تحرير بودغورودنوي بالقرب من سوليدار.. وموسكو: واشنطن متورطة في أوكرانيا … بوتين: روسيا ستزيد من قدرتها الدفاعية وسيناريوهات خصومنا السلبية لم تتحقق
| وكالات
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا ستزيد من قدراتها الدفاعية وتضمن أمن العمليات وستواصل تنفيذ البرامج الاجتماعية الواسعة النطاق، فيما أكدت موسكو أنه لا توجد آفاق لعقد مفاوضات سلام مع أوكرانيا، وأن تدريب أميركا قوات نظام كييف على تشغيل أنظمة «باتريوت» يؤكد تورطها في الأزمة الأوكرانية.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أضاف بوتين خلال اجتماعه مع أعضاء الحكومة الروسية، أمس الأربعاء: أؤكد أننا نضمن بشكل موثوق أمن ومصالح البلاد، وسنزيد من قدرتنا الدفاعية وفي الوقت نفسه سنواصل تنفيذ البرامج والخطط الاجتماعية والاقتصادية على نطاق واسع.
ووقع بوتين في تشرين الأول 2022 مرسوماً بشأن إنشاء مجلس تنسيقي تابع للحكومة لتلبية احتياجات القوات المسلحة الروسية والقوات الأخرى والتشكيلات والهيئات العسكرية.
من جانب آخر قال بوتين: إن أياً من السيناريوهات السلبية التي توقعها خصوم روسيا للبلاد لم تتحقق: «لم يحدث شيء في 2022 توقعه خصمنا لنا».
وشكر بوتين الحكومة الروسية على أدائها في عام 2022، مشيراً إلى أنها كانت مستعدة لكل التحديات، معتبراً أن ذلك حدث «بفضل مواطني روسيا في المقام الأول، ورباطة جأشهم، ورباطة جأشنا واستعدادنا للتحديات، والاستعداد للعمل في ظروف صعبة، أخيراً وليس آخراً، كان هذا نتيجة عمل الحكومة».
وكلف بوتين وزير الصناعة والتجارة العمل مع وزارة الدفاع على مسألة التزويد بالطائرات ومعرفة الأعداد اللازمة من الطائرات الحربية والمدنية.
بدوره أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أنه لا توجد آفاق لعقد مفاوضات سلام مع أوكرانيا، لأن القانون في كييف يحظر إجراء حوار مع روسيا، كما أن الغرب لا يسمح لكييف بإبداء المرونة.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن بيسكوف قوله في تصريحات صحفية أمس: إن روسيا مستعدة دائماً لحل المشكلات من خلال المفاوضات، وقال الرئيس بوتين مراراً وتكراراً إننا ما زلنا مستعدين لذلك.
وأضاف بيسكوف: «إن تحقيق أهدافنا بالوسائل السلمية والسياسية والدبلوماسية هو الخيار المفضل لدينا، ولكن يمكن القول إنه لا توجد حالياً احتمالات لعقد مفاوضات بسبب قوانين أوكرانيا التي تحظر على رئيسها إجراء أي اتصالات معنا، أو إجراء نوع من الحوار معنا، فيما يميل الغربيون إلى عدم السماح لكييف بأي مرونة في هذا الشأن».
وتعليقاً على التقارير الإعلامية التي أفادت بأن حجم المساعدة العسكرية الغربية لأوكرانيا منذ بداية العملية الخاصة يعادل تقريباً ميزانية الدفاع الروسية، قال بيسكوف: توجد أصوات رصينة إلى حد ما في الغرب مهتمة بكفاءة إنفاق هذه الأموال في أوكرانيا، معتبراً أن تدفق الأموال إلى أوكرانيا لم يتم استثماره كما يريد الغرب الذي يتزايد غضبه من جراء ذلك.
وأفاد بيسكوف قبل أيام بأن دول أوروبا وحلف شمال الأطلسي «الناتو» دعمت أوكرانيا بأسلحة تقدر أثمانها بعشرات المليارات من الدولارات، وأكد أن إمداد الغرب لقوات كييف بالأسلحة لن يغير من مسار الصراع، ولن يمنع روسيا من تحقيق أهدافها في عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وبخصوص نية مجموعة السبع وضع سقفين مختلفين لأسعار المنتجات النفطية الروسية المكررة، وذلك في إطار محاولات الغرب تقليص إيرادات الميزانية الروسية، أكد بيسكوف أن بلاده ستبذل قصارى جهدها لضمان مصالحها في سوق الطاقة، وسيتم الرد على جميع الإجراءات التقييدية.
وأفادت وسائل إعلام في وقت سابق بأن دول مجموعة السبع تخطط لتطبيق سقفين مختلفين على أسعار المنتجات النفطية الروسية المكررة.
وفي الخامس من الشهر الماضي، دخلت العقوبات الغربية على النفط الروسي حيز التنفيذ، حيث توقف الاتحاد الأوروبي عن شراء النفط الروسي عبر البحر، وفرضت دول مجموعة السبع وأستراليا والاتحاد الأوروبي سقفاً على سعر البرميل الروسي عند 60 دولاراً، وتم حظر نقل أو تقديم خدمات التأمين للشحنات التي يزيد سعرها على هذا المستوى.
فيما ردت موسكو على وضع سقف لسعر برميلها بحظر توريد النفط للجهات التي تنص العقود المبرمة معها بشكل مباشر أو غير مباشر على استخدام آلية تحديد سقف للسعر، ويبدأ تطبيق الحظر اعتباراً من شباط القادم.
في غضون ذلك أكد السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف أن قرار «البنتاغون» تدريب قوات نظام كييف على تشغيل أنظمة الدفاع الصاروخي «باتريوت» يؤكد تورط الولايات المتحدة بالأزمة الأوكرانية.
ونقلت «سبوتنيك» عن أنطونوف قوله تعليقاً على الدورة التدريبية القادمة في الولايات المتحدة للجنود الأوكرانيين لتشغيل أنظمة الدفاع الصاروخي باتريوت: إن قرار الإدارة العسكرية الأميركية بتنظيم دورة تدريبية في فورت سيل في أوكلاهوما هو تأكيد آخر لمشاركة واشنطن الفعلية في الصراع الأوكراني إلى جانب المجرمين النازيين من كييف.
وتواصل الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، تأجيج الأوضاع في أوكرانيا عبر مد نظام كييف بالأموال والمعدات العسكرية الضخمة، وهو ما تعتبره موسكو لعباً بالنار من دول الناتو.
بدوره صرح سفير روسيا لدى كندا أوليغ ستيبانوف أن إعلان أوتاوا تقديم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا يبدو «سخيفاً» في ظل المشكلات الداخلية التي تعاني منها البلاد.
من جانب آخر أكدت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن السياسات والمواقف التي تتخذها حكومتا لاتفيا وأستونيا تجاه روسيا تدل على أنهما لا تحسبان عواقب هذه السياسات.
وقالت زاخاروفا في مقابلة مع «راديو سبوتنيك» رداً على تقرير لوزارة خارجية لاتفيا وصفت فيه «هزيمة روسيا» بأنها من أولويات السياسة الخارجية للبلاد: إن هذا التقرير هو نوع من الغباء المؤلم، وعدم القدرة ليس على حساب خطوتين للأمام فقط بل عدم حساب الموقف الذي يقع فيه مضمونه.
كما أشارت زاخاروفا إلى تصريح رئيس الوزراء الأستوني كاي كالاس الذي قال فيه: إنهم لا يحتاجون إلى مجموعة أخرى من الأشخاص الذين لا يتحدثون اللغة الأستونية على أراضي البلاد، ويقصد بهم مواطني أوكرانيا، معلقة: نحن هنا نتحدث عن حقيقة الأشخاص الذين يتظاهرون بالمبادئ الأساسية لتنظيم المجتمع، والحفاظ على الأسس الحضارية، بينما هم في الواقع دمروا هذه الأسس على الأقل في دولتهم والسؤال هو لمن يقول: إن الهزيمة الإستراتيجية لروسيا مفيدة له، وفي الوقت نفسه يقول إن مجموعة أخرى من اللاجئين موجودون على أراضي بلاده ولا يريدونهم «والقصد عن الأوكرانيين»، مشيرة إلى أن هذه التصريحات تدل على غياب المنطق والفهم الصحيح.
وقالت زاخاروفا: إن كل ما يقوله مسؤولو هاتين الدولتين عن موسكو مدمر ليس لنا وإنما لهم، ولا يوجد شيء جديد في هذا، لقد تم الحديث عنه لسنوات عديدة، فقط الشكل تغير والكلمات أصبحت أكثر صراحة.
يذكر أنه في آب 2022 أعلن برلمان لاتفيا أن روسيا دولة داعمة للإرهاب، ودعا إلى وقف إصدار التأشيرات للروس، وهو ما أدانته روسيا بشدة.
ميدانياً، أعلن القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين أن مدينة سوليدار داخل الجمهورية أصبحت تخضع بالفعل لسيطرة القوات الروسية بعد تحرير مدينة فقط بودغورودنوي.
ونقلت وكالة «تاس» عن بوشيلين قوله: إن القوات الروسية فرضت سيطرتها على مركز مدينة سوليدار، لافتاً إلى أنه سيتم تحرير مدينتي أرتيموفسك وسفيرسك بعد تحرير سوليدار.
وكانت قيادة دفاع جمهورية دونيتسك الشعبية أعلنت أول من أمس الثلاثاء عن تحرير بلدة باخموتسكويه الواقعة بالقرب من سوليدار شمال شرق منطقة أرتيوموفسك.