«التنسيقي» أكد أن الضغوط الأميركية لن تؤثر في علاقات العراق مع إيران … السوداني: لن نكون طرفاً في سياسة المحاور ونعتمد مبدأ العلاقات المتوازنة مع دول الجوار
| وكالات
أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس الأربعاء، أن علاقة العراق مع إيران تاريخية، وأن بلاده لن تكون طرفاً في سياسة المحاور في المنطقة والعالم وتعتمد مبدأ العلاقات المتوازنة مع دول الجوار، فيما أوضح «الإطار التنسيقي» أن الضغوط الأميركية لن تؤثر في علاقة العراق مع إيران، مشيراً إلى أن تلك الضغوط تهدف إلى الضغط على طهران بشكل غير مباشر.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن السوداني قوله، أمس لصحيفة «بيلد» الألمانية: إن علاقات بلاده مع إیران تاريخية وقائمة على قواسم مشتركة، ثقافية ودينية واجتماعية.
وقال السوداني: «تربطنا حدود تمتد لأكثر من 1200 كيلومتر وهناك مشتركات ثقافية ودينية واجتماعية، إضافة إلى أن إيران داعمة للعملية السياسية منذ التغيير عام 2003 وساعدت العراق في حربه على عصابات داعش الإرهابية والعلاقة إيجابية وضمن إدارة التعاون والدعم بعيداً عن التدخل في الشأن الداخلي».
وحول علاقات العراق الإقليمية، أوضح أن بلاده لن تكون طرفاً في سياسة المحاور في المنطقة والعالم وتعتمد مبدأ العلاقات المتوازنة مع دول الجوار، مشيراً إلى أن العراق تبنى أيضاً مبادرات لتقريب وجهات النظر بين إيران والدول العربية، مؤكداً أن من مصلحة العراق خفض التوترات وتقريب وجهات النظر لأن من شأن ذلك أن ينعكس على أمنه وأمن المنطقة إيجاباً.
في السياق نقلت «سبوتنيك» عن القيادي العراقي في الإطار التنسيقي وعضو البرلمان السابق حسن فدعم الجنابي قوله، إن السياسة التي اتبعتها الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط لم تكن ناجحة ولم تعد مجدية، بعد كل الأزمات الكبيرة التي خُلقت في هذه المنطقة.
وأوضح أن تركيبة الشرق الأوسط، وتقاطع المصالح فيما بين الدول النافذة، وبروز قطب جديد ومهم يتمثل في روسيا والصين وإيران، كلها متغيرات حقيقية، ويجب أن تدركها واشنطن وتتعاطى معها، بل تدفعها إلى التراجع عن كل هذه الخطوات الفاشلة التي تقوم بها في الشرق الأوسط.
ولفت إلى أن المصارف التي سيتم حجبها وفرض عقوبات عليها من البنك الفيدرالي الأميركي وليست لها تعاملات مباشرة مع السلطات الإيرانية، هي مصارف عراقية تتعامل مع استيراد العملة كما كل البنوك، بيد أن واشنطن تستخدم ورقة الدولار وسيلة للضغط على حكومة السوداني في العراق.
وشدد الجنابي على أن الضغوط الأميركية على العراق تهدف إلى الضغط على إيران بشكل غير مباشر، حيث تستخدم واشنطن كل وسائل الضغط من أجل التأثير فيها المفاوضات الإيرانية- الأميركية المتعلقة بالملف النووي، وتعتقد أن حكومة السوداني قريبة في ولائها وتوجهاتها من طهران، باعتبارها مشكّلة من الإطار التنسيقي.
وحسب الجنابي، فإن واحدة من وسائل الضغط على مباحثاتها مع إيران تتمثل في إضعاف وإخضاع الحكومة العراقية والتلويح بالتأثير فيها وفي مسيرتها، بيد أن هذه السياسة غير صحيحة ولا يمكنها النجاح، لافتاً إلى ضرورة أن تتبنى الولايات المتحدة الأميركية علاقات متوازنة مع العراق تدعم حكومته، باعتبار أن العراق يمثل مركزاً مهماً في الشرق الأوسط، لا سيما في ظل أزمة الطاقة والغذاء التي يعيش فيها العالم الآن.
وعن إمكانية نجاح هذه الضغوط في تخريب العلاقات العراقية- الإيرانية، لم يجد الجنابي في السياسة الأميركية أي منفعة يمكن تحقيقها لواشنطن، مؤكداً أن العلاقات ما بين بغداد وطهران ليست مرتكزة على الجانب الاقتصادي فقط، فهناك 1300 كيلومتر من الحدود بين العراق وإيران، ولا يمكن التنازل عن هذه المساحة الكبيرة تحت أي ضغوط.
في سياق متصل انتقد النائب السابق جاسم محمد جعفر استغلال أميركا للدولار باعتباره سلاحاً بيدها ضد الدول التي تروم معاقبتها أو فرض الضغوط عليها، لافتاً إلى أن واشنطن تعتبر الدولار مثل «السوط» بيدها تستخدمه ضد خصومها.
ونقلت وكالة «المعلومة» عن البياتي أن «أميركا استخدمت الدولار سوطاً سياسياً لضرب بعض خصومها مثلما فعلت في روسيا وسورية ولبنان وبعض الدول الأخرى من خلال فرض العقوبات عليها».