شؤون محلية

لليوم الـ٧٥ على التوالي والحسكة بلا ماء… مدير المياه لـ«الوطن»: لا جديد باتجاه «علوك» والحلول البديلة خجولة ودون المستوى المطلوب

| الحسكة - دحام السلطان

دخلت كارثة القطع المتعمّد لمياه الشرب القادمة من محطة «علوك» المحتلة إلى مدينة الحسكة وضواحيها وريفها الغربي يومها الـ٧٥ على التوالي، وظلت مشكلتها ثابتة في مكانها، من دون ظهور حلول وانفراجات قد تلوح بالأفق، أمام صمت المجتمع الدولي بأكمله تجاه ممارسات المحتل التركي والميليشيات المرتهنة له، الذي اكتفى بأن يقف صامتاً ومتفرجاً أمام جريمة قطع المياه عن المدنيين السوريين في محافظة الحسكة السورية.

وفي ضوء قطع مياه الشرب وعدم وصولها إلى منازل المواطنين في المدينة وضواحيها وريفها الغربي من جراء التعديات التي أصبحت أمراً واقعاً وتجري بشكل دائم على خطوط جر المياه الممتدة منها إلى خزاناتها الرئيسة في محطة مياه «الحمة» القريبة من مدينة الحسكة، دونما روادع نهائية قطعية وصارمة دفعت إلى التمادي المتواصل في سقاية المزروعات الصيفية والشتوية على حد سواء، وسط أنباء محلية باتت تتردد في المنطقة عن مشاهدة ميدانية لزراعات مشبوهة في مناطق متفرقة من أرياف المنطقة الخاضعة لسيطرة المحتل التركي، تفيد بزراعة النبات المخدّر داخل الأراضي الزراعية في المنطقة هناك في ظل غياب القانون والرقابة الحكومية الرسمية في المناطق الواقعة خارج سيطرة الجيش العربي السوري، إضافة إلى التعدي المتواصل أيضاً على الخط الناقل للتيار الكهربائي القادم من محطة كهرباء بلدة الدرباسية الحدودية مع تركيا باتجاه محطة «علوك» المحتلة، ما أدى إلى الانقطاع التام والنهائي لضخ المياه في المحطة وباتجاه خزانات محطة الحمة المشار إليها والمغذية لمدينة الحسكة وقطاعاتها وريفها الغربي بمياه الشرب،

الأمر الذي دفع الأهالي إلى استخدام الآبار المنزلية السطحية «غير الصالحة للشرب»، التي قاموا بحفرها أمام منازلهم مجبرين على ذلك، والتي بدورها جفت هي الأخرى بشكل شبه كامل، إضافة إلى شراء صهاريج مياه للشرب «غير موثوقة المصدر»، بأسعار تصل إلى ١٥ ألف ليرة لصهريج خمسة براميل، وسط هذه الظروف الاقتصادية القاهرة التي يمر بها المواطن، إضافة إلى ظروف انتشار الأوبئة والجائحة المرضية المزمنة التي انتشرت بكثافة في مدينة الحسكة وريفها بشكل واضح وحسب المصادر الصحية بالمحافظة.

وبيّن مدير عام مؤسسة المياه محمود العكلة لـ«الوطن» أن الحلول البديلة لا تزال على حالها ولا جديد قد يبشّر بالانفراجات والحلول الجذربة باتجاه «علوك»، والحلول الموجودة اليوم هي خجولة جداً، ولا تؤدي الغرض إطلاقاً وهي ما زالت تتم بالطريقة التقليدية كما هي الحال الحاصلة في مخيمات النزوح التي نُصبت للمهجّرين فقط، من خلال محطات التحلية التي يصل عددها إلى ١٦ محطة عاملة من أصل ٢٠ محطة، وبطاقة ضخ إنتاجية يومية محددة ب٢ م٣ فقط في الساعة، وبإمكانيات خجولة جداً تقوم بإيصال مياه الشرب للمواطنين من خلال «بيدونات» المياه والأواني المنزلية المستخدمة في بيوتهم وهي دون المستوى المأمول منها، لأن حجم العمل فيها دون المستوى والحجم المطلوب للمواطن وقضاء حاجته، وفي ظل حاجة المواطنين للمياه وسط الظروف التي تم ذكرها؟

وأوضح العكلة أن الحلول النهائية تكمن عند المساعي التي يبذلها الأصدقاء الروس فقط في إزالة التعديات التي تقع على محاور خطوط نقل المياه عبر الأراضي التي تقع تحت سيطرة الاحتلال التركي، التي من الممكن أن تضع حداً للمشكلة وتنهيها بشكل جذري لعودة محطة «علوك» إلى عهدة المؤسسة لمتابعة عملها الاعتيادي وإجراء الصيانات الفنية اللازمة لها من خلال طاقم عمل المؤسسة، لافتاً إلى أن المؤسسة لا سلطة لها على أسعار صهاريج المياه المرتفعة الثمن، التي تقوم بجلب مياه الشرب من غير مناهل المياه الرسمية التابعة للمؤسسة التي توقف عملها بتوقف محطة «علوك» عن العمل، مضيفاً: إن هذا ينطبق أيضاً على خط جر المياه القادم من نهر الفرات من المحور الجنوبي للمحافظة، الذي كان يغذي محطة مياه حي العزيزية ومنها للأحياء الواقعة في القسم الغربي والجنوبي من المدينة وبكميات قليلة وضعيفة، والذي توقف هو الآخر عن العمل ولأسباب خارجة عن إرادة المؤسسة حيث يقع خارج نطاق عملها من جراء التعديات عليه هو الآخر في المنطقة هناك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن