أكد مسؤول أمني رفيع المستوى في الإدارة التركية، أمس، استعداد بلاده لطرح جميع الموضوعات على طاولة الحوار مع دمشق، بما في ذلك انسحاب قوات بلاده كلياً أو جزئياً من سورية.
ونقلت موقع «BBC Türkçe» عن المسؤول: إن العمليات العسكرية (للإدارة التركية) التي بدأت في سورية كانت بالتنسيق مع روسيا، ونقاط المراقبة الموجودة في إدلب جاءت وفق الاتفاقات التي توصلت إليها أنقرة مع موسكو وطهران.
وأوضح المسؤول، حسب مواقع إلكترونية معارضة، أنه «لا توجد خطوط حمر وشروط مسبقة مطروحة على الطاولة اليوم، مشيراً إلى أنه يمكن التفاوض على أي موضوع، بما في ذلك الانسحاب الكلي أو الجزئي لقوات الاحتلال التركية من سورية».
وذكر أن كلاً من أنقرة والحكومة السورية تبنتا الرأي القائل: «إذا وضعنا خطاً أحمر أو شرطاً مسبقاً، فإن الجانب الآخر سيفعل الشيء نفسه، وفي هذه الحالة لن نتمكن من الجلوس على الطاولة نفسها بسبب اختلاف مواقفنا بشكل تام عن بعضها بعضاً» مشيراً إلى أن الطرفين يريان جلوسهما على طاولة واحدة بمنزلة نجاح بحد ذاته.
والخميس الماضي، أكد الرئيس بشار الأسد خلال لقائه المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ألكسندر لافرنتييف والوفد المرافق له، أن اللقاءات مع الجانب التركي حتى تكون مثمرة فإنها يجب أن تُبنى على تنسيق وتخطيط مسبق بين سورية وروسيا من أجل الوصول إلى الأهداف والنتائج الملموسة التي تريدها سورية من هذه اللقاءات انطلاقاً من الثوابت والمبادئ الوطنية للدولة والشعب المبنية على إنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب.
وجدّد الرئيس الأسد موقف دمشق من الحوار مع تركيا خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق له السبت الماضي، وأكد حسب البيان الرسمي أن الدولة السورية تنطلق دائماً في كل مواقفها من حرصها على مصالح الشعب السوري، وأنها لن تسير إلى الأمام في هذه الحوارات إلا إذا كان هدفها إنهاء الاحتلال ووقف دعم التنظيمات الإرهابية.
ونقل «BBC Türkçe» عن متزعم في إحدى الميليشيات الموجودة في إدلب، حول مصير الميليشيات المسلحة الموالية للإدارة التركية قوله: إن السلطات التركية اقترحت عليهم تجربة درعا، موضحاً أنه في حال حصل تقارب سياسي ستطرح هذه الفكرة على الطاولة.
وأكد مسؤول تركي آخر أن أنقرة تدرس تشكيل لجان مشتركة بشأن «مكافحة الإرهاب وأمن الحدود».
وعن الأنباء الواردة، بأن موسكو تخطط لجعل بعض الميليشيات داخل ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» جزءاً من الجيش العربي السوري، وعن عدم قبول أنقرة بهذا الخيار، برر المسؤول التركي رفض أنقرة هذا المقترح بسبب ضبابية طريقة دمج هذه الوحدات في الجيش العربي السوري، وآلية تمركزهم في سورية، وطريقة التفاهم بين الأطراف في هذا الخصوص، مؤكداً أن الشيء المهم بالنسبة لأنقرة هو أمن الحدود والقضاء على التهديد، وإذا توفر ذلك فتركيا مستعدة للتفاوض بشأن أي عرض من دون شروط مسبقة.