شتان بين الإقالتين
| محمود قرقورا
اتخذ مالك نادي تشيلسي رومان أبراموفيتش قراراً حاسماً بإقالة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو بعد ست عشرة مباراة أقل ما يقال عنها إنها كارثية، حيث خسر الفريق أكثر من نصف المباريات وهذا آخر ما يراهن عليه.
موسم 2007/2008 أقيل مورينيو بسبب خلافات بوجهات النظر مع مالك النادي والعالم كله تعاطف مع مورينيو وقتها من منطلق أنه أعاد الفريق لمنصات التتويج وجعله مهاب الجانب في القارة بأكملها وليس إنكلترا وحدها، ولكن هذه المرة الجميع مؤمن أن التغيير أفضل لكل الأطراف لجملة اعتبارات.
فمن جهة أولى الخلافات تبدو مستفحلة بين المدرب واللاعبين وكأن بعضهم متخاذل يريد الفشل للمدرب.
ومن جهة ثانية لابد من صدمة إيجابية تعيد الفريق إلى جادة الصواب بعد ما بات انتشاله أمراً صعباً على مورينيو.
ومن جهة ثالثة الفريق أمامه لقبان مهمان يمكنه المنافسة عليهما بحلة جديدة ونقصد الشامبيونزليغ وكأس إنكلترا.
لا خلاف أن قرار الإقالة كان متوقعاً، بل إن التوءمة بين مورينيو وجمهور تشيلسي جعلت مالك النادي يتريث كثيراً قبل اتخاذ القرار الصعب الذي يكلف الملياردير الروسي قرابة خمسين مليون يورو.
العمل مع أصحاب رؤوس الأموال يعد مغامرة كبيرة وعندما ننظر إلى هوية الأسماء التي أطاح بها أبراموفيتش ندرك ذلك بداية من رانييري متصدر الدوري حالياً مع ليستر مروراً بمورينيو وسكولاري وأنشيلوتي والمدرب الحالي هيدينك والمدرب الذي جلب له دوري الأبطال دي ماتيو.
مورينيو حقق ثلاثة ألقاب دوري في خمسة دوريات كاملة مع البلوز وفاز بكل الألقاب الممكنة ماعدا الشامبيونزليغ وكان بحق رجل المهمات الصعبة، ولكن الكاريزما التي امتاز بها فقدت بريقها مؤخراً فكان لزاماً الاستغناء عن خدماته والاستعانة بالهولندي غوس هيدينك وشتان بين الإقالتين، ففي الأولى خرج مرفوع الرأس وفي الثانية يخرج مطأطئ الرأس بانتظار خوض تحد جديد.
النقاد يتوقعون ذهابه إلى اليونايتد ليرث إرثاً ثقيلاً والبعض يتوقع عودته للريال والبعض يتوقع رحيله إلى ألمانيا أو فرنسا وربما إيطاليا، ولا ندري إن كان يفكر بالاتجاه الدولي لأحد المنتخبات.
ريوفيرديناند كبير مدافعي اليونايتد يفضل غوارديولا عليه في اليونايتد ولكن نسبة كبيرة من مشجعي اليونايتد تنتظره على أحر من الجمر، إذ يلوح في الأفق إقالة متوقعة للمدرب الهولندي فان غال من جدران أولد ترافورد وكل ذلك ضمن إطار التوقعات