ثقافة وفن

النبالة الأدبيّة

| منال محمد يوسف

عندما نتحدّث عن الأشياء الجميلة في الأدب، الأشياء التي تميل إلى حدوث الشيء المستحسن وجوده في عوالم الأدب والأشياء والأفكار التي نأمل كتابتها ونأمل أن نرسمها بأقلامنا أنجماً تدور في فلك الأيام.

وعندما نتحدّث عن «نبالة الأدب»، عن نبالة الاسم والمعنى، وربما الفعل الثقافيّ، والأفعال بحدّ ذاتها، هي ما يجب أن ينطبق عليها اسم وتجلّيات النبالة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.

بكل ما تُشيرُ إليه من مسمّى وتسميّات، يمكن لنا أن ندخلها قاموس حياتنا، قاموس الوجود الواقعي المحبّب وجوده لدينا، على خريطتنا نحن، خريطة الشيء المثاليّ الذي يجب أن ننشده، وبالتالي يُشكل محور البحث عنه، بحثنا الحثيث حول ما نريد البحث عنه، حول أهمية المعنى المادي والمعنوي لكلمة النبالة في الأدب.

هذه الكلمة التي تحتوي الكثير من المفاهيم المثاليّة التي توجد على خريطة تُسّمى «الجماليّة في الأدب «وأنجمها، أنجم الشعاع الثقافيّ الذي يُحبّذ وجوده على شواطئ تُسمّى «شواطئ الأدب ونبالة قيمه».

كل ذاك يقودنا إلى ألفٍ من الأسئلة والاستفهام الكلامي حول المعنى الإنساني المحدد لكلمة النبالة إن صح التعبير البحث في ماهية هذه الكلمة وبالتالي عدم الوقوف عند أفق محدوديتها، وهذا بالطبع يجعلنا نسأل مجدداً عن النبالة وماهيّة وجودنا في حياتنا، عن فنون التوصيفات التي يجب أن تحمله وبالتالي تتصف به.

وعما يجب أن ندخل مؤثراته إلى مناحي الحياة لدينا، وكيف الحال إذ كان هذا الحال هو الشيء الأدبي المهم، الشيء الوجداني الجميل الذي لا يمكننا إلا التمحور حوله، ومن خلاله، من خلال تلك القيم المبدئية التي يجب أن توجد فيه، وتشكل له الفعل الثقافيّ والمعرفيّ وفاعله المستوثق بعُرا الإشراق الآخر، ذلك الإشراق النبيل الذي نأمله، وبالتالي فقد يأمله كلّ من اختار السير على دروب مستوحدة النبل والنبالة في آن معاً.

تلك الدروب التي يجب أن توضع عليها دلائل الشيء الجوهريّ الذي لا بدَّ أن نقترب منه، لا بدَّ أن نصل إلى فنون منهجيته الأدبيّة، والتعرف إلى علاماته النيرة حيثُ يبتدع كل شيءٍ أدبيّ جميل.. وهذا الشيء يمكن له أن يكون محور ما نتحدث عنه، وما يدور في خواطرنا، وحيث توجد أفئدة لنا نملؤها بمعانٍ عدة من جمالية تحتوي عليها كلمة النُبل أو النبالة.

وإذ بنا اليوم نتحدث بهذا الشأن، نتحدث بذكر شيءٍ، يجب أن نسمو، وتسمو معارفنا إذا ما قررنا الحديث عنه، والذهاب إلى بعضٍ من ضفافه وبعض شطآنه، شطآن الارتجاء المفعول بنا حدّ عناوين التسامي، التسامي فوق ما هو مفقود ربما بسبب أزمتنا الحالية، بسبب ما عصف بنا من جراء هذه الأزمة وبالتالي فقد تركنا على شط الحيرة نسألُ عن النبالة كمزدوج يحتوي الكثير من الدلائل الأخلاقية وقيمها المُثبتة فعلياً من حيث احتواء القيم المعيارية السامية، وهذا بدوره يتطلب بماهية قيم النُبل أو النبالة المطلوبة وجودها على كل الصُعد، وبالتالي إضافة مفهوم «النبل الأدبيّ» الذي يغني جوهر الأدب ونوره الجمالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن