سورية

«قسد» تُصعّد ضد الاحتلال التركي والأخير يرد.. وإعزاز على صفيح ساخن باقتتال ميليشياتها … الجيش يتصدى لتسلل مسلحي أنقرة في تادف بريف حلب

| حلب - خالد زنكلو - حماة – محمد أحمد خبازي - دمشق- الوطن- وكالات

تصدت وحدات الجيش العربي السوري المتمركزة في مدينة تادف بريف حلب الشمالي الشرقي لمحاولة تسلل نفذها مرتزقة الإدارة التركية الإرهابيين، وجرحت وأردت عدداً منهم.

جاء ذلك في وقت صعدت ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» من قصفها ضد الاحتلال التركي بريف حلب الشمالي وداخل الأراضي التركية، والذي رد بدوره على تصعيدها مستهدفاً قرى وبلدات الشمال.

مصدر ميداني في مدينة تادف، التي يتقاسم الجيش العربي السوري السيطرة عليها مع مرتزقة أنقرة، أوضح لـ«الوطن»، أن الجيش أحبط ليل الجمعة- السبت محاولة تسلل، هي الثانية من نوعها في الأسبوعين الأخيرين، لمسلحي ما يسمى «الجيش الوطني» الموالي للاحتلال التركي من مناطق هيمنتهم باتجاه مناطقه، من دون أي تغيير في خريطة السيطرة.

وأشار إلى أن الجيش أوقع قتلى وجرحى في صفوف المتسللين خلال الاشتباكات التي دارت عقب عملية التسلل، عدا عن تكبيدهم خسائر في العتاد.

وبيّن أن «قسد» قتلت في ١٣ الشهر الجاري جندياً تركياً وجرحت آخر أسعفته مروحية للاحتلال وذلك لدى استهدافها بقذائف مدفعية قاعدة للاحتلال في بلدة حزوان غرب مدينة الباب، وهو الاستهداف الثالث في الأشهر الثلاثة الأخيرة، الأمر الذي دفع الاحتلال إلى قصف مواقع «قسد» بالمدفعية في المنطقة وفي بلدات ريف حلب الشمالي مثل بيلونية وعين دقنه ومنغ وكفر ناصح وشيخ عيسى والصواغنية وأبين مع محيط مدينة تل رفعت، من دون التأكد من وقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

وفي ريف حلب الشمالي أيضا، قصفت ما تسمى «قوات تحرير عفرين» التابعة لـ«قسد» أول من أمس بالصواريخ القاعدة العسكرية للاحتلال التركي قرب معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا شمال مدينة إعزاز، ما تسبب بوقوع أضرار في سور القاعدة من دون أي إصابات في صفوف جنود الاحتلال إضافة إلى سقوط قذائف صاروخية داخل الأراضي التركية في ولاية كيلس، وفق قول مصادر محلية في إعزاز لـ«الوطن».

وذكرت المصادر، أن الاحتلال ومرتزقته ردوا خلال اليومين الماضيين بقصف مواقع «قسد» في محيط بلدات تل قراح وشوارغة والمالكية ومرعناز وأبين التابعة لمنطقة عفرين، وهي التي تتعرض لقصف مدفعي وصاروخي ممنهج من الاحتلال منذ إطلاقه عملية «المخلب- السيف» في ٢٠ تشرين الثاني الماضي لاحتلال مناطق تسيطر عليها «قسد»، وهي العملية التي لم تتطور إلى غزو بري بسبب ممانعة موسكو وواشنطن وطهران وعواصم في الاتحاد الأوروبي.

وأصدرت وزارة الدفاع التركية بياناً، ذكرت فيه أن الاحتلال التركي رد على إطلاق الوحدات الكردية ٦ قذائف صاروخية على ولاية كيلس وعلى منطقة خاضعة لمسؤولية مخفر «أونجوبينار» الحدودي، ما أسفر عن مقتل 11 مسلحاً كردياً. وأكد البيان أن الاحتلال التركي «لن يترك أي هجوم إرهابي من دون رد».

كما أعلنت الوزارة في ١٤ الشهر الجاري مقتل ١١ مسلحاً تابعاً لحزب «العمال الكردستاني- PKK» و«وحدات حماية الشعب» الكردية التابعة لـ«قسد» بعد ساعات من مقتل أحد جنودها شمال حلب.

وفي الأشهر الأربعة الأخيرة نفذت «قوات تحرير عفرين» أكثر من ١٠ استهدافات ضد قواعد الاحتلال التركي شمال وشمال شرق حلب.

«قسد» من جانبها أعلنت في بيان أمس فقدان أحد مسلحيها لحياته، والذي كان يعمل في إدارة العلاقات مع قوات ما يسمى «التحالف الدولي» المزعوم ضد تنظيم داعش الإرهابي، وذلك بقصف لطائرة مسيّرة تركية في الـ 10 من كانون الثاني الجاري، نقطة للعلاقات العسكرية في بلدة رميلان شرقي القامشلي.

وحسب ما ذكرت وكالة «هاوار» الكردية أمس، فقد الطفل أحمد عبد الغني السالم حياته متأثراً بإصابته بشظية في رأسه؛ نتيجة استهداف مسيّرة تركية لسيارة على طريق القامشلي -ديرك في الـ 18 من الشهر الجاري.

في إعزاز، عاشت المدينة أمس على صفيح ساخن وحال من الهدوء الحذر، إثر اشتباكات عنيفة في اليوم الذي سبقه جرت بين ميليشيات تابعة لـ«الجيش الوطني»، خلّفت أكثر من ١٠ قتلى وجرحى في صفوفهما.

ولفتت مصادر أهلية في إعزاز لـ«الوطن»، أن الترقب ما زال سيد الموقف في المدينة التي تعيش استنفاراً غير مسبوق لميليشيات «الجيش الوطني»، مع تسطير عبارات «الدم الدم» على محال أهالي بلدة منغ، بعدما خاضت ميليشيات «لواء منغ» اشتباكات ضارية الجمعة مع ميليشيا «لواء عاصفة الشمال»، على خلفية خلاف حول أحقية ركن سيارة تطور إلى نزاع مسلح أوقع قتلى وجرحى!.

وفي منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة، دكت بالمدفعية الثقيلة مواقع للإرهابيين في محاور التماس بسهل الغاب الشمالي الغربي، موضحاً أن نيران المدفعية طالت مواقع الإرهابيين في قليدين والعنكاوي وقسطون محققة فيها إصابات مؤكدة.

ولفت إلى أن الوحدات العاملة بريف إدلب، دكت نقاط تمركز الإرهابيين بمدفعيتها الثقيلة أيضاً، وذلك في الفطيرة والبارة بمنطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وفي معارة النعسان بالريف الشمالي الشرقي.

وذكر المصدر أن مجموعات إرهابية مما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، كانت قد اعتدت على نقاط عسكرية في محاور ريف إدلب الشرقي بقذائف صاروخية، مستغلة الحالة الجوية السائدة، وهو ما استدعى من الجيش الرد المناسب.

وفي البادية الشرقية، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الهدوء الحذر ساد -وحتى ساعة إعداد هذه المادة ليل أمس- مختلف القطاعات. وأوضح أن وحدات الجيش تتابع مهامها بتطهير قطاعاتها من خلايا تنظيم داعش وخصوصاً في بادية دير الزور.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن