سورية

رفض إيراني لـ«تحالف الرياض».. وتركيا وإندونيسيا تنفيان المشاركة

أثار إعلان السعودية عما سمته «التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب» أمس الأول، انقساماً في العراق، ففي وقت عبرت شخصيات سياسية عراقية عن رفضها للتحالف واصفة إياه بأنه حاضنة إرهابية دولية جديدة تهدف إلى إشعال الفتن والحروب، دعت قوى أخرى إلى الانضمام إلى هذا التحالف، ليأتي الإعلام الإيراني ويسير في السياق الرافض للتحالف، من خلال ما تم نشره في الصحافة الإيرانية، أما إندونيسيا وتركيا فنفتا مشاركتهما. هذا وعبرت شخصيات برلمانية وسياسية عراقية عن رفضها لما يسمى «التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب» الذي أعلنته السعودية أمس الأول، واصفة إياه بأنه حاضنة إرهابية دولية جديدة تهدف إلى إشعال الفتن والحروب وتقسيم المنطقة وفقاً للمخطط الصهيوني الأميركي.
ووصفت النائب البارز في ائتلاف «دولة القانون» فردوس العوادي، التحالف بأنه «بدعة»، مكررة اتهام التيار السياسي الذي تنتمي إليه للرياض بأنها «من رعاة الإرهاب ومموليه ومروعي الشعوب الآمنة في العراق واليمن والبحرين وسورية».
وعبرت العوادي عن استغرابها أن «تشرك السعودية بعض الدول التي تتعرض للإرهاب في هذا التحالف ولا تدافع عنها، مثل فلسطين».
في المقابل قال «ائتلاف متحدون للإصلاح» البرلماني العراقي الذي يقوده رئيس البرلمان السابق، أسامة النجيفي: إن العراق يحتل «مركزاً متقدماً في معاناته من الإرهاب وتضحياته من أجل الرد عليه، «مضيفاً: إنه يرى في التحالف العسكري الإسلامي الذي أعلنته السعودية «رداً إيجابياً على استفحال الإرهاب وتشويه قيم الإسلام السمحاء».
وفي إيران شنت وسائل إعلام إيرانية هجوماً على التحالف الجديد، وقالت صحيفة «كيهان» الإيرانية في مقال تحليلي لها: إن التحالف الذي أعلنته السعودية جاء بعد «هزيمة واشنطن» وإن أميركا قدمت الدعم للإرهابيين وعلى مختلف الصعد. وهاجمت «كيهان» النظام السعودي، مجددة اتهامها للسعودية بدعم تنظيمات متشددة: «من الواضح لدى الجميع أن كل من العراق وسورية اللتين ما زالتا يكتويان بنار الإرهاب السعودي الأميركي قد شمرا سواعديهما وبقوة في محاربته والقضاء عليه وبدعم من إيران الإسلامية وهو ما عرفه الجميع من دون لبس أو غموض، لتأتي السعودية بتشكيل تحالف لمحاربة الإرهاب من دون هذين البلدين».
أما إندونيسيا فقد أعلنت رفضها المشاركة في هذا التحالف، ونقلت وسائل إعلام اندونيسية عن وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مرصودي قولها: «إن إندونيسيا لن تشارك مطلقاً في أي تحالف عسكري مع دول أخرى»، مضيفة: إن نظيرها السعودي عادل الجبير «تحدث في عدة مناسبات حول تلك المبادرة ولكن لم يوضح كيف ستمضي الرياض في هذا العمل». وحتى الحليف القوي للسعودية، تركيا، نفت وجود أي مشاركة لأنقرة في هذا التحالف.
فقد قال المتحدث باسم الخارجية التركية تانجو بلجيج أمس: إن تحالفاً مناهضاً للإرهاب تقوده السعودية مهم على صعيد التنسيق العسكري والمخابراتي، لكن لا خطط لإنشاء قوة عسكرية تركية في إطار هذا التحالف.
هذا وكانت وزارة الخارجية اللبنانية استنكرت الإعلان عن التحالف، حيث قالت في بيان: «لم تكن على علم، لا من قريب ولا من بعيد، بموضوع إنشاء تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب، وأنه لم يرد إليها في أي سياق وأي مجال أي مراسلة أو مكالمة تشير إلى موضوع إنشاء هذا التحالف، وأنه لم يتم التشاور معها، لا خارجياً كما تفرضه الأصول، ولا داخلياً كما يفرضه الدستور».
أما رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام فقال في بيان: «تلقى رئيس مجلس الوزراء اتصالاً من القيادة السعودية لاستمزاج رأيه في شأن انضمام لبنان إلى تحالف عربي وإسلامي واسع لمحاربة الإرهاب. وقد أبدى دولته ترحيباً بهذه المبادرة». كما كان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، قال: إن التحالف الإسلامي الذي أعلنت بلاده عن تشكيله ليس تحالفاً طائفياً إنما هو تحالف لمحاربة الإرهاب والتطرف.
(رويترز – سي إن إن – سانا)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن