رأى في دعوات حكومة «العدالة والتنمية» للتعاون مع واشنطن في شمال سورية خطراً جسيماً … حزب «وطن» التركي: الاتجاه نحو أميركا بذريعة «التوازن» له عواقب وخيمة
| الوطن
اعتبر رئيس حزب «وطن» التركي» المعارض، دوغو بيرينجيك، أن دعوات حكومة «حزب العدالة والتنمية» للتعاون مع واشنطن في شمال سورية تشكل خطراً جسيماً على البلاد، محذراً من أنه في حال أهدرت أنقرة فرصة الحل الثلاثي المتمثلة بالمحادثات «الروسية – السورية – التركية»، واتجهت نحو الولايات المتحدة تحت ذريعة «التوازن» فإنه سيكون لهذه السياسة عواقب وخيمة للغاية، معلناً أن حزبه سيطلق حملة جديدة تحت مسمى «لنخرج من الناتو».
وفي مؤتمر صحفي عقده أول من أمس بمقر حزبه في إسطنبول حصلت «الوطن» على نسخة من نصه، أشار بيرنيجك إلى أن الإستراتيجية التي تسميها إدارة «حزب العدالة والتنمية» بأنها «سياسة التوازن» أدخلت تركيا في مرحلة ذات تكاليف باهظة للغاية، إذ لا يمكن أن تكون هناك إستراتيجية تسمى «التوازن»، بل إن الإستراتيجية هي تحديد التهديد الرئيسي، معتبراً أن تحديد التموضع الصحيح هو الشرط الأساسي لتحييد هذا التهديد، وأضاف: «سياسة الرقص بين العدو والأصدقاء ليس سياسة، بل يأس وجهل، وأولئك الذين لا يكتشفون التهديد لا يمكنهم تحديد العدو والصديق».
ولفت إلى التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية في الإدارة التركية مولود جاويش أوغلو بعد لقائه نظيره الأميركي أنتوني بلينكن قبل أيام والتي قال فيها: إن حكومة «حزب العدالة والتنمية» تركز على التعاون مع الولايات المتحدة من أجل الحل في سورية، وهذا التصريح يأتي بعد اجتماع وزراء دفاع سورية وروسيا وتركيا الشهر الفائت في موسكو والذي ركز على التعاون لمحاربة التنظيمات الإرهابية والتي تدعمها الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن تصريحات أوغلو في واشنطن جاءت معاكسة لهذه التفاهمات وهي تفضيل لإستراتيجية الحل الأميركية على حساب ما جرى في موسكو.
وأضاف: «الحلم بالحل مع الولايات المتحدة في سورية ليس اتجاهاً يجب وضعه على أكتاف وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، بل هي إستراتيجية لحكومة أردوغان، وبهذه السياسة تكون تركيا قد أهدرت فرصة الحل الثلاثي ورقصت مع العدو باسم التوازن، وهذا سيكون له عواقب وخيمة للغاية».
وتابع: «تدعو إدارة حزب العدالة والتنمية الولايات المتحدة علانية إلى إستراتيجيتها لتقسيم تركيا وسورية، وهذه الدعوة لا يمكن تسميتها بأنها تكتيك، فالسذاجة ليست تكتيكاً، وعلينا أن نتذكر بأن الولايات المتحدة لديها إستراتيجية لا يمكن تغييرها بألعاب تكتيكية ومناورات تحت مسمى التوازن، فالولايات المتحدة تعارض أي ممارسة تستهدف الدفاع عن النفس لتركيا، ولا تقبل التطبيع مع الرئيس بشار الأسد والحكومة السورية الشرعية، وبالتالي يمكن التأكيد بأن إدارة «حزب العدالة والتنمية» تخدع نفسها باسم سياسة التوازن وتخدع معها الأمة التركية».
بيرينجيك أكد أنه يتعين على تركيا أن تحدد بشكل واقعي التهديد الأميركي والإسرائيلي والذي يهدد استقلال البلاد وسلامتها وتنميتها الاقتصادية ومصالحها الحيوية في البحر المتوسط، وعليها أن تحدد إستراتيجيتها بشكل واقعي وفقاً لذلك، فلا توجد حلول أمام تركيا يمكن تنفيذها بالخوف أو التردد أو تقديم التنازلات.
ولفت إلى أنه في ظل الظروف الحالية، فإن مشكلات تركيا تحل بشجاعة مبنية على الحقائق، وقال: «قبل عشرين يوماً، أعادت مجلة «فورين بوليسي»، الخاضعة لسيطرة وزارة الخارجية الأميركية، الإعلان عن هدفها بإسقاط رجب طيب أردوغان، وكتبت أنه سيكون هناك «حمام دم» في الانتخابات المقبلة، والسؤال أين هي إدارة «حزب العدالة والتنمية» في سيناريو «حمام الدم» للولايات المتحدة؟ هذا هو السؤال الإستراتيجي».
واعتبر رئيس حزب «وطن»، أن الخروج من «الناتو» هو أكثر الممارسات فاعلية ضد التهديدات والمخططات الأميركية ضد بلاده، وبعد الخروج من هذا الحلف ستتوحد تركيا وتقوي جبهتها الداخلية، وتقود حرب الاستقلال في الاقتصاد إلى النصر، كما أن الخروج من «الناتو» سيقوي التوجه الآسيوي للبلاد ويعزز الجبهة الخارجية، فإنهاء عضوية تركيا في «الناتو» إلى جانب كونه ضرورة لأمنها القومي، سيعطي أيضاً الثقة للدول التي تواجه التهديد الأميركي.