انخفاض سعر الجنيه إلى أدنى مستوياته مقابل الدولار … مصر والصين تؤكدان عمق العلاقات الثنائية وتبحثان سبل تعزيزها
| وكالات
في ظل ارتفاع أسعار السلع الأساسية ومواد البناء والسيارات في مصر نتيجة انخفاض سعر الجنيه أمام الدولار أجرى وزير الخارجية الصيني تشين جانغ، زيارة إلى القاهرة أمس الأحد ضمن جولته الإفريقية التي بدأها في 9 الشهر الجاري، في مسعى لتعزيز علاقات بكين مع القارة السمراء.
واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس تشين جانغ بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري والسفير الصيني بالقاهرة لياو ليتشيانج.
وحسب موقع «المصري اليوم» صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية بأن السيسي رحب بالمسؤول الصيني في مصر، مؤكداً حرص مصر على الاستمرار في التعاون المثمر في إطار الشراكة الإستراتيجية الشاملة التي تجمع البلدين الصديقين، في ظل المسار الممتد من التعاون والتنسيق النموذجي بين الجانبين في شتى المجالات، فضلًا عن الأداء المتميز للشركات الصينية المشاركة في العملية التنموية على امتداد رقعة الجمهورية.
من جانبه أعرب وزير الخارجية الصيني عن حرص الصين على استمرار تطوير علاقاتها الإستراتيجية مع مصر كأولوية رئيسية ونهج ثابت، مشيراً إلى ما تكنه بلاده من احترام وتقدير لمصر في ظل دورها المحوري كركيزة أساسية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط ومركز ثقل العالم العربي والقارة الإفريقية بالقيادة الحكيمة والمتزنة لرئيسها، مع تأكيد ثبات دعم الصين لمصر في جهود التنمية الشاملة ومكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين.
وأكد المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد استعراضاً لآفاق تعزيز أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، حيث أكد وزير الخارجية الصيني الحرص على استمرار الصين في تطوير ودعم البرامج والأنشطة التنموية والمشاريع القومية في مصر، خاصةً في ضوء ما تحقق في مصر من نهضة تنموية شاملة، وكذلك البنية التحتية الحديثة التي باتت تتمتع بها مصر والتي تتكامل مع المبادرة الصينية «الحزام والطريق».
كما حرص تشين جانغ على الاستماع إلى تقديرات السيسي بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية وقضايا المنطقة، حيث شدد الأخير على موقف مصر الثابت لاستعادة أمن واستقرار الدول التي تعاني من أزمات بالمنطقة، وتقوية مؤسساتها الوطنية ودعمها في مكافحة الإرهاب الذي يعتبر أداة لتدمير الدول.
وفي مؤتمر صحفي جمعه مع شكري، قال تشين جانغ: بحثنا مع مصر قضايا المنطقة مع التشديد على احترام عدم التدخل في شؤون الدول، مضيفاً: تربطنا مع مصر علاقة إستراتيجية، وسنعمل على تعزيز العلاقات الثنائية.
وحسب موقع «سكاي نيوز» قال شكري: نسعى لتطوير العلاقات المصرية الصينية، والتواصل بين القيادتين المصرية والصينية مستمر في مختلف المجالات، معرباً عن أمل بلاده في أن تؤتي العلاقات الاقتصادية المتينة بين البلدين ثمارها، وتدعم جهود مصر التنموية.
وتشمل جولة وزير الخارجية الصيني زيارة إثيوبيا ومقر الاتحاد الإفريقي والغابون وأنغولا وبنين.
وتعد زيارة جانغ هي الثالثة لوزير خارجية صيني إلى مصر ومقر جامعة الدول العربية خلال 4 سنوات، مما يعكس المكانة المهمة التي تحتلها العلاقات الصينية – المصرية والعلاقات الصينية – العربية في الدبلوماسية الصينية والزخم لتنميتهما في السنوات الأخيرة.
وتعد مصر أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، وأول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقة تعاون إستراتيجي مع بكين، كما أن الصين أكبر شريك تجاري لمصر لمدة 9 سنوات متتالية.
يأتي ذلك في حين ارتفعت أسعار السلع الأساسية ومواد البناء والسيارات في مصر، نتيجة انخفاض سعر الجنيه أمام الدولار، إذ ارتفع سعر طن الحديد بقيمة 2500 جنيه (84.61 دولاراً)، والإسمنت بقيمة 100 جنيه (3.38 دولارات).
وربط تجار، حركة أسعار السلع خلال الفترة المقبلة بسعر الدولار، الذي سيتحدد وفقاً لقدرة الحكومة على تدبير النقد الأجنبي.
وشهد سعر الجنيه تذبذباً أمام الدولار، حيث سجّل الدولار الأميركي في سوق الصرف المصرية، الأربعاء الفائت، أعلى مستوى له على الإطلاق، متجاوزاً 30 جنيهاً مصرياً للدولار.
ومع الوصول إلى سعر الصرف هذا، يكون الجنيه قد فقد نحو نصف قيمته منذ آذار الماضي، عندما أعلن البنك المركزي المصري اتباع سياسة أكثر مرونة في سوق الصرف على خلفية تراجع حاد في احتياطي النقد الأجنبي المصري، في حين كان سعر صرف الدولار حينها أقل من 16 جنيهاً مصرياً.
والقفزة التي سجلها الدولار الأربعاء الفائت، من نحو 27 جنيهاً إلى أكثر من 30 جنيهاً للدولار، هي الثالثة في أقل من عام.
وأدت الارتفاعات المتتالية لسعر الدولار في سوق الصرف المصرية، إلى موجة تضخمية غير مسبوقة، حيث ارتفعت معدلات التضخم لأعلى مستوياتها منذ 5 سنوات، ليتجاوز التضخم الأساسي مستوى 24 بالمئة بينما بلغ التضخم العام 21.9 بالمئة.