اختتام تصفيات الأولمبياد العلمي السوري لعام 2023.. وحلب الأولى في حصاد الجوائز … الدقاق: للمرة الأولى استطاع 24 طالباً وطالبة شاركوا في ست مسابقات عالمية إحراز 21 جائزة في جميع الاختصاصات
| محمود الصالح
اختتمت أمس منافسات الأولمبياد العلمي السوري لموسم 2023 وأعلنت النتائج النهائية للفائزين في هذه المسابقات بحضور وزراء التعليم العالي والبحث العلمي بسام إبراهيم والتربية دارم طباع والثقافة لبانة مشوح ورؤساء الجامعات وأعضاء مجلس أمناء هيئة التميز والإبداع وأهالي الطلاب المشاركين في هذه المنافسات، وذلك على مدرج دار الأوبرا في دمشق.
رئيسة هيئة التميز والإبداع هلا الدقاق قالت: الهدف الأهم في عمل هيئة التميز والإبداع اليوم هو السعي لإيجاد ثقوب بيضاء صغيرة تبث وبصعوبة أحياناً ومضات من السعادة في قلوب وأذهان أبنائنا، ومضات تستطيع بشدتها أن تخترق فضاء مملوءاً بثقوب سوداء ثقيلة تكاد تبتلع وتحاول أن تبتلع ما تبقى من حماس وشغف وطاقة وصبر وقدرة على التحمل وسعادة.
وأضافت الدقاق: إن كان هدفنا اليوم هو إعداد جيل المستقبل، وهو جيل واعد وقادر ومتمكن من إيجاد حلول يضعها بنفسه، فان مهمتنا أصبحت أصعب، ولعل أهم ما يجب عمله لأبنائنا أولاً هو التخفيف من أعباء لا طاقة لهم بها، وفتح العديد من المسارات والأبواب والنوافذ والمساحات التي تقودهم نحو فضاءات تشبههم وتشبه أحلامهم واهتماماتهم وميولهم ومواهبهم وشغفهم، كل ما نحارب من أجله في هيئة التميز والإبداع هو تأمين ما يكفي من الحماية والرعاية والاهتمام والحب والسعادة ليصبح طالبنا حراً في فكره، منطقياً في تفكيره، ذكياً في خياراته، علمياً في حواره، جريئاً في قراره وبالتالي محقاً في حكمه، وهذا ما ننتظره تماماً من جيل المستقبل.
وتابعت رئيسة الهيئة: إننا ننتظر بقلوب مملوءة بالفرح هذا اليوم الذي نحتفل فيه كل عام بما أنجزه طلابنا في الأولمبياد العلمي السوري من نتائج مشاركاتهم العالمية في اختصاصات الأولمبياد العلمي في الفيزياء والرياضيات والكيمياء والمعلوماتية وعلم الأحياء. وفي هذا العام سيكون الاحتفال أكبر، حيث استطاع 24 طالباً وطالبة ممن شاركوا في ست مسابقات عالمية إحراز 21 جائزة في جميع الاختصاصات، وهي أكبر نتيجة يحصل عليها طلاب سورية منذ أولى مشاركاتهم العالمية وتأسيس الأولمبياد في عام 2009.
وأشارت الدقاق إلى أن أهم دلالات هذا الإنجاز في هذا العام هي الانتقال التدريجي من مرحلة الانتظار والترقب لظهور طفرة شابة تنقذ سجل المشاركة العالمية في كل عام بنتيجة فريدة، وقد تكون وحيدة، إلى حالة تجانس بأداء جماعي قوامه الأساس العلمي الصلب ومهارة التفكير التحليلي وإستراتيجية ذكية في إيجاد الحلول.
وأشارت رئيسة الهيئة إلى أنه لم تكن النتائج والميداليات يوماً ما هي أحد الأهداف المباشرة لإدارة الاولمبياد العلمي السوري، وإنما هي إحدى النتائج المرصودة التي نقيس من خلالها مدى نجاحنا كمؤسسة وقدرتنا على تحقيق أهداف أخرى متعلقة ببناء الشخصية المميزة وتعزيز التفكير النقدي والتحليل العلمي وإيجاد الحلول المبتكرة وسلسلة طويلة من الأهداف العلمية والتعليمية والتربوية العظيمة.
مديرة إدارة الأولمبياد العلمي السوري لين قاسم قالت بمناسبة انتهاء منافسات الأولمبياد العلمي: هي لحظات وأيام رسمت في قلوب طلابنا بصمة المستقبل الملونة بأحلامهم، وفي الوقت ذاته رسمت في قلوب إدارة ومدربي الأولمبياد سعادة كبيرة وأملاً في المستقبل الذي ننتظره في عالم الشباب والطموح والتحدي الذي يميز دائماً الشباب، الذين يجمعهم حب الاكتشاف والبحث والتساؤل، والفرق الذي يستطيع الشباب أن يصنعه والذي يحتاجه الوطن لبناء مستقبلنا.
وأضافت قاسم: بدأ الأولمبياد العلمي يكبر بمشاركة طلاب الصفين السابع والثامن إلى جانب طلاب الصف العاشر، واستطعنا من خلال الطلاب اليافعين الوصول إلى مجموعة متميزة من طلاب الأولمبياد العلمي لكشف مواهبهم في عمر أصغر، والقيام بتوجيههم إلى الطريق الصحيح للوصول معنا إلى فرقنا الوطنية.
وبينت مديرة الأولمبياد ارتفاع مؤشرات العام الماضي التي حققت زيادة في أعداد الطلاب اليافعين الذين وصلوا إلى التصفيات النهائية وبلغ عددهم 23 طالباً وطالبة، ونظراً لنجاح هذه التجربة، وما أعطانا الأمل بوجود مواهب متميزة، لذلك أطلقنا في العام الحالي الأولمبياد العلمي للصغار واليافعين من الصفين الخامس والسادس، مشيرة إلى إطلاق تحدي بيبرس العالمي في العام الماضي الذي شارك فيه 3300 طالب وطالبة ابتداء من الصف الأول الابتدائي وحتى الثالث الثانوي.
وكانت منافسات الأولمبياد في موسمه الجديد بدأت مطلع العام الدراسي الحالي على مستوى سورية من خلال تصفيات المرحلة الأولى ضمن المحافظات بمشاركة 6800 طالب وطالبة من الصف الأول الثانوي من مختلف المحافظات، وتأهل منهم 1245 طالباً وطالبة إلى تصفيات المرحلة الثانية التي أقيمت أيضاً ضمن المحافظات وأثمرت منافساتها عن نجاح 281 تميزاً ومتميزة بالتأهل إلى التصفيات النهائية التي أقيمت على مدى أربعة أيام من الثامن عشر من كانون الثاني الجاري وحتى الحادي والعشرين منه.
واللافت في هذه المرحلة هو تأهل 23 متميزاً ومتميزة من المرحلة الإعدادية من أوائل الأولمبياد العلمي لليافعين في الرياضيات والعلوم (8 الرياضيات – 5 الفيزياء – 5 الكيمياء – 5 علم أحياء)، مؤكدين تميزهم المبكر والواعد وعزمهم على منافسة طلبة الصف الأول الثانوي، ينضم إليهم 9 طلاب من المرحلة الإعدادية من أوائل الماراثون البرمجي للأطفال واليافعين لعام 2022 إضافة لـ12 طالباً وطالبة من أوائل المسابقة المدرسية البرمجية.
وتم خلال حفل الختام تكريم أعضاء هيئة التميز والكوادر التدريبية فيها إضافة إلى الفائزين في الجوائز الذهبية في الفيزياء والرياضيات والمعلوماتية والكيمياء وعلم الأحياء وعددها 17 جائزة حازت حلب على أربع منها وكان نصيب دمشق وريف دمشق واللاذقية وحمص ثلاث ميداليات لكل منها وحصلت طرطوس على ميدالية ذهبية واحدة. وكان عدد الجوائز الفضية 22 جائزة كانت الأولى حلب 9 جوائز والثانية اللاذقية 7 جوائز وحمص خمس جوائز ودمشق أربع جوائز وريف دمشق جائزتين وطرطوس جائزة فضية واحدة. فيما كانت جوائز البرونزية 37 جائزة حازت حلب على العدد الأكبر منها.