الأولى

على خلفية تقارب أنقرة من دمشق ووضع افتتاح «M4» في مقدمة مطالب الأخيرة … مسلحو جبل الزاوية بإدلب يترقبون قطار «التسويات» مع الدولة السورية

| حلب - خالد زنكلو

بينت مصادر معارضة مقربة من مسلحي ميليشيات إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، أن هؤلاء المسلحين باتوا على يقين بأن قطار «التسويات» مع الدولة السورية سيمر حتماً بمحطة مناطق سيطرتهم، على خلفية تقارب أنقرة من دمشق وسعيها لرفع مستوى المفاوضات الأمنية والدفاعية إلى السياسية مدفوعة باعتبارات ومتطلبات داخلية وخارجية.

وكشفت المصادر نقلاً عن متزعمي المسلحين في جبل الزاوية لـ«الوطن»، أن لديهم معلومات مؤكدة عن تناول اجتماع موسكو الأخير، الذي جمع وزراء دفاع سورية وتركيا وروسيا، مسألة وضع الطرق الدولية في الخدمة وتسليم طريق عام حلب- اللاذقية، من مقطعه الذي يصل سراقب شرق إدلب بتل حور شمال اللاذقية، والمعروفة بطريق «M4» للحكومة السورية، وبالتالي إخلاء المناطق الواقعة جنوب الطريق من أي تواجد للمسلحين.

وقالت: إن إدارة أردوغان موافقة على تلبية مطلب دمشق وموسكو بفتح «M4» أمام حركة المرور والترانزيت، بعد تأخر تسليمه للحكومة السورية لنحو ٣٤ شهراً بموجب «اتفاق موسكو» التركي الروسي الموقع في ٥ آذار ٢٠٢٠، ولذلك فإن تطهير المنطقة من المسلحين في محيط الطريق الدولية بعمق ٦ كيلو مترات من الجانبين وتلك الواقعة إلى الجنوب منه والمارة بجبل الزاوية ومدينتي أريحا وجسر الشغور، مسألة وقت لا أكثر، وعليهم الاستعداد لمرحلة «التسويات» على طريقة درعا أو طريقة مراكز التسوية التي افتتحتها الدولة السورية في مناطق سيطرتها بريف إدلب الجنوبي.

المصادر ذكرت أن متزعمين في ما تسمى «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر ميليشيات شكلتها إدارة أردوغان في إدلب والتي تتقاسم السيطرة في المحافظة مع تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وواجهته الحالية «هيئة تحرير الشام»، التقوا في تشرين الأول الماضي أحد أعضاء ما تسمى «هيئة التفاوض» السورية وقائد اللواء الثامن المدعوم من روسيا في الجنوب السوري أحمد العودة، للبحث في إمكانية نقل تجربة التسويات التي جرى تطبيقها في الجنوب السوري إلى الجزء الشمالي والشمالي الغربي من البلاد، وبطلب من إدارة أردوغان التي التقت بالعودة قبل ذلك للهدف ذاته، الأمر الذي أثار استياء «النصرة»، وذلك في ظل الحديث عن رغبة إدارة أردوغان في إنجاز مصالحة شاملة مع القيادة السورية.

دفع ذلك تنظيم «النصرة» إلى زيادة خروقاته لوقف إطلاق النار في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب، سواء جنوب وشرق المحافظة أم بريف حلب الغربي وسهل الغاب شمال حماة، مع رفع مستوى العمليات «الانغماسية» وعمليات التسلل التي أحبطها الجيش العربي السوري بكاملها، بالإضافة إلى تحريض وإجبار السكان على الخروج بتظاهرات منددة بالتطبيع بين إدارة أردوغان والقيادة السورية، بهدف إثبات وجوده وفرض نفسه في أي عملية تسوية مستقبلية للمنطقة، وذلك حسبما يرتئيه متزعمها أبو محمد الجولاني، الذي بدا أنه يتناغم مع موقف واشنطن الرافض للتطبيع بين أنقرة ودمشق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن