ثقافة وفن

(قصة من الشرق) إحياء لمجد الموسيقا.. في تجربة نادرة تجمع طلاب المعهد العالي للموسيقا مع طلاب المعهد العالي للفنون … رعد خلف: السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد هما أول الداعمين للثقافة والفنون في سورية

| مصعب أيوب

يعتقد الكثيرون اليوم أن حالة من التدهور تعيشها الموسيقا العربية على حين يثبت لنا مجدداً قائد أوركسترا ماري الموسيقي رعد خلف عكس ذلك وهو ما يوضح وجود أرض خصبة ومناخ مناسب لخلق جو من الإبداع السمعي والبصري، فقد أقيم مساء يوم الثلاثاء في العاشر من كانون الثاني عند الساعة الثامنة عرض مسرحي غنائي تحت عنوان (قصة من الشرق) للسيناريست والمخرج محمود إدريس وذلك على خشبة مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون.

سيناريست وشاعر غنائي

وفي حديث خاص لـ«الوطن» يعرفنا المخرج محمود إدريس بنوعية العمل على أنه من الكوميديا الغنائية وهي احتاجت لعمل استغرق قرابة ٦ أشهر وقد اختاره الأستاذ رعد خلف لإخراج هذا العمل على اعتباره شاعراً غنائياً وكاتب سيناريو، فالموضوع بحاجة لمن يملك الضفتين معاً، وأضاف إدريس إن هذا التعاون جديد من نوعه ومميز وإن الدمج هذا خلق لديه الرغبة والحافز وجعله يصب تركيزه على إخراج العمل بأبهى صورة كما شاهدناه، فالعرض غريب بعض الشيء ولم يعمل أحد على هذا النوع منذ زمن.

كما أشاد إدريس بجهود وقدرات كل من شارك حيث المواهب والقدرات العالية التي لا يمكن تجاهلها وكان لابد من الإضاءة عليها لتقديم تجربة احترافية، كما تمنى أن يتسع مجال هذه العروض ويتكرر إلى أن يصل للإسقاط السينمائي.

دمج وانسجام

ونوه الأستاذ والناقد سعد قاسم بأن الميوزيكل هو عمل مؤلف موسيقي بالدرجة الأولى حيث وضع الأستاذ رعد خلف الخطوط العامة للجميع وتم العمل على كل الأجزاء ضمن رؤية عامة موحدة سواء في الديكور أو الإضاءة أو تنسيق الأغاني مع الرقصات وفي كل الجزئيات.

ويقول قاسم إن هذه التجربة مهمة حيث من النادر أن يلتقي طلاب المعهد العالي للموسيقا مع طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية حيث إن كلاً من المعهدين يضمان عدداً من الأقسام وفي كل قسم مجموعات متنوعة من الطلاب وإضافة لجهود الفنيين والقائمين على العمل اكتملت الصورة في ضوء تدريبات طويلة ومكثفة وضمن حيوية عالية ما خلق نوعاً من الانسجام العام.

الميوزيكل للشباب

كما أشار الأستاذ أندريه معلولي مدير دار الأسد للثقافة والفنون إلى أن هذه النوع يحتاج إلى الكثير من التحضير ومما يميزه المزج بين الدراما والموسيقا فهما جانبان مهمان ومكملان لبعضهما في الميوزيكل وهو بحاجة لشخصيات تمتلك موهبة الغناء والأداء معاً.

وأضاف: إن العرض كان مخاطباً شريحة الشباب وتمت معالجته بطريقة موسيقية أقرب للناس، فقد أصبح من المهم استقطاب الفئة العمرية الفتية لهذا المكان وهذه العروض وبالتالي ينعكس ذلك على الحياة العامة للوصول إلى مجتمع أكثر ثقافة وأكثر ارتباطاً بالفنون والموسيقا ونوه بأن هذا من دواعي سروره متمنياً أن نشاهد قريباً مثل هذه العروض موجهة لفئة الأطفال.

هندسة خاصة

ومن جانبه استهل الأستاذ رعد خلف حديثه بالشكر والثناء للسيد الرئيس بشار الأسد وعقيلته السيدة أسماء الأسد أصحاب الإيمان الكبير والحقيقي بطاقة الشباب المتجددة وبالحياة في هذا البلد واستمراريتها، وبتقديمهم المساعدة وكل التسهيلات لإنجاز مثل هذه الأعمال، فهما يتعاملان مع المشهد الثقافي بكل حب.

ونوه خلف بأن الميوزيكل بطبيعة الأحوال تعتمد هندسة معينة فالجميع فيها مخرج، وهو عمل صعب لأنه ينفذ للمرة الأولى فهي تجربة أداء لعمل مسرحي، كما أشار إلى أن المعهدين (العالي للفنون المسرحية والعالي للموسيقا) يمتلكان طاقات هائلة ومواهب فذة كفيلة بتقديم عرض احترافي حيث قام بتحضير تجربة أداء مؤلفة من ٥٢ شخصاً وهو عدد ليس بقليل وأصبحت البطولة فيه جماعية موكلة لكل المشاركين وهو الذي تطلب العمل والتحضير لمدة عشرين ساعة ربما يومياً.

كما أوضح أيضاً أنه كان هناك صعوبة هائلة في بناء الفكرة العامة للعرض ومهمة مزج الأغاني مع الرقصات وتحركات الممثلين ليس أمراً سهلاً فهي شبكة متكاملة، فقالب الميوزيكل يختلف عن المسرح الاستعراضي أو مسرح المنوعات وهو يعتمد فكرة درامية معينة نقدم من خلالها الموسيقا وليس العكس وهو الذي جعله يستهلك وقتاً وجهداً كبيراً في التحضير، فالأمر بحاجة لمساحة حقيقية وكادر جيد ولحظات ذاتية وموضوعية لمثل هذا الشكل من الفنون لإنتاج عرض مميز ومبهر.

نقطة تحول

ومن جانبه يعبر مصطفى شهابي ( جاد) عن فرحه في دوره بالعرض ويعتبره تجربة جديدة كلياً، فقد كانت شخصيته جوهرية ونقطة تحول في أحداث القصة وهي قيمة مضافة بالنسبة له ولكونه خريج أدب انكليزي لم يكن الموضوع سهلاً واحتاج إلى جهد مضاعف وتركيز عالٍ للوصول إلى الأداء المطلوب، ولكن من الجانب الغنائي، حيث إنه هوايته، فلم يواجه صعوبة بذلك وقد تكلل عمله بالنجاح حيث استطاع كل من الأستاذ رعد خلف والأستاذ محمود إدريس رفع مستوى اهتمامه بالموسيقا والغناء لتوظيف ذلك في إنجاح العرض الذي وصفه مميزاً.

وقد استمر العرض لساعة من الوقت كانت كفيلة بتقديم جرعة مكثفة تمتزج بين الرصانة والترفيه في نسيج للموسيقا الغربية مضافاً لها الطابع العربي الأصلي، ويذكر أن العرض سيقدم حتى الـ١٥ من هذا الشهر في المكان والتوقيت ذاتهما.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن