الآلاف تظاهروا في شوارع برلين تنديداً بالسياسة الغربية المعادية لروسيا … وزيرة الدفاع الألمانية تقدم استقالتها بعد سلسلة هفوات وشولتس يقبلها
| وكالات
قدمت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت استقالتها من منصبها أمس الإثنين، عقب سلسلة هفوات أرخت بظلال الشك على قدرتها في أداء مهامها المتمثلة بتعزيز القوات المسلحة على وقع الحرب في أوكرانيا، على حين شهدت شوارع العاصمة الألمانية، برلين، خروج الآلاف إلى الشوارع في تظاهرات منددة بالسياسة الغربية المعادية لروسيا.
ونقلت وكالة «أ ف ب» عن لامبرخت قولها في بيان أمس: «اليوم طلبت من المستشار إعفائي من منصب وزيرة الدفاع الفدرالية».
وألقت باللوم على تركيز وسائل الإعلام على شخصها، في الحؤول دون تمكنها من اتخاذ قرارات متعلقة بالسياسات الأمنية بما في ذلك مصلحة مواطني ألمانيا.
وأكدت لامبرخت أن عمل العسكريين والكثير من الأشخاص الذين يتمتعون بالاندفاع يجب أن يحتل صدارة الاهتمام، على حين تنوي ألمانيا استثمار مئة مليار يورو لتحديث جيشها إثر الحرب في أوكرانيا.
إلى ذلك ذكرت قناة «روسيا اليوم» أن المستشار الألماني أولاف شولتس قبل استقالة لامبرخت من منصبها، حيث سيتم اتخاذ قرار من يخلفها في المستقبل القريب.
وأعلنت عن ذلك المتحدثة باسم الحكومة الألمانية كريستيانه هوفمان في إفادتها أمس الاثنين، حيث قالت: «يحترم المستشار قرار لامبرخت، ويشكرها على عملها الجيد الذي قامت به خلال هذا الوقت الصعب والمليء بالتحديات. وسيقدم المستشار قريباً مقترحا بشأن من يخلفها في المنصب»
وأتت استقالة لامبرخت، والتي لم يعرف على الفور اسم من سيخلفها في هذا المنصب، في وقت تخضع فيه ألمانيا مجدداً لضغوط لتسليم أوكرانيا دبابات.
وتبلغ لامبرخت 57 عاماً وكانت وزيرة العدل في الحكومة السابقة برئاسة أنجيلا ميركل، وقد ارتكبت سلسلة هفوات منذ بدء الحرب في أوكرانيا في 24 شباط الماضي.
وتعرضت للسخرية وللانتقاد جراء تسجيل مصور تقدم فيه التهاني بمناسبة رأس السنة.
وظهرت في التسجيل في وسط برلين وسط رياح شديدة متحدثة عن الحرب في أوكرانيا بينما المفرقعات والألعاب النارية تدوي بمناسبة عيد رأس السنة.
من جهة ثانية شهدت شوارع العاصمة الألمانية، برلين، خروج الآلاف إلى الشوارع في تظاهرات منددة بالسياسة الغربية المعادية لروسيا.
وخرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع العاصمة مرددين شعارات مناهضة للغرب، خلال مسيرة الذكرى التقليدية المكرسة لقادة الحركة الاشتراكية روزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنخت.
وبحسب صحيفة «ويلت» الألمانية، «فإن الألمان ذوي البشرة البيضاء، ومعظمهم من الرجال، شاركوا في التظاهرات مرددين شعارات معادية للغرب وحاملين لافتات كتب عليها: العدو الرئيسي في المنزل، وما شابه ذلك».
وأضافت الصحيفة إن «المتظاهرين رفعوا علم جمهورية دونيتسك الشعبية».
وفرض الغرب عقوبات إضافية على روسيا في الأشهر الأخيرة، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الكهرباء والوقود والمواد الغذائية في أوروبا والولايات المتحدة بشكل عام.
كما فاقمت أزمة أسعار المحروقات الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في عدد من البلدان الأوروبية، في ظل ما تشهد اقتصادات أوروبا من تضخم وسط مخاوف من شتاء قاسٍ مقبل.
وكانت صحيفة «واشنطن بوست» أجرت استطلاعاً للرأي، كشفت فيه النفور الثقافي العميق لدى الألمان من التدخل العسكري في أوكرانيا.
ورأت الصحيفة أنّ «روسيا، عبر محاولتها استخدام الطاقة كسلاح، خفضت إمدادات الغاز إلى أوروبا. ونتيجة لذلك، ارتفعت الأسعار إلى عشرة أضعاف مستوياتها السابقة، وبدأت الإمدادات في النفاد».