بريطانيا صعدت سياساتها العدائية وتدرس تزويد كييف بدبابات قتالية … موسكو: سنواصل تطوير الدرع النووي والحفاظ على جاهزيته لأنه الضامن لسيادتنا
| وكالات
أعلنت موسكو أمس الثلاثاء أن اكتفاءها الذاتي الذي حققته يزعج الغرب الذي يسعى إلى تقسيمها وتقطيع أوصالها، لافتة إلى أن تطور علاقاتها مع آسيا يمثل كابوساً سياسياً واقتصادياً بالنسبة للغرب الذي يلتزم بسياسة مناهضة لها، مشيرة إلى أنها ستوسع ترسانة أسلحتها الهجومية، وستواصل تطوير الدرع النووي باعتباره الضامن الرئيس لسيادتها وسلامة أراضيها.
وفي حين دعت شخصيات تشيكية الدول الأوروبية لوقف تأجيج الحرب بأوكرانيا، واصل الغرب التصعيد الهادف لتأجيج الأوضاع في أوكرانيا في تسجيل خطوات عدائية بإرسال المزيد من الأسلحة لنظام كييف من قبل واشنطن وبريطانيا.
وفي التفاصيل أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن الاكتفاء الذاتي الذي حققته روسيا يزعج الغرب الذي يسعى إلى تقسيمها وتقطيع أوصالها.
وحسب موقع «روسيا اليوم» قال باتروشيف خلال مقابلة مع صحيفة «أرغومينتي أي فاكتي» الروسية: الغرب يريد محو روسيا من خريطة العالم، وهذا ما نشهده من خلال الحرب في أوكرانيا والمواجهة المباشرة فيها مع حلف الناتو، مضيفاً: إن روسيا تعزز جيشها القوي والاستخبارات لتحييد التهديدات العسكرية المتصاعدة.
وأشار باتروشيف إلى أن الانسحاب المفاجئ للولايات المتحدة من أفغانستان يرجع إلى حد كبير للتركيز على أوكرانيا، وقال: مع هذا الانسحاب كان العمل يسير على إعداد نظام كييف لأعمال هجومية مناهضة لروسيا، وهذا ما أكده وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن الذي قال إنه لو لم يغادر الجيش الأميركي أفغانستان لما تمكنت واشنطن من تخصيص الأموال لأوكرانيا.
وأضاف باتروشيف: جزء من المعدات التي تم سحبها من الأراضي الأفغانية تم نقلها إلى أوروبا، وخاصة بولندا ما سمح للأوروبيين بتنفيذ عسكرة نظام كييف، مشدداً على أن الوجود الأميركي في أفغانستان لم يكن حرباً ضد الإرهاب، بل لإنشاء مخططات فساد بملايين الدولارات وزيادة مضاعفة إنتاج المخدرات.
وفي سياق آخر اعتبر باتروشيف أن الوضع في العالم معقد للغاية ومضطرب، معرباً عن أمله بحدوث تغييرات إيجابية في عام 2023.
في غضون ذلك أكد نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودنكو أن تطور العلاقات بين روسيا وآسيا يمثل كابوساً سياسياً واقتصادياً بالنسبة للغرب الذي يلتزم بسياسة مناهضة لروسيا.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن رودنكو قوله في تصريح: إن الكابوس السياسي والاقتصادي الرئيس للغرب كجزء من خطه الإستراتيجي المناهض لروسيا هو تطوير علاقاتنا ديناميكياً مع دول آسيا، مضيفاً: إن العالم الحديث لا يريد اتباع قواعد اللعبة التي يفرضها الغرب، والدول ذات التوجه الإيجابي ليست في عجلة من أمرها للدخول في تحالفات مغلقة جديدة.
وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي أن الدول ذات التوجه الإيجابي لا تنوي إنفاق مواردها على المخططات والطموحات الجيوسياسية والجغرافيا الاقتصادية للولايات المتحدة وحلفائها، مشيراً إلى أن الدول الآسيوية تسترشد بمبادئ رفاهية وازدهار الشعوب وليس التنافس الجيوسياسي.
من جانب آخر أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن بلاده ستوسع ترسانة أسلحتها الهجومية، وستواصل تطوير الدرع النووي باعتباره الضامن الرئيس لسيادتها وسلامة أراضيها.
وقال شويغو خلال اجتماع مع قيادات الجيش الروسي أمس: سنواصل تطوير الدرع النووي والحفاظ على جاهزيته القتالية لأنه كان ولا يزال الضامن الرئيس لسيادة دولتنا وسلامة أراضيها، مضيفاً: إن القوات المسلحة الروسية ستقوم كذلك بتوسيع ترسانة الأسلحة الهجومية الحديثة خلال العام الجاري.
وأوضح شويغو أن هناك ضرورة لتطوير وتحسين المعدات والتجهيزات العسكرية وتطوير نظام القيادة والاتصالات للقوات المسلحة الروسية باستخدام التكنولوجيا، وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتكون في أعلى مستوى.
ولفت شويغو إلى أنه سيتم العمل أيضاً على زيادة القدرات القتالية للقوات الجوية سواء من حيث تشغيل المقاتلات والقاذفات في منطقة تشغيل أنظمة الدفاع الجوي الحديثة أم من حيث تحسين المسيرات.
وأشار شويغو إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حدد مهام ذات أولوية قصوى للوزارة وأهمها اتخاذ تدابير شاملة لرفع مستوى القوات المسلحة نوعياً وزيادة قدراتها القتالية.
بدورها دعت شخصيات سياسية وثقافية واجتماعية تشيكية حكومة بلادها والدول الأوروبية إلى التوقف عن تأجيج الحرب في أوكرانيا، عبر إرسال الأسلحة إليها وفرض العقوبات على روسيا.
وقالت الشخصيات في عريضة وجهتها لهذه الحكومات ووقع عليها العشرات، ومن بينهم وزير الخارجية التشيكي السابق يان كافان والصحفي ماتييه ستروبيتسكي والباحث العلمي البروفيسور فاتسلاف هورجيتشي: إن العقوبات الغربية التي فُرضت على روسيا لم تحقق هدفها، بل أضرت بالدول الأوروبية وشعوبها، ولهذا يجب التوقف عن دعم الحرب في أوكرانيا والعمل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ومن ثم بذل الجهود السياسية للتوصل إلى حل سلمي عادل للأزمة القائمة.
وحذرت الشخصيات من أن الأوضاع الجارية على الأراضي الأوكرانية خطرها يتجاوز جميع التداعيات الاقتصادية الحالية للحرب، منبهة من خطر نشوب صراع نووي محتمل ستكون تداعياته كارثية على العالم بأسره.
يأتي ذلك في حين يستمر التصعيد الغربي الهادف لتأجيج الأوضاع في أوكرانيا في تسجيل خطوات عدائية بإرسال المزيد من الأسلحة لنظام كييف، حيث إن بريطانيا تدرس تزويد أوكرانيا بدبابات قتالية من طراز «تشالنجر 2»، وذلك في اتجاه موازٍ لتحرك أميركي يهدف إلى إرسال مركبات قتالية مدرعة من طراز «سترايكر» إلى هناك.
ونقلت «سكاي نيوز» عن مصدر غربي لم تكشف هويته قوله: إن المناقشات جارية منذ أسابيع قليلة بشأن تسليم الدبابة القتالية الرئيسة للجيش البريطاني «تشالنجر 2» إلى أوكرانيا.
واعتبرت الشبكة الإخبارية أن مثل هذا التحرك الجديد من قبل لندن يعتبر تصعيداً ملحوظاً في الدعم الغربي لكييف، ويمكن أن يدفع آخرين في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، ولاسيما ألمانيا إلى السير في الاتجاه ذاته، وتقديم دبابات قتالية إلى أوكرانيا.
ووفقاً للتقارير فإن بريطانيا يمكن أن تزود كييف بـ10 دبابات «تشالنجر 2»، ما يكفي لتسليح فرقة عسكرية في حين اعتبر المصدر الغربي الذي نقلت «سكاي نيوز» عنه أن هذه الخطوة لن تحدث تغييرات كبيرة، لكنها ستظل تحركاً ملحوظاً.
وفي السياق ذاته وبعد يوم واحد من إعلان نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لورا كوبر عن عزم الولايات المتحدة تزويد كييف بـ4000 صاروخ من طراز «زوني» التي يمكن تركيبها على المروحيات كشفت صحيفة «بولتيكو» الأميركية أمس أن واشنطن تدرس إرسال عربات مدرعة قتالية من طراز «سترايكر» كجزء من الأسلحة العسكرية الجديدة المرسلة لأوكرانيا.
يأتي ذلك في أعقاب إعلان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي أنها سترسل 50 مركبة قتالية من طراز «برادلي» القادرة على حمل مدفع آلي ورشاش وصواريخ «تاو» إلى كييف.
ولم يجد المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس حرجاً في الإعلان صراحة عن هدف بلاده بما سماه «تغيير الديناميكيات الحالية للأزمة في أوكرانيا عبر تزويد كييف بالأسلحة العسكرية، بما فيها المركبات المدرعة وأنظمة الدفاع الجوي».