رئيس الحكومة يجتمع بصناعة دمشق.. الصناعيون: لقاء شفاف وباعث على التفاؤل … عرنوس يؤكد بأن قطاع الأعمال الوطني شريك أساسي في معالجة الواقع الاقتصادي ويشدد على ضرورة الالتزام بضوابط تسعير المنتجات
| هناء غانم
أبدى أعضاء مجلس غرفة صناعة دمشق تفاؤلهم وأملهم بالكثير من التحسن في وضع الصناعة والصناعيين بعد لقــاء رئيس مجلــس الــوزراء حسين عرنوس بمجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها برئاسة محمد غزوان المصري أمــس، مؤكدين لـ«الوطن» أن هناك الكثير من العقبات التي يتم تجاوزها بالتعاون مع الحكومة واتفاق على إيجاد حل جذري لكل العقبات والمشكلات التي تواجه الصناعيين لأنهم (الصناعيون) قادرون على إيجاد الحلــول من خـــلال تعــاون شفاف وصريح بين الحكومة والصنـاعـيين.
رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس أكد خلال اللقاء أن قطاع الأعمال الوطني شريك أساسي في معالجة الواقع الاقتصادي من خلال تقديم المقترحات والحلول وتحفيز العمل والإنتاج بهدف تحصين الاقتصاد الوطني وتأمين متطلبات العملية االإنتاجية، لافتاً إلى تقديم كل أشكال الدعم الممكنة للصناعيين من خلال التشريعات والقرارات الصادرة بخصوص دعم المنتج المحلي وتعزيز وجوده في الأسواق المحلية والخارجية لافتاً إلى أهمية التنسيق والتعاون المستمر بين القطاع الخاص الصناعي والجهات الحكومية المعنية، لتذليل أي عقبات أمام تحسين واقع العملية الإنتاجية وتأمين حاجة السوق المحلية من مختلف السلع والمواد بأسعار مناسبة، والتسهيلات الحكومية المقدمة لزيادة الإنتاج المحلي وتصدير الفائض من مختلف المنتجات.
عرنوس شدد على أهمية العمل المنظم من خلال اتحاد غرف الصناعة والغرف بالمحافظات وتحقيق العدالة في توزيع المحروقات للصناعيين، مشيراً إلى ضرورة الالتزام بضوابط تسعير المنتجات وتحقيق هامش ربح مقبول للتجار والصناعيين وعرضها بالأسواق بأسعار مناسبة بما يسهم في التخفيف عن المواطنين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها سورية بسبب الحصار الجائر. وتركزت المناقشات حول عدد من القضايا تتعلق بتحسين عمل المنصة الخاصة بالمستوردات وتأمين انسياب المحروقات /المازوت والفيول/ اللازم للصناعيين بكميات كافية ودعم المنتج التصديري وتذليل أي عقبات أمام دخول المنتجات السورية إلى الأسواق الخارجية وتعزيز التنافسية بين التجار والصناعيين والسماح بنقل الآلات من موقع إلى آخر من خلال مديريات الصناعة والغرف بالمحافظات والتشبيك بين غرف الصناعة السورية ومثيلاتها في الدول الصديقة بهدف تنشيط الاستثمار وإقامة مشروعات مشتركة وتفعيل برنامج إحلال بدائل المستوردات.
وزير الصناعة: الصناعة أساس الاقتصاد
وحول ذلك أكد وزير الصناعة في تصريح لـ«الوطن» أن لقاء رئيس الحكومة مع الصناعيين جاء بهدف التباحث معهم بالعديد من القضايا التي تهم الصناعة الوطنية والتي تعتبر هي أساس النمو الاقتصادي والسعي الدائم لتذليل العقبات التي تواجه الصناعيين مع التأكيد على تفعيل دور غرف الصناعة لتأخذ الغرف دورها في خدمة الصناعة والصناعيين من خلال إجراءات وقرارات تصب في مصلحة القطاع الصناعي ودعم وتطوير قدراته الإنتاجية لتحقيق كفاية السوق المحلية والتصدير إلى الأسواق الخارجية وتأمين كل متطلباتهم والسعي مع الصناعيين لتامين المواد بالأسواق وبأسعار تتناسب مع المستهلك.
وأضاف الوزير: إن الوزارة تسعى دائماً لأن تكون قريبة من المشكلات والهموم التي يعانيها الصناعيون، مبيناً أهمية اتخاذ قرارات صائبة ما يسهم في حماية الصناعات الوطنية.
قلعجي: التشاركية والعمل يد واحدة
الوطن تواصلت مع نائب رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها طلال قلعجي الذي أكد على أهمية اللقاء مع الحكومة التي أبدت استعدادها لتقديم كل الدعم والتسهيلات لاستثمار كل الإمكانيات المتوافرة لزيادة الإنتاج وتطبيق شعار «الأمل بالعمل» على أرض الواقع.
أضاف قلعجي: إنه وخلال الاجتماع تم التأكيد على أهمية التشاركية في اتخاذ القرار مابين القطاع الخاص والعام ليكونوا يداً واحدة للنهوض بالصناعة الوطنية وتذليل كل المعوقات التي تعيق مسيرة الإنتاج الصناعي وتشجيع الصناعيين وفتح حوارات جديدة بين الحكومة والصناعيين حيث تم التأكيد على تأمين المحروقات للمعامل والمنشآت التي تحسنت بشكل واضح خلال الفترة السابقة والتطرق إلى موضوع الأسعار الاسترشادية وأهمية إيجاد حل لضبط الأسعار ولاسيما أن هناك فجوة مابين أسعار الكلفة وأسعار المواد المستوردة وغيرها من المعوقات والأهم أن هناك حلولاً وليس وعوداً لكل المشكلات التي تعترض عمل القطاع الصناعي.
نحلاوي: المستهلك هو الحلقة الأضعف
بدوره أكد رئيس لجنة التصدير المركزية في اتحاد غرف الصناعة ونائب رئيس غرفة صناعة دمشق لؤي نحلاوي لـ«الوطن» أن اللقاء مع رئيس الوزراء كان جيداً مؤكداً أن رئيس الحكومة متفاهم ومتعاون مع القطاع الصناعي وأبدى تعاوناً كبيراً مع الصناعيين ولمس الصناعيون وجود نية صادقة لتذليل كل الصعوبات التي يعانون منها وقد لمس ذلك مؤخراً من خلال القرارات والإجراءات والمتابعة الحثيثة التي تقوم بها الحكومة لدعم الصناعة والصناعيين.
وأضاف نحلاوي: إن هناك العديد من القرارات الإيجابية التي صدرت مؤخراً لدعم الصناعي، إذ أصبح بإمكان أي صناعي مصدر أن يستفيد من قطع التصدير ويعود ويستورد من جديد دون الرجوع إلى المنصة الأمر الذي يخفف العبء والكلف ويسهم في تشجيع التصدير بشكل أكبر باعتبار أنه لم يعد هناك خسائر لا في الاســتيراد ولا في التصديــر مؤكـداً أن هذا القــرار إيجابــي ويخدم عجلة الإنتاج لجهة التصدير. مؤكـداً أن ما يهم أصحاب المعامل والمصانع اليوم هو تخفيض التكاليف حتى يستطيعوا المنافسة تصديرياً.
كما تم التطرق إلى موضوع ارتفاع الأسعار والغلاء والذي ليس في سورية فقط بل هو ارتفاع عالمي، فقد ارتفعت القيمة الجمركية للمواد الأولية مع انخفاض طفيف بأسعار الشحن خارجياً والتي انعكست بشكل سلبي على التصدير والاستيراد فتخليص الحاوية كان بحدود 30 مليوناً واليوم أصبحت تحتاج إلى 50 مليون ليرة موضحاً أن ارتفاع تسعيرة سعر الصرف للرسوم الجمركية أثرت بشكل سلبي على ارتفاع أسعار البضائع بالأسواق المحلية. وبيّن نحلاوي أنه لاشك يهمنا نحن كصناعيين المستهلك كونه هو الحلقة الأضعف للأسف. باعتبار أن أي متغير في الأسعار ينعكس عليه بشكل مباشر ولأن دخله ضعيف جداً نعمل جميعاً اليوم على تخفيض فاتورة المستهلك قدر المستطاع. والجميع يعلم أن على الصناعي ضرائب ورسوماً لا يمكن التهرب منها للمالية معتبراً أن ذلك واقع. لكن المتغيرات ورفع الأسعار وتذبذب سعر الصرف هو المتضرر الوحيد منها أو أن الأكبر هو المستهلك للأسف.
وأكد نحلاوي أن الفترة القادمة تحمل الكثير من التفاؤل ويتم العمل بأقصى جهد لرفع وتيرة العمل وتشغيل المصانع وتذليل الصعوبات قدر المستطاع وهذا ما لمسناه خلال اللقاء مع رئيس الحكومة الذي كان تعاونه كبيراً جداً وإيجابياً.
نحلاوي أكد أن اللقاء فيه روح من الشفافية الأمر الذي يعطي جرعة أمل كبيرة تؤكد أننا نسير بالاتجاه الصحيح رغم كل الصعوبات. لكن اليوم ليس لدينا خيار إلا الاستمرار والعمل وفق قول سيد الوطن «الأمل بالعمل». ونحن لنعمل أكثر ونستوعب أكبر عدد من العمالة.