خبير أميركي أكد تسبب بلاده بأزمات كبيرة في دول عديدة ودعاها لقبول الخسارة … تواصل التظاهرات وقطع الطرقات ضد «قسد» بريف دير الزور
| وكالات
تواصلت التظاهرات الأهلية بريف دير الزور ضد ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» بريف دير الزور، وسط قطع الطرق بالإطارات المطاطية المشتعلة، مطالبة «قسد» المدعومة من الاحتلال الأميركي بإطلاق سراح المعتقلين لديها منذ 4 سنوات، ومكافحة الفساد الذي تمارسه الميليشيات.
في الأثناء أكد خبير أميركي، أن تدخل بلاده في الشؤون الداخلية للعديد من الدول بينها سورية، تسبب بأزمات كبيرة، داعياً قادتها لقبول التنازلات، والخسارة لتجنب وقوعها.
وفي مقال نشره موقع 19fortyfive، الأميركي أوضح الخبير تيد غالن كاربنتر، أن تدخل الولايات المتحدة الأميركية في الشؤون الداخلية للعديد من الدول، تسبب بأزمات كبيرة، أصبحت السيطرة عليها أمراً صعباً، مشيراً إلى الصومال والبوسنة وكوسوفو وأفغانستان والعراق وليبيا، وسورية، والآن أوكرانيا، وذلك حسب ما ذكر موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني أمس.
وأضاف كاربنتر: إن «على قادة الولايات المتحدة أن يدركوا، أن الحكمة تقتضي قبول التنازلات، والخسارة أحياناً، لتجنب وقوع الكوارث، بيد أن ساسة البيت الأبيض لا يرغبون بالتعلم من الأخطاء السابقة».
وأشار إلى أن التدخل الأميركي في الأزمة الأوكرانية، يسهم في تحولها إلى صراع طويل الأمد بين الغرب وروسيا.
في غضون ذلك، وبما يعكس إصرار واشنطن على التدخل في الشؤون الداخلية للدول، كشف موقع «روسيا اليوم» عن وثيقة صادرة عن وزارة الخارجية الأميركية قال إنه حصل على نسخة منها، أن الوزارة تخطط لتحسين إمكانية حصول السوريين على ما سمتها معلومات «غير منحازة» ودعم وسائل إعلام وصفتها بـ«المستقلة» في سورية، وأنها ستقوم بالتعاقد مع خبراء مختصين لتحقيق ذلك!.
وجاء في الوثيقة: «يسعى مكتب تنسيق المساعدات التابع لوزارة الخارجية الأميركية، لدعم الجهود البرنامجية لتحسين وصول السوريين إلى معلومات غير متحيزة ودقيقة وآنية على المستوى المحلي، بهدف توسيع إمكانيات المواطنين السوريين في هذا المجال».
ووفقاً للوثيقة، يهدف مشروع الخارجية الأميركية إلى ما سمته «مكافحة التضليل الإعلامي، وتعزيز حقوق الإنسان، وتوسيع بث وسائل الإعلام «المستقلة»، وما إلى ذلك، وأن واشنطن تخطط لتخصيص ما يصل إلى 15 مليون دولار لتنفيذه».
وزعمت الوثيقة أن المشهد الإعلامي في سورية تهيمن عليه ما سمتها «حملات الدعاية والتضليل المدعومة من قبل الدولة السورية وروسيا وإيران والجهات الفاعلة الأخرى»!، مدعية أن هذه الحملات تهدف إلى تشويه صورة الحرب (الإرهابية التي تشن على سورية)، وتقويض جهود تحقيق الاستقرار فيها، وعرقلة التقدم نحو حل سياسي وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254»!.
ويرى مراقبون أن سعي واشنطن لدعم ما سمتها وسائل الإعلام «المستقلة» في سورية، يأتي بعد أن كشف الإعلام السوري زيف ادعاءات وسائل الإعلام التي تناصب العداء لسورية بشأن الحرب الإرهابية التي شنت عليها منذ عام 2011، كما يأتي بهدف إطالة أمد الأزمة في البلاد.
من جهة ثانية، ذكرت شبكة «عين الفرات» الإخبارية المعارضة أن الاحتجاجات ضد «قسد» المدعومة من الاحتلال الأميركي تجددت في منطقة العزبة شمال دير الزور للمطالبة بالكشف عن مصير عشرات المعتقلين الذين اعتقلتهم قبل عدة أشهر, ونقلت الشبكة عن مصادر خاصة من منظمي التظاهرات أن المتظاهرين لن يكتفوا بالتظاهر مهددين بالتصعيد خلال الأيام المقبلة في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.
وقام المتظاهــرون بقطــع الطرق بالإطارات المطاطية المشتعلة، مطالبين «قســد» بتحسين الأوضاع المعيشــية وتقديم المعتقلين للمحاكم أصولاً في حال ثبت تورطهم بقضايا معينة وعدم إهمالهم في أقبية السجون من دون محاكمة، حسب ما ذكرت «عين الفرات».
وفي ريف دير الزور الغربي، شارك العشرات من أبناء المنطقة في تظاهرة احتجاجية غاضبة وسط قطع الطرقات بالإطارات المطاطية المشتعلة بالقرب من دوار بلدة الحصان، مطالبين «قسد» بتحسين الأوضاع المعيشية ومكافحة الفساد فيما تسمى « الإدارة المدنية والعسكرية» التابعة لـها.
وفي العاشر من الشهر الحالي، خرج العشرات من أهالي مدينة البصيرة وقرية إبريهة بريف دير الزور الشرقي، في تظاهرات واحتجاجات غاضبة ضد ممارسات «قسد»، وطالبوا بالإفراج عن المعتقلين في سجونها من أبناء المنطقة، وسط قطع الطرقات بالإطارات المطاطية المشتعلة.
وفي الآونة الأخيرة تصاعدت واتسعت رقعة التظاهرات الاحتجاجية المطالبة بطرد «قسد» من المناطق التي تسيطر عليها في ريف دير الزور ووصلت إلى ريف الحسكة الجنوبي، خاصة بعد قيام مجموعات مسلحة تابعة للميليشيات بجريمة اغتصاب وقتل امرأتين في منتصف شهر كانون الأول الماضي.
وتؤكد العديد من المصادر، أن ثمّة رغبة لدى طيف واسع من أهالي المناطق التي تسيطر عليها «قسد» في عودة مؤسسات الدولة السوريّة لمناطقهم.