اعتبر موقع «المونيتور» الأميركي، أن تقارب الإدارة التركية من سورية يسير في «طريق وعر»، مؤكداً أن الخطاب التركي الذي «ينتهك المطالب السورية الرئيسة كان ضاراً ببناء الثقة»، بما في ذلك رفض الانسحاب من سورية، والإصرار على المنطقة الآمنة، وأن يكون حلفاء تركيا، بمن فيهم ما تسمى «المعارضة»، جزءاً من عملية انتقال سياسي.
وبيّن الموقع، أن قلة هم الذين يستطيعون القول على وجه اليقين، ما إذا كان رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان قد اتخذ خياراً لا رجوع فيه لتطبيع العلاقات مع دمشق، أم إنه يرى العملية مجرد استثمار انتخابي.
وقال: إذا كان الأمر كله يتعلق بإعادة الانتخاب، فيمكن لأردوغان الاكتفاء بعدة خطوات مثل افتتاح معبر يايلاداغي المقابل لمعبر كسب في سورية، وتنظيم عدة قوافل لإعادة اللاجئين، وسحب بعض القوات التركية من سورية، ولو للعرض فقط، وبدء المحادثات حول تحديث اتفاقية أضنة لعام 1998 بشأن التعاون الأمني مع سورية وتقديمها كخطوة نحو الشراكة مع دمشق لتجسيد المنطقة الآمنة الخالية من ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد».
وأشار الموقع إلى أن العديد من جوانب حسابات أردوغان لا تزال غير معروفة، متسائلاً عن توقعاته الفعلية من عملية التطبيع في حين يواجه سباقاً صعباً لإعادة انتخابه في حزيران المقبل وسط اضطراب اقتصادي واستياء شعبي متزايد من اللاجئين السوريين، وما مدى التزامه بتلبية شروط دمشق؟.
واعتبر الموقع، أن الأطراف في طريق وعر، مع الأخذ في الاعتبار ردع الإدارة الأميركية، المستعدة لاستقبال وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو الأسبوع الجاري.
والخميس الماضي، أكد الرئيس بشار الأسد خلال لقائه المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ألكسندر لافرنتييف والوفد المرافق له، أن اللقاءات مع الجانب التركي حتى تكون مثمرة فإنها يجب أن تُبنى على تنسيق وتخطيط مسبق بين سورية وروسيا من أجل الوصول إلى الأهداف والنتائج الملموسة التي تريدها سورية من هذه اللقاءات انطلاقاً من الثوابت والمبادئ الوطنية للدولة والشعب المبنية على إنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب.
وجدّد الرئيس الأسد موقف دمشق من الحوار مع تركيا خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق له أول من أمس، وأكد حسب البيان الرسمي، أن الدولة السورية تنطلق دائماً في كل مواقفها من حرصها على مصالح الشعب السوري، وأنها لن تسير إلى الأمام في هذه الحوارات إلا إذا كان هدفها إنهاء الاحتلال ووقف دعم التنظيمات الإرهابية.
كما قال وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد في مؤتمر صحفي مشترك مع عبد اللهيان: إن «لقاء الرئيس الأسد والقيادة التركية يعتمد على إزالة الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع وإلى الخلافات التي حلت مكان التوافقات التي بنيت عليها العلاقات السورية-التركية سابقاً»، وأضاف: «في هذا الإطار انعقد لقاء وزراء دفاع سورية وروسيا وتركيا، حيث ناقشوا في لقائهم القضايا المهمة بين البلدين لكن الخطوات العملية التي يجب أن تترجم على أرض الواقع تركت للخبراء الفنيين من جيشي البلدين وبحضور ومشاركة ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية، لكي نتوصل لحل هذه المشاكل التي تراكمت بين البلدين خلال الفترة الماضية، بما في ذلك الحضور العسكري التركي للأراضي السورية والذي نعتبره احتلالاً يجب أن ينتهي».
وشدد المقداد في هذا الإطار على أنه «يجب خلق بيئة مناسبة من أجل لقاءات على مستويات أعلى إذا تطلبت الضرورات ذلك، وأي لقاءات سياسية يجب أن تبنى على خلفية محددة تحترم سيادة واستقلال الجمهورية العربية السورية، ووجود القوات المسلحة السورية كضامن حقيقي لسلامة الأراضي السورية وكذلك أراضي الجوار، وهذا هو الشيء الذي يحدد إمكانية عقد مثل هذه اللقاءات من عدمها».