رياضة

تدوير المدربين

| بسام جميدة

موجعة هي الصفعات التي نتلقاها بسبب خيبات كرتنا السورية على صعيدي المنتخب والأندية، تلك الخيبات التي يقف خلفها أناس لم يتدبروا أمور اللعبة كما يجب، ولم يخططوا لها على المدى البعيد لكي تثمر نجاحات لكي نقول إننا بدأنا السير على الطريق الصحيح.

أهم أسباب الوجع الكروي غياب العمل الاستراتيجي المنظم، ومن أهم تفاصيله التي يجب أن تعمم على الأندية وإلزامها فيه هو، الاستقرار التدريبي.

من المؤسف أن نرى هذا التدوير الذي يصيب المنتخبات الوطنية بمجملها دون أدنى شعور بالمسؤولية، وعلى حساب المصلحة الوطنية، ومن أجل تلميع هذا المدرب أو ذاك.

والأفظع ما يجري في الأندية على مرأى ومسمع الجميع، حيث لدينا عدد من المدربين يتم تدويرهم كل موسم على مختلف الأندية، وغالباً بعضهم يدرب أربعة أو خمسة أندية في الموسم الواحد حتى لو لم ينجح مع تلك الفرق التي دربها، وهذا أمر غريب جداً من إدارات الأندية التي لا تعرف ماذا تفعل وتخضع لمزاجيات الشارع وقنوات التواصل، وسمسرة المدربين.

الأمر وصل إلى أن بعض المدربين بات يستغل ظهوره الإعلامي هنا وهناك ليسوق نفسه ويهدم ما يفعله غيره، وبالتالي يأتي من يفعل به الأمر ذاته.

ندرك أن المدرب رزقه من التدريب، ولكننا ندرك أكثر أنه يجب أن يكون محترماً في طرح وتقديم نفسه، لا أن يكون عرضة للمهازل التي تحدث في سوق المدربين، حيث لا استقرار ولا احترام ولا حتى مهنية في التدريب تظهر آثارها في الفرق وفي اللاعبين، وهنا أقصد تطور وارتفاع مستوى الأداء بعيداً عن الأعذار التي نسمعها منذ أربعين عاماً عندما تتم إقالة المدربين.

توجد لجنة للمدربين في اتحاد الكرة لا نعرف ما مهامها وماذا قدمت من أجل هذه الغاية النبيلة التي تعتبر ركناً أساسياً في تطوير اللعبة.

ماذا فرضت على الأندية، وماذا قدمت للمدربين، وما دورها في مسألة انتقاء مدربي المنتخبات، و«بالفم المليان» ماذا تملك من صلاحيات..؟

باختصار موضوع تدوير المدربين يؤكد الحالة المتردية لكرتنا، ولمدربينا، ويحتاج الأمر لرؤية واضحة أكثر بعيداً عن هذه المهازل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن