نقص حوامل الطاقة يوقف العمل في المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر … مسؤول التنمية في المحافظة لـ«الوطن»: تحول المشاريع من مستقرة إلى خاسرة
| السويداء -عبير صيموعة
نداء استغاثة أطلقها أصحاب المشاريع الصغيرة والمشاريع متناهية الصغر على ساحة المحافظة والتي تنطوي ضمنها فعاليات صناعة الخبز العربي وصناعة مشتقات الحليب من ألبان وأجبان ووحدات صناعة الأكلات الشعبية وغيرها من الفعاليات بضرورة تأمين المحروقات ومشتقاتها وخاصة مادة الغاز الصناعي ليتسنى لهم الاستمرار بعجلة العمل ضمن تلك المشاريع فيما أكد كثيرون توقفهم عن العمل والاضطرار إلى بيع معدات مشاريعهم رغم أنها المصدر الوحيد لرزقهم ما أبقاهم دون أي مدخول في ظل الوضع الاقتصادي الخانق الذي جعلهم جميعاً في حالة عوز وما دون خط الفقر.
وأكد أصحاب تلك المشاريع التنموية وخاصة المشاريع الممولة من قبل الأمانة السورية للتنمية لـ«الوطن» أن مشاريعهم كانت بمنزلة الفرصة الوحيدة لتوفير مصدر دخل ثابت لهم بحيث تؤمن لهم قوت العيش وتكفيهم شر الحاجة إلا أنه وأمام الارتفاع الكبير بأسعار المحروقات وخاصة أسطوانات الغاز فضلا عن شح الكميات المؤمنة منها وانعدامها في الأشهر الأخيرة أدى إلى توقف عجلة الإنتاج وبالتالي فقدانهم مصدر رزقهم الوحيد.
وناشدوا الجهات المعنية بضرورة توفير الحد الأدنى من مادة الغاز أو المازوت لاستمرار عمل ما تبقى من تلك المشاريع مع عجز الجميع عن تسديد قروض مشاريعهم التي تم استجرارها مستغربين سلبية الجهات المسؤولة عن تلك المشاريع في التعاطي مع مطالبهم.
بدوره مسؤول السلف واللجان في مكتب التنمية المحلية بمحافظة السويداء وليد الحمود أكد لـ«الوطن» أن عجز الجهات المعنية عن تأمين حوامل الطاقة لكل المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر سواء المقام منها من قبل مبادرات الجمعيات الأهلية أم الممولة من قبل مشروعي لدى الأمانة السورية للتنمية أدى إلى توقف أكثر من 90 بالمئة من تلك المشاريع الأمر الذي حرم آلاف الأسر من مصدر دخل دائم وأدى بالضرورة إلى إبقائها في عوز وفقر شديد ضمن الظروف الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالبلد الأمر الذي أدى إلى منعكس اجتماعي خطير على تلك الأسر وفاقم من فقرها وحاجتها فضلا عن عجزها عن تسديد القروض والسلف التي تم تقديمها لتلك المشاريع وخاصة السلف التنموية الممولة من قبل الأمانة السورية للتنمية لأكثر من 18 ألف أسرة على ساحة المحافظة.
وأوضح الحمود بالقول إن العملية التنموية اليوم مع الأسف هي في حالة الموت السريري موضحاً أن الحصار الاقتصادي وعدم رسم خريطة تنموية أفقد كل ما أنجز زهوته فتحولت المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة من مشاريع منتجة ومستقرة لأصحابها إلى مشاريع خاسرة ومهددة بالمبيع سواء الزراعي أم الحيواني أو الحرفي مؤكداً الحاجة إلى دعمها بوسائل الإنتاج وخصوصاً المحروقات ومشتقاتها وأن تكون للمشاريع التنموية الحقيقية أولوية متسائلا كيف لنا أن نشجع المواطن على الإنتاج وهو غير قادر على زراعة أرضه بسبب غلاء تكاليف الإنتاج وكيف لنا أن نشجعه وهو مهدد بالكوارث الطبيعية والبشرية وكيف للحرفي الصغير كمخبز أو مطعم أو ألبان وأجبان أن ينتج والعامل الأساسي للإنتاج وهو الغاز غير متوفر له بشكل انسيابي وبأسعار منطقية فكيف ندفعه للعمل ولا نؤمن له الوسيلة لذلك.
وبين الحمود الحاجة إلى رسم خريطة تنموية حقيقية للمحافظة واستدلال رسمي يحدد الاحتياج الفعلي وأن تكون القرارات الناظمة لعملية التوزيع تأخذ بأولوياتها هذا الاستدلال لأن العملية التنموية اليوم بحاجة إلى جرأة ومسؤولية وخبراء لأن الوضع بات كارثياً وينذر بواقع اجتماعي خطير بات الفقر والعوز عنوانه الأساسي.