محاولات إرهابيي «القاعدة» لإشعال الشمال تتجدد … الجيش يحبط محاولة تسلل لـ«النصرة» غرب حلب ويقتل ويجرح العشرات
| حلب - خالد زنكلو
عادت السخونة مجدداً إلى جبهات الشمال وأحبط الجيش العربي السوري أمس، محاولة تسلل نفذها مسلحون من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في ريف حلب الغربي، وقتل وجرح أكثر من 20 إرهابياً.
مصدر ميداني في ريف حلب الغربي صرح لـ«الوطن»، بأن وحدات الجيش العربي السوري المتمركزة في المنطقة أفشلت فجر أمس محاولة تسلل للإرهابيين المنضوين في ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي يقودها تنظيم «النصرة» الذي يتخذ من «هيئة تحرير الشام» واجهة له، وذلك في محور بلدة بسرطون.
وأكد المصدر مقتل وجرح أكثر من 20 إرهابياً من «النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» الإرهابي خلال عملية التسلل، وأشار إلى أن وحدات الجيش كانت متيقظة للعملية وتعاملت مع الإرهابيين بالوسائط النارية المناسبة التي لاحقت الفارين منهم إلى خطوطهم الخلفية في ريف حلب الغربي ودمرت الآليات العسكرية التي كانت تقلهم.
ولفت إلى أن عملية التسلل تلك عبر محور بسرطون هي الثانية منذ 21 الشهر الماضي والثالثة في غضون الشهرين الفائتين، وجدد تأكيده أن جميع محاولات تسلل مسلحي «النصرة» في ريف حلب الغربي أحبطها الجيش العربي السوري بشكل كامل ولقن الإرهابيين فيها درساً لا ينسى بعد قتل وجرح أعداد كبيرة منهم وتدمير عتادهم العسكري.
ومنذ إعلان مسؤولي إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نيتهم تحقيق مصالحة مع القيادة السورية، زاد عدد خروقات مسلحي «النصرة» لوقف إطلاق النار في منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، وارتفع منسوبها بشكل كبير في الآونة الأخيرة عقب تصاعد مؤشرات وخطوات تقارب أنقرة من دمشق.
وعبر متزعم الفرع السوري لـ«القاعدة» الإرهابي المدعو أبو محمد الجولاني صراحة عن رفضه المصالحة بين البلدين وتوعد بتصعيد الأعمال القتالية ضد الجيش العربي السوري في جبهات القتال بحلب وإدلب وحماة، ومنها العمليات «الانغماسية» التي انعكست وبالاً على مسلحيه.
في قطاع إدلب من منطقة «خفض التصعيد» ذكر مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش دك بالمدفعية الثقيلة مواقع للإرهابيين في الفطيرة وكفرعويد وسفوهن وفليفل والرويحة وبينين ومجدليا بمنطقة جبل الزاوية بريف المحافظة الجنوبي.
وأوضح أن استهداف الجيش للإرهابيين كان رداً على اعتداءاتهم المتكررة على نقاط عسكرية بمحاور ريف إدلب الشرقي، بقذائف صاروخية بخرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار بمنطقة «خفض التصعيد».
ميدانياً أيضاً، سيطر الهدوء الحذر أمس على طول خطوط تماس جبهات القتال في أرياف محافظات حلب والرقة والحسكة، التي تفصل مناطق الاحتلال التركي عن مناطق نفوذ «قسد» شمال وشمال شرق البلاد.
وقالت مصادر أهلية بالقرب من خطوط التماس لـ«الوطن»: إن يوم أمس سجل أدنى عدد من الاعتداءات لجيش الاحتلال التركي باتجاه مواقع «قسد» منذ إطلاق الأول عملية «المخلب- السيف» في 20 تشرين الثاني الماضي لاحتلال مناطق بعمق 30 كيلو متراً داخل الشريط الحدودي السوري تهيمن عليها الثانية.
وذكرت المصادر، أن القصف بالأسلحة الثقيلة من جيش الاحتلال التركي، اقتصر فقط على بعض نقاط «قسد» في محيط تل رفعت بريف حلب الشمالي وعلى تخوم طريق عام حلب الحسكة، المعروفة بطريق «M4»، في مقطعيها المارين من ناحية عين عيسى شمال الرقة وتل تمر شمال غرب الحسكة.
وأوضحت، أن القصف المتقطع لجيش الاحتلال لم يسجل إصابات بشرية في صفوف المدنيين وإنما أضرار مادية في ممتلكاتهم، ولاسيما بالقرب من تل رفعت التي أصبحت مأوى للفارين من القصف التركي في القرى والبلدات القريبة من خطوط تماس منطقة عفرين.