امتد لساعات وتزامن مع تسارع وتيرة التقارب السوري- التركي … الجيش يتصدى لأعنف هجوم بجبل الزاوية ويقتل ويجرح عشرات الإرهابيين
| حلب - خالد زنكلو
تصدت وحدات الجيش العربي السوري أمس لأعنف هجوم شنه مسلحو تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، الذي تشكل ما تسمى «هيئة تحرير الشام» واجهته الحالية، في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وتمكن من قتل وجرح عشرات الإرهابيين.
ومنذ تسارع وتيرة التقارب السوري- التركي، وسع تنظيم «النصرة» من دائرة خروقاته لوقف إطلاق النار في منطقة «خفض التصعيد» في إدلب والأرياف المجاورة لها شمال اللاذقية وحماة وغرب حلب، ما طرح الكثير من التساؤلات حول مقدرة التنظيم على الخروج عن الطاعة التركية، التي شكلت مظلة حماية له منذ تأسيسه.
وأكد مصدر ميداني جنوب إدلب لـ«الوطن»، مقتل وجرح أكثر من 22 إرهابياً خلال الاشتباكات التي تخللت وأعقبت عملية تسلل نفذها مسلحو ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي يقودها «النصرة» في أحد محاور القتال في جبل الزاوية أمس، ومُني فيها الإرهابيون وداعموهم الإقليميون بخيبة أمل كبيرة.
وبيّن المصدر، أن وحدات الجيش العربي السوري استوعبت الهجوم الذي شنه مسلحو «الفتح المبين» عقب عملية التسلل الفاشلة، التي نفذها مسلحو تنظيم «أنصار التوحيد» المبايع لـ»النصرة» فرع تنظيم القاعدة في سورية، على محور معرة موخص بالقرب من كفرنبل، حيث استطاع قتل مجموعة من مسلحيه الذين كانوا ينوون تنفيذ عملية «انغماسية» خلف خطوط التماس، بفضل بطولة وجهوزية وحدات الجيش العربي السوري في المنطقة.
وأوضح، أن وحدات الجيش اشتبكت بالأسلحة المتوسطة والثقيلة مع الإرهابيين بعد إحباط تسللهم وهجومهم، ودَكت فلولهم ومواقع انتشارهم بالقذائف الصاروخية والمدفعية، التي كبدتهم خسائر بشرية وعسكرية كبيرة.
ووفقاً لمعلومات «الوطن»، فقد تم سحب بعض الجثث من بينها متزعم الإرهابيين، إضافة إلى مصادرة بعض الأسلحة، كما التقط الجيش صوراً لانغماسيي «النصرة» في إدلب.
وزارة الدفاع من جهتها، قالت في بيان: إن «قواتنا المسلحة الباسلة تصدت صباح (أمس) الأربعاء بكل بطولة لهجوم كثيف شنته المجموعات الإرهابية في ريف إدلب الجنوبي من اتجاه البارة – كنصفرة باتجاه معرة موحص – البريج، مستغلة حالة الطقس الضبابية بعد رمايات مكثفة بالأسلحة الثقيلة على نقاط قواتنا في تلك المنطقة».
وأشارت، إلى أن الهجوم الإرهابي امتد لساعات، نتج عنه تكبيد الإرهابيين خسائر كبيرة في العتاد والأفراد، ووقوع اثني عشر إرهابياً بين قتيل ومصاب، مؤكدة أنه تم سحب بعض الجثث، من بينها متزعم الإرهابيين، إضافة إلى مصادرة بعض الأسلحة.
ودأب تنظيم «النصرة» وإثر إعلان إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزمها تحقيق تقارب من القيادة السورية وعقب إحراز تقدم في المفاوضات الأمنية بين جهازي الاستخبارات السورية والتركية ثم اجتماع وزيري دفاع البلدين في موسكو برعاية روسية، على تكثيف هجماته على طول خطوط تماس «خفض التصعيد»، خصوصاً في ريف إدلب الجنوبي والشرقي وريف حلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي، بالإضافة إلى القيام بعمليات تسلل مستغلاً الظروف الجوية وانتشار الضباب، غير أن يقظة عناصر وضباط الجيش العربي السوري أفشلت جميع محاولاتهم تغيير خريطة السيطرة لمصلحتهم وألحق بهم خسائر فادحة في الأرواح.
وأوضح مراقبون للوضع الميداني في «خفض التصعيد» لـ«الوطن»، أن كل ما يجري من خروقات لوقف إطلاق النار ساري المفعول بموجب «اتفاق موسكو» الروسي- التركي منذ مطلع نيسان 2020، يأتي بمباركة وعلم من إدارة أردوغان التي تصادر استخباراتها كل قرارات الإرهابيين، بمن فيهم مسلحو الفرع السوري لـ»القاعدة»، وشددوا على أن «النصرة» ومتزعمه غير قادرين على الخروج من المظلة التركية التي تظلهم وتشغلهم وتقود أجندتهم في المنطقة.