وزير الشؤون الاجتماعية والعمل محمد سيف الدين بيّن في تصريح لــ«الوطن» أن هذا المرسوم يأتي في إطار حرص الدولة على توفير الحماية القانونية والاجتماعية لجميع الأطفال، ولاسيما المجهولي النسب منذ الولادة وحتى سن الثامنة عشرة، مما اقتضى تنظيم الأحكام القانونية التي تحكم هذا الموضوع، وذلك من خلال سن تشريع جديد يكفل تأمين الحماية وتأطيرها في نظام قانوني محدد.
وأوضح الوزير سيف الدين أنه بموجب هذا المرسوم تم إحداث هيئة ناظمة لشؤون الأطفال المجهولي النسب تسمى بيوت لحن الحياة مقرها ريف دمشق، تقوم بتنظيم شؤون الأطفال الذين لم يعرف والدوهم أو مجهولو الأب ومعلومو الأم لكن أمهاتهم تخلّت عنهم ولا يوجد مَن يرعاهم، كما يحدد المرسوم الواجبات والالتزامات تجاه هؤلاء الأطفال سواء من الهيئة أم من المجتمع وذلك لتأمين الرعاية الإنسانية العادلة لهم.
وأكد سيف الدين أن الهدف من صدور المرسوم ضمان حصول الطفل المجهول النسب على كامل حقوقه أسوةً بأقرانه وحمايته من كل أشكال الاستغلال والحفاظ عليه وتنظيم رعايته ضمن بيئة داعمة له تغرس في نفسه القيم النبيلة والأخلاق السليمة وتؤمن تعليمه وتساعد على تنمية قدراته ومهاراته، وذلك من خلال إلحاقه بأسرة بديلة أو مؤسسة رعاية تتولى تربيته وتدبير شؤونه بموجب عقد إلحاق يضمن تحقيق الرعاية البديلة له من دون أن يتعدى ذلك إلى إجازة نظام التبني أو إحداث أي تغيير في نظام النسب أو الإرث مع الاحتفاظ في الوقت ذاته بالحقوق المقررة للطفل المجهول النسب، ويراعى عند تطبيق هذا المرسوم التشريعي قانون الأحوال الشخصية وقانون حقوق الطفل.
وعن آلية تطبيق هذا المرسوم بين سيف الدين أن بيوت لحن الحياة هي من تتولى تطبيق هذا المرسوم التشريعي وأحكامه بما يضمن للأطفال المجهولي النسب العيش الكريم أسوة بأقرانهم.
وعن واقع الأطفال المجهولي النسب قبل تطبيق هذا المرسوم أوضح الوزير أن هناك مجمع لحن الحياة في قدسيا يستقبل جميع الأطفال المجهولي النسب، حيث يوجد فيه الآن 90 طفلاً وشاباً من مختلف الأعمار، إضافة إلى وجود نحو 160 طفلاً وشاباً موزعين على الجمعيات والمؤسسات الخيرية في المحافظات، سيتم بعد تطبيق هذا المرسوم ضم جمع هؤلاء إلى بيوت الحياة في المحافظات التي ترتبط مع الهيئة المحدثة بموجب هذا المرسوم.