سورية

روسيا اعتبرت الأمم المتحدة صاحبة الكلمة الأخيرة في تشكيل وفد المعارضة وصياغة القائمة الإرهابية … اجتماع نيويورك غداً: استكمال لمهمات «فيينا» وصياغتها في قرار دولي

| وكالات

حدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الأميركي جون كيري مهمة اجتماع «مجموعة دعم سورية الدولية» المقبل في نيويورك غداً، في استكمال ما تم الاتفاق عليه في العاصمة النمساوية وصياغته في قرار يصدره مجلس الأمن الدولي وبالأخص وقف إطلاق النار الشامل في سورية. وشككت لندن في إمكانية التوصل إلى هذا الهدف الأخير خلال محادثات نيويورك، معتبرةً أنه يشكل «تحدياً كبيراً».
وكافح كيري من أجل بلوغ اتفاق مع بوتين، الذي نصح الأول بالخلود للراحة لكثرة نشاطاته..!. وضغطت روسيا، التي أشارت إلى استمرار «الخلافات الكبيرة» مع واشنطن بشأن سورية على الرغم من استقبالها كيري، من أجل تمثيل الأكراد ضمن الوفد المعارض، وأعلنت أن الأمم المتحدة هي المسؤولة النهائية عن تشكيل وفد المعارضة وصياغة قائمة التنظيمات الإرهابية في سورية.
ويبدو أن مهمة اجتماع نيويورك ستنحصر في التوصل إلى قائمة المنظمات الإرهابية وتشكيلة وفد المعارضة، بناء على ما ستقدمه الرياض وعمان في هذا الصدد على أن يليه التباحث بشأن وقف إطلاق النار من دون التطرق إلى دور الرئيس بشار الأسد.
وفي معرض تعليقه على اللقاء الذي جمعه أمس أول مع نظيره الأميركي، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء: «اتفقنا مع كيري على أهمية تأطير اتفاقات فيينا وفق قرار أممي من مجلس الأمن». وبين أن تبني القرار «سيؤدي إلى إضفاء صفة ملزمة لتنفيذ الاتفاقات لحل الأزمة في سورية»، إلا أنه أضاف موضحاً: «أريد أن أشدد مرة أخرى على أن الحديث لا يدور عن إعادة كتابة ما تم التوصل إليه في فيينا، بل عن إضفاء صفة تشريع دولي عليه».
وبحسب الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أضاف لافروف الذي ذكرت وزارة الخارجية الروسية أنه سيتوجه إلى نيويورك اليوم من أجل المشاركة في اجتماع «مجموعة الدعم الدولية» غداً الجمعة: «إنني واثق من أن هناك تفهماً صائباً (مع كيري) لما نخطط أن نقوم به في نيويورك». وطالب بأن يركز المشاركون في اجتماع نيويورك على تطبيق ما تم التوافق بشأنه خلال محادثات فيينا. وأعاد إلى الأذهان أن «مجموعة دعم سورية» تضم جميع الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، وشكك في احتمال أن يحاول أي من الأطراف عرقلة صدور القرار الدولي المرجو.
وفيما يخص وضع قوائم للتنظيمات الإرهابية في سورية وفصائل المعارضة الوطنية، أكد لافروف أن الكلمة النهائية في هذا الموضوع يجب أن تكون للأمم المتحدة، واعتبر أنه من المنطقي تسجيل التفاهمات التي تم التوصل إليها بهذا الشأن في نص القرار الدولي المرجو.
في غضون ذلك، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي أليكسي ميشكوف أن بلاده تعتقد أنه يجب ضم الأكراد السوريين إلى أي محادثات سلام سورية مستقبلاً، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء.
وقال ميشكوف في مقابلة: «نؤيد مشاركة دائرة واسعة من قوى المعارضة التي تمثل الشعب السوري في عملية التفاوض السورية. من المؤكد أنه ينبغي عدم استبعاد الأكراد من هذه العملية».
وبعد مباحثات مارتونية مع الرئيس الروسي ووزير خارجيته، قال كيري: «سنجتمع يوم الجمعة (غداً) في نيويورك مع مجموعة الدعم السورية الدولية ثم… سنصدر قراراً للأمم المتحدة يتعلق بالخطوات التالية الخاصة بالمفاوضات وما يؤمل أن يكون، وقفاً لإطلاق النار». وأشار إلى أن الجانبين الأميركي والروسي وجدا أرضية مشتركة واتفقا على طرح خلافاتهما جانباً في الوقت الراهن، في إشارة صريحة إلى تحييد الخلاف حول الرئيس الأسد خلال الاجتماع المقبل. وقال: إن الفترة الانتقالية وفق اتفاق جنيف لعام 2012 ستكون نحو ستة أشهر.
في هذا السياق ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس أنه لا تزال هناك خلافات كبيرة بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سبل حل الأزمة السورية، وفق ما نقلت «رويترز».
من جهة أخرى نقل موقع «روسيا اليوم»، عن زاخاروفا قولها: إن «الموعد المحدد والمرغوب فيه لإطلاق المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة هو الأول من كانون الثاني». وأعربت المسؤولة الروسية في مؤتمر صحفي أمس، بحسب وكالة «سانا» للأنباء، عن الأمل بأن يسهم اجتماع نيويورك «في تقريب موعد بدء المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة على الرغم من أن العملية تسير بصورة أبطأ مما كنا نود»: مضيفةً «إننا نتحدث عن تواريخ مرغوب فيها ومحددة كمؤشرات اتفق عليها المشاركون في اجتماع المجموعة الدولية لدعم سورية وبطبيعة الحال كان المراد منها التوصل في أقرب وقت ممكن إلى اتفاق ولكن كما هو معلوم للجميع أنها قضية معقدة جداً، ولسوء الحظ أن حلها يجري ليس بتلك السرعة التي كنا نريدها».
وتابعت: «إننا ننطلق من افتراض أن ممثلي جميع البلدان سيجتمعون في الأيام القليلة المقبلة على وجه الخصوص يوم الجمعة المقبل في نيويورك وسيكونون قادرين على تبادل وجهات النظر والآراء بشأن هذه القضية، وهناك أمل بأن ذلك سيسهم في تقريب المواقف وسيسمح بالحفاظ على الهدف الأساسي في تحقيق تسوية سياسية شاملة في البلاد».
في لندن، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في لهجة صريحة وتشكيكية: إن هدف الولايات المتحدة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أنحاء سورية خلال محادثات نيويورك سيكون «تحدياً كبيراً»، وأضاف: «لكنني أحييه (كيري) على طموحه»، حسبما نقلت وكالة «رويتزر».
وفي برلين قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: إن هدف الجهود الدبلوماسية لتسوية الأزمة السورية هو التوصل إلى حل طويل الأجل لا يشمل الرئيس بشار الأسد.
وأضافت في كلمة قوبلت بتصفيق حاد من المشرعين الألمان في مجلس النواب (البوندستاغ)، وفق وكالة «رويترز»، «يتعلق الأمر بإنهاء الحرب في سورية من دون (الرئيس) الأسد… لا يمكن لـ(الرئيس) الأسد أبداً أن يكون جزءاً من حل طويل الأجل».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن