في ظل وضع جيوسياسي وجيواقتصادي أكثر تعقيداً منذ عقود … «دافوس 2023» ينطلق وسط أزمتي كورونا والحرب في أوكرانيا
| وكالات
انطلقت أمس الإثنين، فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية، حيث يعقد المنتدى في الفترة من 16 إلى 20 الشهر الحالي تحت شعار «التعاون في عالم ممزق».
وأعلن رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغه بريندي خلال إحاطة صحفية هذا الأسبوع أن القمة التي تجري في منتجع الألب السويسرية تنعقد هذه السنة «في ظل وضع جيوسياسي وجيواقتصادي هو الأكثر تعقيداً منذ عقود».
ورأى مؤسس المنتدى كلاوس شواب أن «أحد الأسباب الرئيسة لهذه الشرذمة هو نقص في التعاون» ما يؤدي إلى اعتماد «سياسات قصيرة الأمد وأنانية» مندداً بـ«حلقة مفرغة».
إلى ذلك يتوقع أكثر من نصف الاقتصاديين البارزين في المنتدى الاقتصادي العالمي أن تواصل أوروبا مواجهة مستويات التضخم المرتفعة خلال العام الجاري 2023.
وجاء ذلك ضمن بيان نشر على موقع «دافوس» قبل افتتاحه.
وقال البيان: «فيما يتعلق بالتضخم يرى كبار الاقتصاديين وجود فروقات كبيرة بين المناطق، وتبلغ نسبة الخبراء الذين يتوقعون تضخماً مرتفعاً في أوروبا في العام 2023 نحو 57 بالمئة».
كما يتوقع اقتصاديون أن يظل اتجاه السياسة النقدية من دون تغيير في معظم أنحاء العالم في العام 2023.
ونقل البيان عن مديرة المنتدى الاقتصادي العالمي سعدية زهيدي: «في ظل توقع ثلثي كبار الاقتصاديين حدوث ركود عالمي في عام 2023، فإن الاقتصاد العالمي في وضع غير مستقر، التضخم المرتفع الحالي والنمو المنخفض والديون المرتفعة والتجزئة المرتفعة تقلل من حوافز الاستثمار اللازم لاستئناف النمو وتحسين مستويات المعيشة للسكان الأكثر ضعفاً في العالم».
وحذرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا وفي وقت سابق من أن ثلث الاقتصاد العالمي سيتعرض لحالة ركود خلال هذا العام.
وتضاعف معدل التضخم عام 2022 ليصل إلى حدود 9 بالمئة بعد أن كان 4.7 بالمئة عام 2021، وتوقع الصندوق أن تبلغ نسبة التضخم 6.5 بالمئة خلال هذا العام، وأن تتراجع في العام المقبل إلى حدود 4 بالمئة.
وذكرت قناة «سكاي نيوز» أن المؤتمر سيناقش قضايا مهمة مثل أزمة الطاقة، وأزمة الغذاء والأمن الغذائي، ومعدلات الفائدة المرتفعة وتأثيرها على اقتصادات الدول الناشئة وكيف أدت إلى زيادة معدلات الفقر حول العالم، وما ترتب عليها من ارتفاع في معدلات الديون.
ومن المواضيع الأساسية المطروحة للبحث أيضاً المناخ، إذ يسعى المنظمون لكي تساعد المباحثات في التمهيد للمفاوضات العالمية المقبلة في إطار مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب28) المقرر عقده في نهاية السنة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويطرح المنتدى تساؤلات مهمة حول إمكانية بناء نظام جديد للاستثمار والتجارة والبنية التحتية.
ومن أبرز النشاطات في دافوس أنها ستجري كما في كل سنة في الكواليس، إذ يغتنم رؤساء الشركات والمستثمرون والسياسيون وجودهم في المكان ذاته لإجراء مشاورات على هامش المؤتمر الرسمي.
ورأى الصحفي الأميركي بيتر غودمان الذي صدر له كتاب العام الماضي بعنوان «رجل دافوس: كيف التهم أصحاب المليارات العالم»، أنه «خلال أربعة أيام في جناح خاص، يمكنهم إتمام أعمال أكثر مما يفعلونه في أشهر الرحلات حول العالم».
واعتبر أن أكبر إسهام يمكن أن يقدمه دافوس سيكون الدفع باتجاه إصلاح النظام الضريبي العالمي للحد من التباين الاجتماعي.