بوتين وأردوغان ناقشا تطبيع العلاقات التركية- السورية وعبد اللهيان يصل أنقرة اليوم … الجيش يرد على «النصرة» ويقتل الإرهابي «أبو حمزة الفرنسي» في إدلب
| حلب - خالد زنكلو - دمشق - الوطن- وكالات
مع مواصلة الجيش العربي السوري توجيه ضرباته على مواقع الإرهابيين في منطقة «خفض التصعيد» رداً على خروقاتهم المتصاعدة لاتفاق وقف إطلاق النار هناك، قتل الإرهابي المدعو «أبو حمزة الفرنسي» في إدلب التي يسيطر عليها تنظيم «جبهة النصرة».
وأكدت مصادر محلية في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي لـ«الوطن»، مقتل «أبو حمزة الفرنسي»، الذي يحمل الجنسية الفرنسية وأحد أعضاء تنظيم «فرقة الغرباء» المبايع لتنظيم القاعدة، في اشتباكات مع الجيش العربي السوري.
وبينت المصادر، أن مصرع «أبو حمزة الفرنسي»، الذي يقيم في إدلب بعد دخوله سورية عبر تركيا قبل أكثر من 5 سنوات، نتيجة إصابته بطلق ناري في رأسه خلال الاشتباكات التي دارت بين الجيش العربي السوري وتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، الذي تشكل ما تسمى «هيئة تحرير الشام» واجهته الحالية، عند خطوط تماس جبل الزاوية إثر عملية تسلل للأخيرة أحبطها الجيش وكبد الإرهابيين خسائر بشرية وعسكرية كبيرة.
وينشط تنظيم «فرقة الغرباء» الإرهابي، الذي تأسس سنة 2013 وينحدر معظم إرهابييه من فرنسا وبلجيكا وبعض الدول الإفريقية، في جبهات منطقة «خفض التصعيد» بإدلب، وعلاقته وطيدة مع «النصرة» فرع «القاعدة» في سورية، والذي سبق أن اعتقل متزعمه السنغالي- الفرنسي عمر ديابي المسمى «عمر أومسن» الذي ترعرع في مدينة نيس الفرنسية.
وفي وقت سابق أمس ذكر مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن المجموعات الإرهابية التي تدين بالولاء لـ«النصرة» صعدت أمس من اعتداءاتها في محاور التماس بسهل الغاب الشمالي الغربي وريف إدلب الجنوبي، الأمر الذي دفع الجيش للرد عليها بدك مواقعها بنيران مدفعيته الثقيلة.
وقال المصدر: إن «وحدات الجيش العاملة بريف حماة دكت بالمدفعية الثقيلة مواقع لجبهة النصرة في محاور التماس بسهل الغاب الشمالي الغربي، في حين دكت الوحدات العسكرية العاملة بريف إدلب نقاط تمركز الإرهابيين في محاور بريف إدلب الشرقي.
التطورات الميدانية تزامنت مع مواصلة التحركات والاتصالات السياسية المرتبطة بملف التقارب السوري- التركي، حيث ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان، مسألة تطبيع العلاقات السورية- التركية.
وأعلن الكرملين في بيان نقلته وكالة «سبوتنيك»، أن الرئيس بوتين أجرى محادثة هاتفية مع أردوغان، مضيفاً: لقد «تمت مناقشة قضايا تطبيع العلاقات التركية- السورية، بما في ذلك مبادرة أنقرة لبدء مشاورات بمشاركة ممثلين من روسيا وتركيا وسورية».
وذكر البيان أنه «تمت الإشارة إلى الأهمية العملية للعمل المشترك لروسيا وتركيا وإيران في إطار عملية أستانا للعمل من أجل التسوية السورية».
بالتوازي يصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اليوم إلى تركيا، تلبية لدعوة من نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، حسب بيان نشرته وكالة «إرنا» الإيرانية.
في الأثناء، قالت مصادر متابعة لتطور خطوات تقارب إدارة أردوغان من القيادة السورية لـ«الوطن»: إن مدار استدارة الأولى نحو الثانية رهن بموقف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من عملية الانفتاح ورد أنقرة عليها، ولذلك تكتسي أهمية كبيرة زيارة جاويش أوغلو إلى واشنطن لحضور اجتماع «المجلس الإستراتيجي للعلاقات» بين تركيا والولايات المتحدة المقرر اليوم ثم لقاؤه مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن غداً.
وأوضحت المصادر، أن مصلحة إدارة أردوغان مرتبطة بتنفيذ المزيد من خطوات التقارب مع القيادة السورية، حتى إن كانت الغاية التركية من التقارب تحقيق أهداف انتخابية ضاغطة على مفاصل حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، على اعتبار أن مكافحة الإرهاب عند الحدود التركية الجنوبية وإعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، أهم ملفين انتخابيين مطروحين على طاولة الحوار بين البلدين وينتظران تعاون دمشق في حلهما.
ورأت، أن دعم 60 بالمئة من المستطلعين الأتراك وبنسبة الثلثين، وفق أحدث استطلاعات الرأي التركية، لخيار الحكم في الحوار مع دمشق، ورقة قوية بيد جاويش أوغلو لتوجيه دفة المباحثات مع نظيره الأميركي للتمسك بقرار تحقيق انفراج حقيقي في علاقة بلاده بجارتها الجنوبية وتجاوز تبعات أكثر من 10 سنوات من القطيعة معها على الاقتصاد التركي ومستقبل الحزب الحاكم.
المصادر توقعت أن تقاوم إدارة أردوغان ضغوط واشنطن، المنزعجة من عملية انفتاح أنقرة على دمشق، وأن تواجه إغراءاتها بحزم وواقعية، ولاسيما نقل الخارجية الأميركية قرارها بشأن بيع مقاتلات F-16 إلى أنقرة وتحديث طائرات من الطرازنفسه لدى الأخيرة إلى اللجان المختصة في مجلسي النواب والشيوخ على أن يتزامن إخطار الكونغرس بالاتفاق مع زيارة جاويش أوغلو لواشنطن.