وافق في نهاية كانون الأول الماضي على اقتراح للخروج من الاتفاقية.
ووفقا لمذكرة توضيحية فإن القرار جاء بعد أن أوقفت لجنة وزراء مجلس أوروبا العضوية الكاملة لروسيا في مجموعة الدول المناهضة للفساد «GRECO»، ويعني ذلك أن روسيا فقدت حق التصويت ولا يمكنها المشاركة في مناقشة التقارير.
وجاء في نص الوثيقة التي قدمها بوتين: نظراً لعدم قبول روسيا لمثل هذه الشروط، وكذلك من أجل اتخاذ تدابير تهدف إلى منع المعاملة التمييزية في إطار آليات تقييم مجموعة الدول المناهضة للفساد «GRECO»، يُقترح الانسحاب من الاتفاقية وإنهاء مشاركة روسيا في «GRECO».
وفي منتصف آذار الماضي قررت لجنة وزراء مجلس أوروبا وقف عضوية روسيا في المجموعة اعتباراً من تاريخ 16 آذار 2022.
من جانب آخر أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن إمداد أوكرانيا بالسلاح الغربي لن يكون قادراً على تغيير أي شيء، لأنه لن يعطل تحقيق أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية دونباس.
ونقلت «سبوتنيك» عن بيسكوف قوله أمس تعليقاً على قرار فرنسا تزويد أوكرانيا بمعدات عسكرية: ليس من المنطقي الحديث فقط عن القرار الفرنسي، نحن نعلم أن أوروبا الجماعية وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة ضخت بالفعل عشرات المليارات من الدولارات إلى أوكرانيا من خلال إمدادات الأسلحة، مشدداً على أن عمليات التسليم هذه يمكن أن تزيد الألم على الشعب الأوكراني، وتطيل من معاناته لكنها لا تستطيع حل أي شيء من حيث المبدأ فهي ليست قادرة على تعطيل تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة.
وأعلن مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء الماضي أن بلاده ستسلم دبابات قتالية خفيفة إلى أوكرانيا، ما يجعلها أول دولة ترسل مثل هذه المركبات القتالية المدرعة ذات التصميم الغربي إلى كييف.
من جهة ثانية نفى بيسكوف المزاعم بشأن إطلاق موجة جديدة من التعبئة الجزئية للجيش الروسي، ودعا إلى عدم المبالغة في إيلاء أهمية لمثل هذه الأخبار، مؤكداً أن السلطات الروسية تظل المصدر الرئيسي للمعلومات.
في غضون ذلك أكد أمين مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف، أن روسيا ليست في حالة حرب مع أوكرانيا، ولا يمكن للروس أن يكرهوا الأوكرانيين العاديين.
وقال باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «أرغومنتي أي فاكتي»: لسنا في حالة حرب مع أوكرانيا، لأنه من حيث المبدأ لا يمكن أن يكون لدينا كراهية للأوكرانيين العاديين.
وفي سياق منفصل جددت روسيا والصين رفضهما سياسة الولايات المتحدة وأتباعها، وخاصة محاولة فرض الهيمنة في الشؤون العالمية.
وقالت الخارجية الروسية في بيان أمس: إن اتصالاً هاتفياً جرى بين وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ووزير الخارجية الصيني الجديد تشين جانغ، عبرا خلاله عن رفض بلديهما لاستفزازات المجابهة التي تعتمدها واشنطن ضد روسيا والصين، والتدخل في شؤونهما الداخلية ومحاولات الغرب لكبح تطور البلدين عن طريق فرض العقوبات، وغيرها من الوسائل اللاشرعية.
ورحب الوزيران بالوتيرة العالية لتطوير الحوار السياسي والتعاون العملي بين البلدين، كما تم التأكيد على وحدة مواقف موسكو وبكين إزاء القضايا الأساسية للتطور العالمي.
من جانب آخر كشف القائد العام لقوة الاستطلاع البحرية الأميركية الثالثة والقوات البحرية في اليابان جيمس بيرمان، أن القوات المسلحة الأميركية واليابانية تعملان على دمج هيكل قيادتهما بسرعة، وتوسيع نطاق العمليات المشتركة، بينما تستعد واشنطن وحلفاؤها الآسيويون لصراع محتمل مع الصين مثل الحرب على تايوان.
وخلال مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز»: شهد الجيشان زيادات هائلة خلال العام الماضي فقط في عملياتهما على الأراضي التي سيتعين عليهما الدفاع عنها في حالة نشوب حرب، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها في آسيا يقومون بمحاكاة الأسس التي مكنت الدول الغربية من دعم «مقاومة أوكرانيا لروسيا» في الاستعداد لسيناريوهات مثل «الهجوم الصيني على تايوان» موضحاً أن هذا الاستعداد شمل تدريب الأوكرانيين، والتخزين المسبق للإمدادات، وتحديد المواقع التي يمكن للغرب من خلالها تقديم الدعم، واستدامة العمليات، على حد وصفه.
وأردف بيرمان: نسمي ذلك إعداد المسرح، ونقوم بإعداد المسرح في اليابان، في الفلبين، وفي أماكن أخرى، تعمل اليابان والفلبين أيضاً على تكثيف التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة في مواجهة الصعود الصيني.